المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تأثير رقعة الاستغاثة  
  
5903   03:01 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص606-607
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

انّ العالم الصالح التقي المرحوم السيد محمد ابن السيد عباس الساكن في قرية جب شيث‏ من قرى جبل عامل وهومن بني أعمام السيد النبيل والعالم المتبحّر الجليل السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني صهر الشيخ جعفر النجفي كان من قصّته أي السيد محمد المذكور انّه (رحمه اللّه) لكثرة تعدّي الجور عليه خرج من وطنه خائفا هاربا مع شدّة فقره وقلّة بضاعته حتى انّه لم يكن عنده يوم خروجه الّا مقدارا لا يسوى قوت يومه وكان متعفّفا لا يسأل أحدا ؛ وساح في الأرض برهة من دهره ورأى في ايّام سياحته في نومه ويقظته عجائب كثيرة إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الأشرف على مشرّفها آلاف التحيّة والتحف وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدّس وكان في شدّة الفقر ولم يكن يعرفه بتلك الصفة الّا قليل وتوفّي (رحمه اللّه) في النجف الأشرف بعد مضي خمس سنوات من يوم خروجه من قريته

وكان أحيانا يراودني وكان كثير العفّة والحياء يحضر عندي ايّام اقامة التعزية وربّما استعار منّي بعض كتب الأدعية لشدّة ضيق معاشه حتى انّ كثيرا ما لا يتمكّن لقوته الّا على تميرات يواظب الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى كأنّه ما ترك شيئا من الأذكار المرويّة والأدعية المأثورة , واشتغل بعض ايّامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (عليه السلام) اللّه الملك المنان أربعين يوما وكان يكتب حاجته ويخرج كلّ يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى البحر ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو أزيد بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقة من الطين ويودعها أحد نوّابه (سلام اللّه عليه) ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوما ؛ فلمّا فعل ما يفعله كلّ يوم ورجع قال: كنت في غاية الملالة وضيق الخلق وأمشي مطرقا رأسي فالتفتّ فاذا أنا برجل كأنّه لحق بي من ورائي وكان في زيّ العرب فسلّم عليّ فرددت (عليه السلام) بأقلّ ما يردّ وما التفتّ إليه لضيق خلقي فسايرني مقدارا وأنا على حالي فقال بلهجة أهل قريتي: سيد محمد ما حاجتك؟ يمضي عليك ثمانية أو تسعة وثلاثون يوما تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلانيّ وترمي العريضة في الماء تظنّ أنّ امامك ليس مطلعا على حاجتك؟

قال: فتعجّبت من ذلك لأنّي لم اطّلع أحدا على شغلي ولا أحد رآني ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد الشريف لم أعرفه خصوصا انّه لابس الكفيّة والعقال وليس مرسوما في بلادنا فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى وفوزي بالنعمة العظمى وانّه الحجة على البرايا امام العصر (عجل اللّه تعالى فرجه) , وكنت سمعت قديما أنّ يده المباركة في النعومة بحيث لا يبلغها يد أحد من الناس فقلت في نفسي: أصافحه فان كان يده كما سمعت اصنع ما يحقّ بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته فمدّ يده المباركة فصافحته فاذا يده كما سمعت فتيقّنت الفوز والفلاح فرفعت رأسي ووجّهت له وجهي وأردت تقبيل يده المباركة فلم أر أحدا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.