أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3358
التاريخ: 19-05-2015
3591
التاريخ: 1-8-2016
3460
التاريخ: 19-05-2015
3447
|
الاسم: علي عليه السلام
اللّقب: الرضا
الكني: أبو الحسن
اسم الأب: موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام
اسم الأمّ: تكتم
الولادة: 11 ذو القعدة 148 هـ
الشهادة: آخر صفر 203 هـ
مدّة الإمامة: 19 سنة
مكان الدفن: ايران/ طوس/ مشهد
النشأة المباركة
عاش الإمام مع أبيه الإمام الكاظم عليه السلام ما يزيد على الثلاثين سنةً، أمّا مدّة إمامته فقاربت العشرين سنةً.
لقد بدأت معاناة الإمام مع معاناة أبيه عليه السلام ، فالسجن الّذي عانى منه الإمام الكاظم عليه السلام انعكس على هذا البيت ظلماً واضطهاداً، إلى أن كتبت الشهادة للإمام الكاظم عليه السلام وانتقلت الإمامة من بعده إلى ولده الإمام الرضا عليه السلام.
الإمام والواقفيـّة
إنّ أوّل ما واجهه الإمام بعد تولّيه الإمامة، مشكلة الواقفيَّة الّذين شكّلوا خطراً على قضيّة الإمامة، وهؤلاء كانوا جماعةً من وكلاء الإمام الكاظم عليه السلام جعلهم الطمع بالأموال الشرعيّة يدَّعون توقّف الإمامة عند الإمام الكاظم عليه السلام ، حيث إنَّهم أنكروا إمامة الرضا عليه السلام. ولكنّ حقيقة هؤلاء ما لبثت أن انكشفت بعد ذلك ورجع أكثرهم إلى الحقّ.
الإمام عليه السلام وهارون الرشيد
لم يُفلح هارون الرشيد في احتواء الإمام الكاظم عليه السلام ، لذلك قرّر تصفيته جسديّاً. ولكنّ الإرهاب العبّاسيّ هذا لم يمنع الإمام الرضا عليه السلام من متابعة نهج والده الإصلاحيّ في مقاومة الفساد والظلم، ونَشْر الإسلام وبثّ الوعي، ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرّشيد، فأجابهم الإمام بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنْ أَخَذَ أَبو جَهْلٍ مِنْ رَأْسي شَعْرَةً، فَاشْهَدوُا أَنّي لَسْتُ بِنَبيٍّ، وَأنا أَقولُ لَكُمْ: إِنْ أَخَذَ هارونُ مِنْ رَأْسي شَعْرَةً فَاشْهَدوا أَنِّي لَسْتُ بِإِمامٍ"[1]، ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرةٍ من رأس الإمام عليه السلام.
ولاية العهد
دعت الثورات العلويّة المتتالية، المأمون، الّذي قتل أخاه الأمين، في حربٍ داميةٍ من أجل كرسيّ الخلافة، أن يُحضِر الإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى (مَرُوْ) بصحبة جماعةٍ من أصحابه، ليعرض عليه الخلافة في مجلسٍ حاشدٍ. ولكنّ الإمام عليه السلام رفض هذا العرض، فطلب منه أن يقبل على الأقلّ بولاية العهد، مصرّاً على ذلك إلى درجة التهديد بالقتل. فماذا كان حافزه من وراء هذا العرض؟
أهداف المأمون من عرض ولاية العهد
يذكر العلماء أنّ الأسباب السياسيّة التالية كانت وراء اتّخاذ المأمون مثل هذا الموقف:
1- كسب ولاء أهل خراسان، الّذين كانت لهم ميولٌ شديدةٌ باتِّجاه التشيّع وموالاة أهل البيت عليهم السلام.
2- محاولة إرضاء العلويـّين وتهدئتهم، وسحب مبرّرات الثورة والتمرّد من أيديهم، ولذلك قام المأمون بإصدار عفوٍ عامٍّ عن جميع العلويّين.
