المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

شروط تحريك المسؤولية الدولية للدول التي تنتهك قواعد استخدام الأسلحة
20/10/2022
Polyplexes
6-9-2019
الاطفال والسخرية والاستهزاء
2023-02-04
ذكاء الحيوانات‏ دليل عظمة الله
27-11-2015
القرطبي
6-03-2015
الشهوة الجنسية
29-9-2016


حكاية المولى محمد تقي المجلسي  
  
4583   02:58 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص626-627
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

قال محمد تقي المجلسي : انّي كنت في أوائل البلوغ طالبا لمرضاة اللّه ساعيا في طلب رضاه ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزمان (صلوات اللّه عليه) كان واقفا في الجامع القديم باصبهان قريبا من باب الطنبى الذي الآن مدرسي فسلّمت عليه وأردت أن أقبّل رجله فلم يدعني وأخذني فقبّلت يده وسألت عنه مسائل قد أشكلت عليّ منها أنّي كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول انّها ليست كما طلبت منّي وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي (رحمه اللّه) فقال: صلّ صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل وكنت أفعل هكذا فسألت عن الحجة (عليه السلام) أصلّي صلاة الليل؟ فقال: صلّها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم يبق في بالي ؛ ثم قلت: يا مولاي لا يتيسّر لي أن أصل إلى خدمتك كلّ وقت فأعطني كتابا أعمل عليه دائما فقال (عليه السلام) : أعطيت لأجلك كتابا إلى مولانا محمد التاج وكنت أعرفه في النّوم فقال (عليه السلام) : رح وخذ منه فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلا لوجهه إلى جانب دار البطّيخ محلّة من اصبهان فلمّا وصلت إلى ذلك الشخص فلمّا رآني قال لي: بعثك الصّاحب (عليه السلام) إليّ؟ قلت: نعم فأخرج من جيبه كتابا قديما فلمّا فتحته ظهر لي انّه كتاب الدّعاء فقبّلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجّها إلى الصّاحب (عليه السلام) فانتبهت ولم يكن معي ذلك الكتاب ؛ فشرعت في التضرّع والبكاء والحوار لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلمّا فرغت من الصّلاة والتعقيب وكان في بالي أنّ مولانا محمد يعني الشيخ البهائي هو الشيخ وتسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء ؛ فلمّا جئت إلى مدرسته وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة وكان القارئ السيد صالح أمير ذوالفقار الجرفادقانيّ فجلست ساعة حتى فرغ منه والظاهر انّه كان في سند الصحيفة لكن للغمّ الذي كان لي لم أعرف كلامه ولا كلامهم وكنت أبكي فذهبت إلى الشيخ وقلت له رؤياي وكنت أبكي لفوات الكتاب .

فقال الشيخ: أبشر بالعلوم الالهية والمعارف اليقينيّة وجميع ما كنت تطلب دائما وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوّف وكان مائلا إليه فلم يسكن قلبي وخرجت باكيا متفكّرا إلى أن القي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم فلمّا وصلت إلى دار البطّيخ رأيت رجلا صالحا اسمه آغا حسن وكان يلقّب بتاجا فلمّا وصلت إليه وسلّمت عليه قال: يا فلان الكتب الوقفيّة التي عندي كلّ من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف وأنت تعمل به وقال: وانظر إلى هذه الكتب وكلّما تحتاج إليه خذه ؛ فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أوّل ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البكاء والنحيب وقلت: يكفيني وليس في بالي انّي ذكرت له النوم أم لا وجئت عند الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته الّتي كتبها جدّ أبيه مع نسخة الشهيد وكتب الشهيد نسخته مع نسخة عميد الرؤساء وابن السّكون وقابلها مع نسخة ابن ادريس بواسطة أو بدونها وكانت النسخة التي أعطانيها الصاحب مكتوبة من خطّ الشهيد وكانت موافقة غاية الموافقة حتّى في النسخ التي كانت مكتوبة على هامشها وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة عندي وببركة إعطاء الحجة (عليه السلام) صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعة في كلّ بيت وسيّما في اصبهان فانّ اكثر الناس لهم الصّحيفة المتعددة وصار اكثرهم صلحاء وأهل الدعاء وكثير منهم مستجابوا الدعوة وهذه الآثار معجزة لصاحب الأمر (عليه السلام) والذي أعطاني اللّه من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها .

يقول المؤلف: ذكر العلامة المجلسي في البحار صورة اجازة مختصرة للصحيفة الكاملة عن والده حيث قال: انّي أروي الصحيفة الكاملة الملقّب بزبور آل محمد (صلى الله عليه واله) وانجيل أهل البيت (عليهم السّلام) والدعاء الكامل بأسانيد متكثّرة وطرق مختلفة منها ما أرويها مناولة عن مولانا صاحب الزمان وخليفة الرحمن (صلوات اللّه وسلامه عليه) في الرؤيا الطويلة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.