المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

محمد بن علي بن كاظم بن جعفر الجزائري.
27-7-2016
مشكلة انعدام الموطن وتعدده
12-1-2022
خصوصية الحبس المؤقت في الجريمة المنظمة العابرة للحدود
3-7-2019
الكانستل Pouteria campechiana
9-11-2017
Schläfli Integral
17-11-2018
الخواص الميكانيكية
23-7-2016


أقصر الطرق الى قلب الطفل  
  
2041   10:20 صباحاً   التاريخ: 9-4-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص45 ـ 53
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يقول أحد الأشخاص: (دخلت تجمعـاً جـديـداً علي واستطعت أن أدخل في قلوب كل من صاحبتهم في هذا التجمع إلا واحداً منهم، كلما تقربت منه، شعرت بعـدم ارتياحه لي، ولقد فكرت ملياً في الـدخـول الى قلبه، ووضعت خططاً، وطبقتها. إلا أن شيئاً منها لم يجدي..

وعندما وصلت الى درجة القناعة بأني لا أستطيع أن أفتح علاقة محبة معه في هذه المرة حدث لي أن تحدثت معه، وكان صادّاً بنصف وجهـه عني، قلت له: إسمع مني يا حبيبي.

فجأة.. وإذا بالرجل يوجه نظراته الي، مركزاً عينـه في عيني، يستمع الى كلامي بلهفة الحبيب، وما كدت أن أتوقف من كلامي حتى قال:

ـ ماذا قلت.. حبيبي؟!

فظننت أنه استنكر الكلمة، فقلت محاولاً تدارك الموقف:

ـ نعم إني صادق. إني أحبك كما أحب نفسي..

وإذا بالرجل يقاطع كلامي، ويقوم ليقبلني..

ومنذ تلك اللحظة، أصبح الرجل صديقاً حميماً لي).

جاء في الحديث: (مر رجل بالمسجد وكان الإمامان، أبو جعفر وأبو عبـد الله (عليهم السلام) جالسين فقال أحد جلسائهما: (إني والله لأحب هذا الرجل).

ـ فقال له أبو جعفر الباقر (عليه السلام).

- فاذهب إليه واعلمه بحبك، فإنه أبقى للمودة وخير من الإلفة وأكثر في الاجتماع).

هكذا تؤثر كلمة الحب في الاخوان والأصدقاء.

ترى كيف هي مع الأبناء؟

يقول أحد الآباء: (إذا وددت أن تعلم كيف توقع ابنك في حبـك، ما عليك إلا أن تغمره بالحب).

وقال آخر: (أحبب ابنك يحبك).

ولذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله ـ عز وجل ـ ليرحم الرجل لشدة حبه لولده)(1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (قال موسى (عليه السلام): (يا رب! أي الأعمال أفضل عندك؟، قال: حب الأطفال، فإن فطرتهم على توحيدي، فإن أمتهم أدخلتهم جنتي برحمتي)(2).

وهنا يجدر بنا إيراد الملاحظة التالية: ليس هنالك من الآباء من يكره أبناءه إلا ما ندر، وحتى الذين يعلنون بغضهم وكرههم لأبنائهم بسبب النزاعات التي تحدث أحياناً ـ وللأسف ـ بينهم وبين أبنائهم فإنهم في الواقع يضمرون الحب لهم، ولا يمكنهم التخلي عنهم.

حدث لي ذات مرة وكنت بصحبة أحد الأباء في رحلة طويلة بالقطار، وكان هذا الأب رجلاً طاعناً في السن، وله سلسلة من الأبناء، كان كبيـرهـم قد تخاصم - معه بعد شجار وخلاف عميق دام لعدة سنوات.

كان الأب هذا قد ذاق الويلات من إبنه العاق، وحينما كان يتحدث لنا عنه، كان يتأفف ويتألم كثيراً، وكان يقول بالحرف الواحد أنه يكره إبنه هذا!

ولكنني - في الواقع ـ وجدت العكس تماماً، فلم أجد فيه الكراهية وإنما رأيت فيه الحب لولده. وذلك من خلال حديثه المتكرر عن إبنه ومحاولة إبعاد نفسه عن سبب نشوب الفرقة وإظهاره الاستعداد للصلح إذا جاءه ولـده معتذراً.

