الراي العام ووسائل الاتصال- الاتصال الجماهيري 

كانت عملية الاتصال بين الرأي العام والمهتمين بتوجيههم والتأثير عليهم مضنية، حيث كانت تعتمد بشكل رئيس على الاتصال الشخصي بين المؤيدين وجمهور الرأي العام، أو على الاتصال الجمعي بين المرشح وبين جمهور الرأي العام. ويقتضي ذلك سفرا طويلا متواصلا و خطبا كثيرة ومصافحة وتلويحا باليد ... كثيرا وجهدا كبيرا .

أما الآن فانتشرت وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز، إضافة إلى الملصقات الحائطية التي يتم إلصاقها في الأماكن العامة والخاصة بإذن أصحابها أو المسئولين عنها وفي الشوارع والميادين العامة. ومن وسائل الاتصال التي يتزايد استعمالها اليوم شبكات الحاسب الآلي مثل برنامج " انترنيت" وغيرها.

وبهذا أصبحت عملية الاتصال بالجمهور العام أكثر سهولة وإتقانا وإن كانت أحيانا أكثر تكلفة. والسؤال : إلى أي درجة تؤثر وسائل الاتصال الجماهيرية على الرأي العام ؟  لقد قام المهتمون بهذه العلاقة بإجراء دراسات كثيرة حول هذه الظاهرة، مرت بمراحل مختلفة.

يقول " كلابر "  بأن الدراسات في مجال تأثير وسائل الإعلام أصبح أكثر تحديدا. فبدلا من محاولة الإجابة على السؤال : هل لوسائل الإعلام أثر على الجمهور بشكل عام ؟ استخدمت عددا من الدراسات مداخل جديدة. ومن هذه المداخل الدراسات الني قام بها " الميرا " ديكاتور " وركزت دراساتهما على العوامل الأساسية التي يمكن ملاحظتها على العلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور. وركزت دراسات أخرى على الوظائف الني تقوم بها وسائل الإعلام ومن تلك الدراسات ما قام به " رايلي "  و " ماكوبي "وركزت هاتان الدراستان على الوظائف التي تقوم بها وسائل الإعلام للأطفال بدلا من تأثير وسائل الإعلام فيهم. ومن الدراسات التجريبية ما قام به " هوفلاند "  ، حيث تم فيها تثبيت أثر المثير الاتصالي واختبار أثر العوامل الأخرى للعملية الاتصالية.

ويبدو أن نتائج هذه الدراسات التي بدأت منذ الحرب العالمية الثانية ولا تزال مستمرة إلى تاريخنا هذا غير مستغفرة والمسألة لم تحسم بشكل قطعي بعد. فهناك من يقول بأن وسائل الإعلام لا أثر لها يذكر، وهناك من يقول بأن وسائل الإعلام تؤثر دائما، وهناك من يقول بأن وسائل الإعلام واحدة من العوامل الأساسية التي تؤثر في الرأي العام.