المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

هل عرض الكافي على الإمام ؟
24-10-2020
The short vowels TRAP
2024-04-19
ازالة الاستحلاب الحيوي
2-2-2016
عدد الصفات الجلالية والجمالية
3-10-2014
مهارات اللعب
14-2-2021
DNA Repair : Mismatch repair
22-12-2021


نظرة سريعة عن حياة الرضا "عليه السّلام"  
  
1897   02:58 صباحاً   التاريخ: 29-5-2022
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : معارف الإسلام
الجزء والصفحة : ص344-347
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

الاسم: علي عليه السلام

اللّقب: الرضا

الكني: أبو الحسن

اسم الأب: موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام

اسم الأمّ: تكتم

الولادة: 11 ذو القعدة 148 هـ

الشهادة: آخر صفر 203 هـ

مدّة الإمامة: 19 سنة

مكان الدفن: ايران/ طوس/ مشهد

 

النشأة المباركة

عاش الإمام مع أبيه الإمام الكاظم عليه السلام ما يزيد على الثلاثين سنةً، أمّا مدّة إمامته فقاربت العشرين سنةً.

 

لقد بدأت معاناة الإمام مع معاناة أبيه عليه السلام ، فالسجن الّذي عانى منه الإمام الكاظم عليه السلام انعكس على هذا البيت ظلماً واضطهاداً، إلى أن كتبت الشهادة للإمام الكاظم عليه السلام وانتقلت الإمامة من بعده إلى ولده الإمام الرضا عليه السلام.

 

الإمام والواقفيـّة

إنّ أوّل ما واجهه الإمام بعد تولّيه الإمامة، مشكلة الواقفيَّة الّذين شكّلوا خطراً على قضيّة الإمامة، وهؤلاء كانوا جماعةً من وكلاء الإمام الكاظم عليه السلام جعلهم الطمع بالأموال الشرعيّة يدَّعون توقّف الإمامة عند الإمام الكاظم عليه السلام ، حيث إنَّهم أنكروا إمامة الرضا عليه السلام. ولكنّ حقيقة هؤلاء ما لبثت أن انكشفت بعد ذلك ورجع أكثرهم إلى الحقّ.

 

الإمام عليه السلام وهارون الرشيد

لم يُفلح هارون الرشيد في احتواء الإمام الكاظم عليه السلام ‏، لذلك قرّر تصفيته جسديّاً. ولكنّ الإرهاب العبّاسيّ هذا لم يمنع الإمام الرضا عليه السلام من متابعة نهج والده الإصلاحيّ في مقاومة الفساد والظلم، ونَشْر الإسلام وبثّ الوعي، ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرّشيد، فأجابهم الإمام بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنْ أَخَذَ أَبو جَهْلٍ مِنْ رَأْسي شَعْرَةً، فَاشْهَدوُا أَنّي لَسْتُ بِنَبيٍّ، وَأنا أَقولُ لَكُمْ: إِنْ أَخَذَ هارونُ مِنْ رَأْسي شَعْرَةً فَاشْهَدوا أَنِّي لَسْتُ بِإِمامٍ"[1]، ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرةٍ من رأس الإمام عليه السلام.

 

ولاية العهد

دعت الثورات العلويّة المتتالية، المأمون، الّذي قتل أخاه الأمين، في حربٍ داميةٍ من أجل كرسيّ الخلافة، أن يُحضِر الإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى (مَرُوْ) بصحبة جماعةٍ من أصحابه، ليعرض عليه الخلافة في مجلسٍ حاشدٍ. ولكنّ الإمام عليه السلام رفض هذا العرض، فطلب منه أن يقبل على الأقلّ بولاية العهد، مصرّاً على ذلك إلى درجة التهديد بالقتل. فماذا كان حافزه من وراء هذا العرض؟

 

أهداف المأمون من عرض ولاية العهد

يذكر العلماء أنّ الأسباب السياسيّة التالية كانت وراء اتّخاذ المأمون مثل هذا الموقف:

1- كسب ولاء أهل خراسان، الّذين كانت لهم ميولٌ شديدةٌ باتِّجاه التشيّع وموالاة أهل البيت عليهم السلام.