ومن هنـا فقـد لا يشـك أحـد في حب الآباء لأبنائهم، ولكن السؤال المهم هنا هو: هل أن الأبناء يشعرون بحب آبائهم المكنون لهم؟

ترى هل يشعر ولدك بحجم الحب الذي تكنه في قلبك إليه؟

أم انه يخطئ التقدير العادل لحجم حبك له؟

أو أنه قد يظن بانك لا تحبه أبداً؟!

إذن لا يكفي أن تحب ولدك مالم تشعره بحبك إياه.

والمشكلة تكمن حينما لا يلمس الأبناء آثار الحب ـ وبـالـخصـوص - عندما يقوم الأب بدور الآمر والناهي والزاجر، حينئذ فلا يجـد الأبن أي صورة للحب في وجه أبيه.

والسؤال الآن:

كيف تشعر إبنك بحبك إياه؟

والجواب: هناك ثماني أمـور صغيرة يمكنها أن تصنع المعجزات في اشعار الأبنـاء بحبك إياهم، وتكسب قلوبهم، وتوطد العلاقة معهم وهي:

1ـ قبل أولادك..

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (اكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة).

وجاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: (ما قبلت صبياً قط!).

 فلما ولى، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (هذا رجل عندنا من أهل النار)(3).

ادخل السرور في قلوبهم..

يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (من فرح ابنته كأنّما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله)(4).

ويقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (من قبـل ولده كان له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة ومن علمـه القـرآن دعي الأبــوان فكسيا حلتين يضيء من نـورهـمـا وجـوه أهـل الجنة)(5).

3ـ أرحمهم وأعطف عليهم..

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أحبوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم ففوا لهم فإنهم لا يرون إلا انكم ترزقونهم).

ويقول (صلى الله عليه وآله) فيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام): (وارحم من أهلك الصغير ووقر الكبير)

وجاء في الحديث: (وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أصبح مسح على رؤوس ولده).

4ـ أحسن إليهم..

ذات يوم قال رجل من الأنصار لأبي عبد الله (عليه السلام):

ـ من أبر؟.

قال (عليه السلام): والديك.

قال: قد مضيا.

قال (عليه السلام): بر ولدك (6).

ويقول النبي (صلى الله عليه وآله): (من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها الى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور.. فإنه من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر بعين إبن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم).

ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (طبعت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها).

5- قدم لهم الهدايا..

يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (الهدية تورث المحبة).

إن الهدية رمز المحبة، وكلما ازدادت الرمـوز، كلما تجذرت المحبة في نفس الإنسان.

والهدية ليست في قيمتها المادية، بل في قيمتها المعنوية، فحينما تقدم لأبنك هدية، قبل أن يتبادر إلى ذهنه القيمة المادية لها، سينتابه الشعور في نفسـه بـأنـك أكـرمـتـه وأعليت مقـامـه، وغطيته بحلة جميلة من الحب الدافئ.

وبالتالي فإنك من خلال ذلك تكون قد وصلت عبر أقصر الطرق الى قلبه.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (ما استعطف السلطان، ولا استسـل سـخيـة الغضبان، ولا استميـل المهجور، ولا استنجح صعاب الأمور ولا استدفعت الشرور، بمثل الهدية).

إذن للهدية دور كبير في تغيير مجرى الأمور، فحتى السلطان يمكن استمالته بواسطة الهدية، وإذا كان الأمر كذلك مع السلاطين فما أجمل أن يكون للهدية دور فعال في علاقة الوالدين بأبنائهم.

طلبت من فتى - ذات يوم - أن يذكر لي حادثاً ـ بينه وبين أبـويـه ـ تـرك أثراً إيجابياً بالغاً في حياته.

فقال الفتى بعد أن ابتسم مسروراً: (الحادث الذي لا زال عالقاً في مخيلتي منذ أيام الصغر، والذي تـرك أثره السحري في نفسي هو الأمر التالي: ذات يوم وأثناء لعبي. تسببت في تحطيم إحدى زجاجات النافذة في بيتنا، ولما سمع بذلك والدي نهض من نومه غضباناً، ومسك بتلابيبي، وكان يرتعد من الهياج والعصبية، فضربني، وأهال علي كلمات اللوم والتقريع.

