المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



النص عليه من ابيه(عليه السلام)بالإمامة  
  
3246   04:36 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج4,ص58-64
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

روي عن يحيى بن يسار العنبري قال أوصى أبو الحسن علي بن محمد إلى ابنه الحسن (عليه السلام) قبل مضيه بأربعة أشهر و أشار إليه بالأمر من بعده و أشهدني على ذلك و جماعة من الموالي ؛ وعن علي بن عمرو النوفلي قال كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) في صحن داره فمر بنا محمد ابنه فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك فقال لا صاحبكم بعدي الحسن ؛ وعن عبد الله بن محمد الأصفهاني قال :قال أبو الحسن (عليه السلام) صاحبكم بعدي الذي يصلي علي قال ولم نعرف أبا محمد قبل ذلك قال فخرج أبو محمد بعد وفاته فصلى عليه ؛ وعن علي بن جعفر قال كنت حاضرا أبا الحسن (عليه السلام) لما توفي ابنه محمد فقال للحسن يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا ؛ وعن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان قال كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر محمد بن علي فجاء أبو الحسن (عليه السلام) فوضع له كرسي فجلس عليه و حوله أهل بيته و أبو محمد (عليه السلام) قائم في ناحية فلما فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد (عليه السلام) فقال مثله ؛ وعن علي بن مهزيار قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام) إن كان كون و أعوذ بالله فإلى من قال عهدي إلى الأكبر من ولدي يعني الحسن (عليه السلام) .

وعن علي بن عمرو العطار قال دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) وابنه أبو جعفر بحياة و أنا أظن أنه الخلف من بعده فقلت له جعلت فداك من أخص من ولدك فقال لا تخصوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري قال فكتبت إليه بعد فيمن يكون هذا الأمر قال فكتب إلي في الأكبر من ولدي و كان أبو محمد (عليه السلام) أكبر من أبي جعفر و عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الأفطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد في دار أبي الحسن (عليه السلام) و قد بسط له في صحن داره والناس حوله جلوس فقالوا قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب و بني العباس و قريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه و سائر الناس إذ نظر إلى الحسن بن علي بعد ساعة من قيامه و قد جاء مشقوق الجيب وقف على يمينه و نحن لا نعرفه فقال له يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث الله فيك أمرا فبكى الحسن (عليه السلام) و استرجع فقال الحمد لله رب العالمين و إياه أسأل تمام نعمه علينا و إنا لله و إنا إليه راجعون فسألنا عنه فقيل لنا هذا الحسن بن علي ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة و نحوها فيومئذ عرفناه و علمنا أنه أشار إليه بالإمامة و أقامه مقامه .

وعن محمد بن يحيى قال دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) بعد مضي أبي جعفر ابنه فعزيته عنه و أبو محمد جالس فبكى أبو محمد فأقبل عليه أبو الحسن (عليه السلام) فقال إن الله قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله .

وعن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) بعد ما مضى ابنه أبو جعفر و أني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما أعني أبا جعفر و أبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى و إسماعيل ابني جعفر بن محمد (عليه السلام) و إن قصتهما كقصتهما فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله و هو كما حدثتك نفسك و إن كره المبطلون أبو محمد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه و معه آلة الإمامة .

وعن أبي بكر الفهفكي قال كتب أبو الحسن (عليه السلام) إلي أبو محمد ابني أصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة و هو الأكبر من ولدي و هو خليفتي و إليه تنتهي عرى الإمامة و أحكامها فما كنت سائلي عنه فاسأله عنه فعنده ما تحتاج إليه وعن شاهويه بن عبد الله قال كتب إلي أبو الحسن (عليه السلام) في كتاب أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر و قلقت لذلك فلا تقلق فإن الله لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون صاحبك أبو محمد و عنده ما تحتاجون إليه يقدم الله ما يشاء و يؤخر {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] و في هذا بيان و إقناع لذي عقل يقظان .

وعن داود بن القاسم الجعفري قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول الخلف من بعدي  الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت و لم جعلني الله فداك فقال إنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.