2- محاولة إرضاء العلويـّين وتهدئتهم، وسحب مبرّرات الثورة والتمرّد من أيديهم، ولذلك قام المأمون بإصدار عفوٍ عامٍّ عن جميع العلويّين.

3- إظهار أنّ الإمام يسعى للسلطة، بإعطائه منصباً في النِّظام الحاكم، وتشويه سمعته بين الموالين بأنّه محبّ للسلطة، فيسقط حبّه من قلوبهم.

4- استخدام الإمام كورقة ضغطٍ بوجه العـبـّـاسيـّـين، الّذين وقفوا مع الأمين في حربه ضدّ المأمون.

5- الحصول على اعترافٍ ضمنيٍّ من الإمام عليه السلام بشرعيـّة تصرّفات المأمون، ومن ورائه اعتراف العلويّين بشرعيّة السلطة العبّاسيّة.

6- عزل الإمام عليه السلام عن قواعده الموالية والمتزايدة، ووضعه تحت المراقبة الدقيقة والأمن من خطره.

 

ردّ فعل الإمام عليه السلام على ولاية العهد

رفض الإمام عليه السلام العرض المشوب بالتهديد وامتنع عنه، ولكنّ إصرار المأمون على ذلك وصل إلى درجة التهديد بالقتل، فاقتضت المصلحة أن يوافق الإمام عليه السلام على العرض، ولكن بشرط: أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً، ولا ينقض رسماً، ويكون في الأمر من بعيد مشيراً.

ومن خلال هذا الشرط الصريح، الّذي اشترطه لقبول ولاية العهد، أي عدم المشاركة في الحكم، كان سلوك الإمام عليه السلام المثاليّ، يمثّل ضربةً لكلّ خطط المأمون، ومؤامراته، حيث لم يتأثّر بزخارف الحكم وبهارجه. وبهذا، استطاع الإمام عليه السلام أن يجعل من ولاية العهد ولايةً صوريّةً وشكليّةً، كما استطاع بما أوتي من حكمة إفراغ المشروع العبّاسيّ من مضمونه، والحيلولة دون إسباغ الشرعيّة على خلافة المأمون، عن طريق عدم المشاركة في الحكم، حيث لم يتحوّل إلى شاهد زورٍ عل تجاوزات الحاكم.

باءت هذه المحاولات الّتي أقدم عليها المأمون للنيل من مكانة الإمام عليه السلام ، بالفشل، فأخذ يجمع له العلماء من أقاصي البلاد، ويأمرهم بتهيئة أصعب المسائل، ليقطع حجّة الإمام عليه السلام ، ويشوّه سمعته بذلك. وفي هذا المجال يقول أبو الصّلت أحد العلماء آنذاك: "فلمّا لم يظهر منه - أي الإمام‏ عليه السلام - للناس إلّا ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاًّ في نفوسهم، جلب عليه المتكلّمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محلّه عند العلماء، فكان لا يكلّمه خصم من اليهود، والنصارى، والمجوس، والصابئين، والبراهمة، والملحدين، والدهريّة، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له، إلّا قطعه وألزمه الحجّة.."[2].

 

شهادة الإمام الرضا‏ عليه السلام

بعد أن باءت جميع محاولات المأمون الرامية إلى إضعاف الإمام عليه السلام والحطّ من مكانته بالفشل ظهرت النتائج على خلاف ما كان ينتظر ويأمل، بل كان الإمام عليه السلام يزداد رفعةً ومكانةً بين الناس، وكانت قواعده الموالية تزداد اتّساعاً وعدداً. ولأنّه لم يفلح في انتزاع الاعتراف بشرعيّة حكمه منه عليه السلام ، وفي إخضاع الإمام لإرادته ومطالبه، وهو بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع تنحيته‏ من ولاية العهد فضلاً عن موقفه المستحقّ للتأنيب من قبل العبّاسيّين، الّذين كانوا يتخوّفون من انتقال السلطة إلى العلويّين، وخروجها من تحت أيديهم.

إزاء كلّ ذلك، لم يجد المأمون وسيلةً للتخلّص من الإمام عليه السلام إلّا بتصفيته جسديّاً، فدسّ إليه السمّ، ومضى الإمام عليه السلام شهيداً صابراً محتسباً.

 

 

[1]  الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج8، ص258.

[2]  الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج1، ص365.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.