بعد أن انتابني الشعور، وبدا لي بأن والدي يحب الزجاجـة أكثر مما يحبني، وأيقنت بذلك لما تذكرت تعنيفه إياي في الأيام السالفة.

ولكن لم يمض من الوقت طـويـلاً حتى جاءني والـدي وضمني الى صدره، وقدم لي ظرفاً جميلاً كتب عليه العبارة التالية: (هذه هديتي.. الى ولدي الحبيب..)، لقد كانت هذه الهدية مثل المطر الذي ينزل على مزرعة قطع عنها الماء طويلاً، ومنذ ذلك اليوم اخضرت في فؤادي وتعلقت بـوالـدي أيـمـا تعليق).

أجل لا تنسى هذا الدور السحري أيهـا الأب الكريم وتذكر دائماً قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إذ يقول: (تهادوا فإن الهدية تغسل السخائم ـ الأحقاد ـ).

6ـ أخبرهم بحبك إياهم..

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا أحب أحـدكـم أحداً، فليخبره).. ذلك لأن الحب في قلبك مثل العطر في زجـاجـة مغلقة، فإذا أردت أن تفوح رائحتـه الـزكـيـة ويشمها الآخرون، لا بد لك أن ترفع الغطاء عندئذ. وإلا فإن العطر سيبقى ولا يشعر بوجوده أي أحد، ولربما حتى الذي يحمل زجاجة العطر فإنه قد ينسى أنه يحملها.

7ـ اسقِ شجرة الحب دائماً:

في زحمة العيش، وتكاثر الأولاد، وصعوبة الحصول على السكن قـد يتبرم بعض الآباء من أبنائهم وتقل نسبة الحب، ولربما قد يفكر البعض - أحياناً ـ بتحـديد النسل، والتخلص من أبنـائـه فيعمد الى زجهم في أتـون العمل، وهم بعد لما يقوون على ذلك.

هنا، وفي حالات أخرى مشـابهـة، يجب على الآب الحكيم أن لا يسمح لجذوة الحب أن تخبـر وتنطفئ، وذلك يكـون بـالاعتماد على الله والتوكل عليه، طالما هو وعد ـ في قرآنه الكريم - بالتكفل للآباء والأبناء معاً.

فقد قال الله عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[الأنعام: 151].

وقال عز وجل ـ أيضاً: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}[الإسراء: 31].

8ـ كن وفياً معهم..

قد يعد الأب أبناءه بوعوده، ولكنه لا يفي بها، فهو على ذنب لا كفـارة معه، لأن خلف الوعـد يكسر الثقة بين الأب وابنه، والثقة مثل الزجاج إذا انكسرت لا يمكن إعادتها كما كانت في السابق.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (إذا وعدتم الصبيان، ففوا لهم، فإنهم يرون إنكم الذين ترزقونهم، إن الله ـ عز وجل ـ ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان)(7).

ويقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إذا وعد أحدكم صبيه فلينجز)(8).

ذلك لأن الوفاء يعبر عن الاحترام، والاحترام يعبـر ـ بـالـطبع ـ عن الحب، أي لا يمكنك أن تحب إنساناً وأنت لا تحترمه بالقول والفعل.

إذن.. فإذا أردت أن تشعـر ابنـك بحبـك إيـاه.. عليـك بتطبيق الاقتراحات العملية السالفة الذكر. وكلي رجاء بأنك عامل بها إن شاء الله تعالى وذلك هو أقصر الطرق للوصول الى قلوب الأطفال ومن ثم التأثير فيهم وجرهم لصالحك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل ج5، ص126.

2ـ بحار الأنوار ج104، ص97.

3ـ بحار الأنوار ج 104، ص99.

4ـ مكارم الأخلاق ص114.

5ـ فروع الكافي ج6، ص49.

6ـ بحار الأنوار ج 104، ص98.

7ـ الكافي ج6، ص 50.

8ـ المستدرك ج2 ص626. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.