3- إظهار أنّ الإمام يسعى للسلطة، بإعطائه منصباً في النِّظام الحاكم، وتشويه سمعته بين الموالين بأنّه محبّ للسلطة، فيسقط حبّه من قلوبهم.
4- استخدام الإمام كورقة ضغطٍ بوجه العـبـّـاسيـّـين، الّذين وقفوا مع الأمين في حربه ضدّ المأمون.
5- الحصول على اعترافٍ ضمنيٍّ من الإمام عليه السلام بشرعيـّة تصرّفات المأمون، ومن ورائه اعتراف العلويّين بشرعيّة السلطة العبّاسيّة.
6- عزل الإمام عليه السلام عن قواعده الموالية والمتزايدة، ووضعه تحت المراقبة الدقيقة والأمن من خطره.
ردّ فعل الإمام عليه السلام على ولاية العهد
رفض الإمام عليه السلام العرض المشوب بالتهديد وامتنع عنه، ولكنّ إصرار المأمون على ذلك وصل إلى درجة التهديد بالقتل، فاقتضت المصلحة أن يوافق الإمام عليه السلام على العرض، ولكن بشرط: أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً، ولا ينقض رسماً، ويكون في الأمر من بعيد مشيراً.
ومن خلال هذا الشرط الصريح، الّذي اشترطه لقبول ولاية العهد، أي عدم المشاركة في الحكم، كان سلوك الإمام عليه السلام المثاليّ، يمثّل ضربةً لكلّ خطط المأمون، ومؤامراته، حيث لم يتأثّر بزخارف الحكم وبهارجه. وبهذا، استطاع الإمام عليه السلام أن يجعل من ولاية العهد ولايةً صوريّةً وشكليّةً، كما استطاع بما أوتي من حكمة إفراغ المشروع العبّاسيّ من مضمونه، والحيلولة دون إسباغ الشرعيّة على خلافة المأمون، عن طريق عدم المشاركة في الحكم، حيث لم يتحوّل إلى شاهد زورٍ عل تجاوزات الحاكم.
باءت هذه المحاولات الّتي أقدم عليها المأمون للنيل من مكانة الإمام عليه السلام ، بالفشل، فأخذ يجمع له العلماء من أقاصي البلاد، ويأمرهم بتهيئة أصعب المسائل، ليقطع حجّة الإمام عليه السلام ، ويشوّه سمعته بذلك. وفي هذا المجال يقول أبو الصّلت أحد العلماء آنذاك: "فلمّا لم يظهر منه - أي الإمام عليه السلام - للناس إلّا ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاًّ في نفوسهم، جلب عليه المتكلّمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محلّه عند العلماء، فكان لا يكلّمه خصم من اليهود، والنصارى، والمجوس، والصابئين، والبراهمة، والملحدين، والدهريّة، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له، إلّا قطعه وألزمه الحجّة.."[2].
شهادة الإمام الرضا عليه السلام
بعد أن باءت جميع محاولات المأمون الرامية إلى إضعاف الإمام عليه السلام والحطّ من مكانته بالفشل ظهرت النتائج على خلاف ما كان ينتظر ويأمل، بل كان الإمام عليه السلام يزداد رفعةً ومكانةً بين الناس، وكانت قواعده الموالية تزداد اتّساعاً وعدداً. ولأنّه لم يفلح في انتزاع الاعتراف بشرعيّة حكمه منه عليه السلام ، وفي إخضاع الإمام لإرادته ومطالبه، وهو بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع تنحيته من ولاية العهد فضلاً عن موقفه المستحقّ للتأنيب من قبل العبّاسيّين، الّذين كانوا يتخوّفون من انتقال السلطة إلى العلويّين، وخروجها من تحت أيديهم.
إزاء كلّ ذلك، لم يجد المأمون وسيلةً للتخلّص من الإمام عليه السلام إلّا بتصفيته جسديّاً، فدسّ إليه السمّ، ومضى الإمام عليه السلام شهيداً صابراً محتسباً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|