أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2018
1664
التاريخ: 29-3-2018
1197
التاريخ: 31-3-2018
1094
التاريخ: 23-1-2017
1119
|
إنّ (النظر) واجب لوجهين اثنين: أحدهما يرجع إلى نفس النظر والآخر يرجع إلى المعرفة. أمّا الوجه الأوّل الذي يرجع إلى نفس النظر، فهو انّه بصفة دفع المضرّة، ودفع المضرّة معلوم وجوبه عقلا، سواء كانت المضرّة معلومة أو مظنونة. وإنّما قلنا إنّه بصفة دفع المضرّة لأنّ العاقل يخاف في ابتداء كمال عقله من إهماله ويرجو بفعله زوال ما يخافه، وما هذا حاله يكون دفعا للمضرّة فيكون واجبا وأمّا الوجه الآخر الراجع إلى المعرفة، فهو أنّ معرفة اللّه تعالى واجبة ولا تحصل إلّا بالنظر فيجب النظر بوجوب ما لا يتمّ الواجب إلّا به.
فإن قيل: على الوجه الأوّل إنّكم بنيتم وجوب النظر على خوف العاقل من إهماله، فلم قلتم إنّه يخاف من إهماله؟ وما سبب خوفه؟ أ رأيتم لو لم يحصل لبعض العقلاء هذا الخوف؟ أ ليس لا يجب عليه هذا النظر على ما ذكرتموه؟
فيكون قد خلا ذلك العاقل من وجوب النظر عليه، فيبطل قولكم إنّه ممّا لا يخلو المكلّف مع كمال عقله من وجوبه.
قلنا: إنّه يخاف بأحد الأسباب المعروفة المذكورة في الكتب التي هي إمّا أن يسمع اختلاف الناس في آرائهم وأديانهم وتضليل بعضهم بعضا وادّعاء كلّ فريق منهم أن الحقّ معهم والباطل مع مخالفيهم إن كان ناشئا فيما بينهم أو بان يسمع تذكير مذكّر أو وعظ واعظ يذكّر الناس بأيّام اللّه والثواب والعقاب، وإمّا أن ينتبه من ذي قبل بأن يرى آثار النعمة على نفسه ظاهرة فيجوّز أن يكون له صانع صانعه وأنعم عليه بتلك المنافع وأراد منه معرفة وشكره وأنّه لو عرفه وشكره ربما زاد في نعمته وإن لم يعرفه أزال عنه نعمته، وربما أضرّه بنوع مضرّة، إذ قد تقرر في عقله أن من لا يشكر النعم يستحقّ الذمّ، والذمّ ممّا يضرّ المذموم. وإن لم يتفق له أحد هذين الوجهين، فلا بدّ من أن يخطر اللّه بباله ما يتضمّن هذا المعنى فيخوّفه به وينبّهه على جهة الخوف وسببه، فيعلم عند ذلك وجوب النظر عليه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|