أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
3983
التاريخ: 2023-05-09
1614
التاريخ: 2023-05-17
1345
التاريخ: 2-08-2015
3715
|
هناك أدلّة ووثائق تدلّ من ناحية على مدى خباثة ومكر البلاط العباسي وضخامة مخططاته الشيطانية بحق الإمام وأصحابه وعلى صحوة الإمام ويقظته وإجراءاته الأمنية وتوخّيه الحذر، وسنشير إلى بعض من ذلك:
1- قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: كنت في الحبس أنا وجماعة إذ دخل علينا أبو محمد العسكري وأخوه جعفر فخففنا له أسرعنا إلى خدمته وحففنا به، وكان معنا في الحبس رجل جُمَحي يدّعي انّه علوي، فالتفت الإمام أبو محمد فقال: لولا انّ فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم وأومأ (عليه السَّلام) إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال الإمام (عليه السَّلام) : هذا ليس منكم فاحذروه، فإنّ في ثيابه قصة تقريراً قد كتبها إلى السلطان يخبره فيها بما تقولون فيه
فقام بعضهم ففتّش ثيابه، فوجد القصة والتقرير يذكرنا فيها بكلّ عظيمة! تدلّ هذه القضية على أنّ الإمام وشيعته مراقبون حتى وهم في السجن .
2- قال أحمد بن إسحاق أحد أصحاب الإمام: دخلت على أبي محمد (عليه السَّلام) فسألته أن يكتب لي لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد ولكي لا يتمكن الأعداء من تزويره .
قال (عليه السَّلام) : ان الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكّنّ .
3- قال أحد أصحاب الإمام: اجتمعنا بالعسكر سامراء وترصّدنا لأبي محمد العسكري (عليه السَّلام) يوم ركوبه فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ أحدكم، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم .
4- قال عبد العزيز البلخي: أصبحت يوماً وجلست في شارع سوق الغنم فإذا أنا بأبي محمد العسكري (عليه السَّلام) قد أقبل يريد باب العامة بسامراء، فقلت في نفسي تراني إن صحت يا أيها الناس هذا حجة اللّه عليكم فاعرفوه يقتلوني، فلمّا دنا مني ونظرت إليه أومأ إليّ بأصبعه السبابة ووضعها على فيه أن اسكت، فأسرعت إليه حتى قبّلت رجله، فقال لي: أما إنّك لو أذعت لهلكت ورأيته تلك الليلة يقول: إنّما هو الكتمان أو القتل، فأبقوا على أنفسكم .
5- خرج رجل من العلويّين من سامراء إلى الجبل يطلق على الأماكن الجبلية الممتدة من غرب إيران إلى همدان وقزوين يطلب الفضل، فتلقّاه رجل بحلوان، فقال: من أين أقبلت؟ قال: من سامراء، قال: هل تعرف درب كذا وموضع كذا، قال: نعم، فقال عندك من أخبار الحسن بن علي العسكري، قال: لا .
قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: طلب الفضل للتجارة قال: فلك عندي خمسون ديناراً فاقبضها وانصرف معي إلى سامراء حتى توصلني إلى الحسن بن علي، فقال: نعم، فأعطاه المال وعاد العلوي معه وأوصله إلى بيت الإمام ؛ وتدلّ هذه القضية أيضاً على مدى صعوبة الالتقاء بالإمام بسبب أجواء الرعب والرقابة المفروضة من قبل الحكومة.
ومن ناحية أُخرى انّ المال الذي بذله الرجل الحلواني ازاء إيصاله إلى بيت الإمام يبيّن أهمية الالتقاء بالإمام في تلك الفترة حيث كان يعد الخمسين ديناراً مبلغاً كبيراً نسبياً في ذلك الزمن، إذ يرى بعض العلماء انّ الدينار في ذلك الوقت يساوي بعيراً، وعليه فإنّ الخمسين ديناراً في تلك الفترة يعني ان تتمكن في زمننا هذا من شراء خمسين بعيراً.
وعلى الرغم من كلّ هذا الرعب والاضطهاد والمراقبة التي يفرضها الحكم العباسي راح الإمام العسكري يمارس نشاطاته السياسية والاجتماعية والعلمية للدفاع عن الإسلام ومواجهة الأفكار اللا إسلامية ويمكن حصرها بالنحو التالي:
1- المساعي العلمية في الدفاع عن الدين الإسلامي ومواجهة الشبهات والإشكاليات وعرض الفكر الإسلامي الأصيل.
2- إيجاد شبكة اتصالات مع الشيعة في المناطق المختلفة من خلال نصب الوكلاء والممثلين والمراسلات.
3- ممارسة النشاطات السياسية السرية رغم أجواء الرعب والرقابة من قبل الحكم العباسي .
4- دعم الشيعة مالياً لا سيما أصحابه المقرّبين .
5- توجيه رجال الشيعة وشخصياتهم البارزة سياسياً والوقوف إلى جانبهم في الأزمات .
6- الإفادة الواسعة من العلم الغيبي لاستقطاب المعاندين ورفع معنويات الشيعة .
7- إعداد الشيعة لمرحلة غيبة ابنه الإمام الثاني عشر (عليه السَّلام) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|