المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06

البرهنة على السياق
2023-07-27
الله أعلم حيث يجعل رسالاته
30-6-2017
فنون العصور الحجرية والكهوف في العالم
15-10-2016
الشيخ صالح بن محمد الشهير بالعسيلي العاملي.
29-11-2017
كيفية غسل الميت
7-11-2016
تفسير آية (53-57) من سورة التوبة
8-8-2019


احمد بن محمد بن مطهر  
  
3673   04:22 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص548-549
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

ان الشيخ الصدوق يدعوه بصاحب أبي محمد (عليه السلام) وقال شيخنا في خاتمة المستدرك: المراد من لفظ الصاحب ليس هنا مجرد الصحبة التي بها يدخل في أصحابه (عليه السلام) بل الذي ظهر لنا انّه كان القيّم على أموره (عليه السلام) الكاشف عمّا فوق العدالة .

فروى الثقة الثبت عليّ بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية عن الحميري عن أحمد بن اسحاق انّه قال: دخلت على أبي محمد (عليه السلام) فقال لي: يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب؟ قلت: يا سيدي لمّا ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده لم يبق منّا رجل‏ ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم الّا قال بالحق فقال: أ ما علمتم انّ الأرض لا تخلو من حجة اللّه ؛ ثم أمر أبومحمد (عليه السلام) والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين وعرفها ما يناله في سنة الستين واحضر الصاحب (عليه السلام) فأوصى إليه وسلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إليه وخرجت أم أبي محمد مع الصاحب (عليهم السّلام) جميعا إلى مكة .

وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو عليّ المتولّي لما يحتاج إليه الوكيل فلمّا بلغوا بعض المنازل من طريق مكة تلقى الأعراب القوافل فأخبروهم بشدة الخوف وقلة الماء فرجع اكثر الناس الّا من كان في الناحية  فانّهم نفذوا وسلّموا وروي انّه ورد عليهم الأمر بالنفوذ .

وظاهر انّ من يجعله (عليه السلام) قيّما على أمور أهله الذين فيهم أمّه ومن هو مثله في هذا السفر العظيم الطويل لا بد أن يكون بمكان من الوثاقة والامانة والفطانة ومن هذا الخبر يتبيّن اجمال ما في الكافي في باب مولد أبي محمد (عليه السلام) باسناده عن أبي عليّ المطهر انّه كتب إليه سنة القادسيّة يعلمه انصراف الناس وانّه يخاف العطش فكتب (عليه السلام) امضوا فلا خوف عليكم ان شاء اللّه فمضوا سالمين والحمد للّه ربّ العالمين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.