المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



حكاية أمير اسحاق الأسترآبادي  
  
4496   02:57 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص611-612
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

ذكرها العلامة المجلسي في البحار عن والده ولقد رأيتها بخط والده الآخوند المولى محمد تقي (رحمه اللّه) خلف الدعاء المعروف بالحرز اليماني بشرح أكثر مع الاجازات فنذكرها عن والده:

بسم اللّه الرحمن الرحيم والحمد للّه ربّ العالمين والصلاة على أشرف المرسلين محمد وعترته الطاهرين امّا بعد فقد طلب منّي السيد النجيب الأديب الحسيب زبدة السادة العظام والنقباء الكرام أمير محمد هاشم (أدام اللّه تعالى تأييده بجاه محمد وآله الأقدسين) أن اجيزه الحرز اليماني المنسوب إلى أمير المؤمنين وامام المتقين وخير الخلائق بعد سيد النبيين (صلوات اللّه وسلامه عليهما) ما دامت الجنة مأوى الصالحين , فأجزت أن يروي هذا الدعاء عنّي وبأسنادي عن السيد العابد الزاهد أمير اسحاق الأسترآبادي المدفون قرب سيد شباب أهل الجنة أجمعين عن مولانا ومولى الثقلين خليفة اللّه تعالى صاحب العصر والزمان (صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آبائه الأقدسين) ؛ وقال السيد المذكور: تأخّرت عن القافلة في طريق مكة فيئست من الحياة ونمت على‏ قفاي كهيئة المحتضر وبدأت بقراءة الشهادتين فاذا أنا بمولانا ومولى العالمين خليفة اللّه على الناس أجمعين واقفا فوق رأسي فقال لي: قم يا اسحاق فقمت وكنت عطشانا فأرواني وأردفني معه فبدأت بقراءة الحرز المذكور وكان (عليه السلام) يصلحه لي حتى أتممته فرأيت نفسي في الأبطح فنزلت عن مركبه فاذا هو قد غاب عنّي ووصلت القافلة بعد تسعة ايّام واشتهر بين أهل مكة انّي جئت بطيّ الأرض فاختفيت بعد اتمام المناسك ؛ وهذا السيد حجّ أربعين مرّة ماشيا ولقد رأيته في اصفهان لمّا جاء من كربلاء لزيارة مولى الكونين الامام عليّ بن موسى الرضا (صلوات اللّه عليهما) وكان في ذمّته مهر زوجته بمقدار سبعة توامين فرأى في المنام انّ أجله قد دنا .

وقال: انّي جاورت كربلاء خمس سنين كي أموت وأدفن هناك وأخاف أن يدركني الموت في غيره فلمّا اطّلع بعض اخواننا على ذلك أدّى عنه ذلك المبلغ وأرسل معه نفرا من اخواننا فقال: لما وصل السيد إلى كربلاء وأدّى دينه مرض وتوفي في اليوم التاسع ودفن في داره .

ولقد رأيت منه امثال هذه الكرامات مدّة اقامته باصفهان (رضى اللّه عنه) وعندي لهذا الدعاء اجازات كثيرة واقتصرت عليه وأرجوأن لا ينساني من الدعاء واطلب منه أن لا يقرأ هذا الدعاء الّا للّه تبارك وتعالى ولا يقرأه على عدوّه المؤمن وإن كان فاسقا أو ظالما له ولا يقرأه لنيل الأهواء الدنيوية بل يجدر أن تكون قراءته للقرب من اللّه تعالى ولدفع شرّ شياطين الجنّ والانس عنه وعن جميع المؤمنين وان لم تحصل له نيّة القربة فالأولى ترك جميع النيّات سوى القرب من اللّه تعالى.

وذكر هذه الحكاية خاتم العلماء والمحدّثين الشيخ أبوالحسن تلميذ العلامة المجلسي في‏ أواخر مجلّد ضياء العالمين عن استاذه عن والده فذكرها إلى ورود السيد إلى مكة ثم قال: قال والد شيخي: ثم أخذت هذه النسخة على تصحيح الامام (عليه السلام) منه وأجازني روايتها عن الامام (عليه السلام) وهو أيضا أجاز روايتها لابنه أي شيخي المذكور (طاب ثراه) ويعتبر ذلك الدعاء في عداد اجازات شيخي لي وأنا منذ أربعين سنة أقرأ هذا الدعاء ورأيت منه خيرا كثيرا .

ثم ذكر حكاية رؤيا السيد التي قيل له فيها عجّل بالذهاب إلى كربلاء فانّ أجلك قد دنا وهذا الدعاء موجود في المجلّد التاسع عشر من بحار الأنوار على النحو المذكور .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.