المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مدن وادي النهر الاصفر
3-12-2019
Single- or Multiple-Word Names
2-1-2022
العموم والخصوص
29-8-2016
تأثير علاقة مكونات الأغذية في العليقة على عمليات الهضم في الماشية
2024-10-29
يحيى بن حمزة العلوي
11-3-2016
الاربعون حديثا في المهدي عجل الله فرجه
4-08-2015


المقر في سامراء واهم ما أصاب الهادي(عليه السلام)فيها  
  
3501   04:47 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص495-498
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

انّ الامام عليّ النقي (عليه السلام) ولد ونشأ في المدينة ولمّا استشهد أبوه كان عمره الشريف ثماني سنين فانتقلت الامامة إليه فكان في المدينة إلى ايّام جعفر المتوكل فدعاه إلى سرّ من رأى وذلك انّ بريحة العبّاسي كتب إلى المتوكل: ان كان لك في الحرمين حاجة فأخرج عليّ بن محمد منها فانّه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير ؛ ثم كتب إليه بهذا المعنى جمع آخر وكان عبد اللّه بن محمد والي المدينة يؤذي الامام كثيرا وكتب كتبا إلى المتوكل سعى فيها بالامام عليّ النقي (عليه السلام) حتى غضب المتوكل فلمّا أحسّ الامام بفعل الوالي وسعايته به كتب كتابا إلى المتوكل يذكر تحامل عبد اللّه بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به فأجاب المتوكّل لمصلحة في نفسه على كتاب الامام (عليه السلام) بدقّة ولطف وزاد في إكرام الامام وعظّمه فيه وكتب فيما كتب: فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّه بن محمد عمّا كان يتولّى إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك واستخفافه بقدرك وقد ولّى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى أمرك ورأيك فإن نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن اخترت من أهل بيتك ومواليك‏ وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل إذا شئت وتنزل إذا شئت فإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك يسيرون بمسيرك فالأمر في ذلك إليك وقد تقدّمنا إليه بطاعتك فاستخر اللّه حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من اخوته وولده وأهل بيته وخاصّته ألطف منه منزلة ولا أحمد له أثرة ولا هولهم أنظر وعليهم أشفق وبهم أبرّ وإليهم أسكن منه إليك وكتب ابراهيم بن العباس في جمادي الأخرى سنة ثلاث وأربعين ومائتين؛ وأمّا ما لقى (عليه السلام) من الأذى والجور والظلم من قبل الأعداء فهو كثير ونكتفي هنا بذكر بعضه:

أولا: روى المسعودي عن يحيى بن هرثمة انّه قال: وجّهني المتوكّل إلى المدينة لإشخاص عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر لشي‏ء بلغه عنه فلمّا صرت إليها ضجّ أهلها وعجّوا ضجيجا وعجيجا ما سمعت مثله فجعلت اسكنهم وأحلف لهم انّي لم أؤمر فيه بمكروه وفتشت بيته فلم اجد فيه الّا مصحفا ودعاء وما أشبه ذلك وفي تذكرة السبط: لم أجد فيه الّا مصاحف وأدعية وكتب العلم فعظم في عيني فأشخصته وتوليت خدمته وأحسنت عشرته فبينا أنا نائم يوما من الايّام والسماء صاحية والشمس طالعة إذ ركب وعليه ممطر وقد عقد ذنب دابته فعجبت من فعله فلم يكن بعد ذلك الّا هنيئة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها  ونالنا من المطر أمر عظيم جدا فالتفت إليّ وقال: أنا أعلم انّك أنكرت ما رأيت وتوهّمت انّي علمت من الأمر ما لا تعلمه وليس ذلك كما ظننت ولكن نشأت بالبادية فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر فلمّا أصبحت هبّت ريح لا تخلف وشممت منها رائحة المطر فتأهّبت لذلك ؛ فلمّا قدمت إلى مدينة السلام بدأت بإسحاق بن ابراهيم الطاهري وكان على بغداد فقال لي: يا يحيى انّ هذا الرجل قد ولده رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والمتوكل من تعلم وان حرّضته على قتله كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) خصمك فقلت: واللّه ما وقفت له الّا على كل أمر جميل ؛ فصرت إلى سامراء فبدأت بوصيف تركيّ وكنت من أصحابه فقال: واللّه لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري فعجبت من قولهما وعرّفت المتوكل ما وقفت عليه وما سمعته من الثناء عليه فأحسن جائزته وأظهر برّه وتكرمته‏ .

 ثانيا: روى الشيخ الكليني وغيره عن صالح بن سعيد انّه قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك في كلّ الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك‏ ؛ فقال: هاهنا أنا يا ابن سعيد ثم أومأ بيده وقال: انظر فنظرت فاذا أنا بروضات آنقات وروضات باسرات فيهنّ خيرات عطرات وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وانهار تفور فحار بصري وحسرت عيني فقال: حيث كنّا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك‏ .

 ثالثا: روى المسعودي في اثبات الوصية انّه (عليه السلام) دخل دار المتوكل فقام يصلّي فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: إلى كم هذا الرياء؟ فاسرع الصلاة وسلّم ثم التفت إليه‏ فقال: إن كنت كاذبا نسخك‏  اللّه فوقع الرجل ميتا فصار حديثا في الدار .

رابعا: روى الشيخ الكليني والمفيد وغيرهما عن ابراهيم بن محمد الطاهري انّه قال: مرض المتوكل من خراج خرج به وأشرف منه على الهلاك فلم يجسر أحد ان يمسّه بحديدة فنذرت امّه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن عليّ بن محمد مالا جليلا من مالها .

وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنّه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرّج بها عنك فبعث إليه ووصف له علّته فردّ إليه الرسول بأن يؤخذ كسب‏  الشاة فيداف بماء ورد فيوضعه عليه فلمّا رجع الرسول وأخبرهم أقبلوا يهزؤون من قوله فقال له الفتح: هو واللّه أعلم بما قال وأحضر الكسب وعمل كما قال ووضع عليه فغلبه النوم وسكن ثم انفتح وخرج منه ما كان فيه وبشّرت امّه بعافيته فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها ؛ ثم استقلّ من علّته فسعى إليه البطحائيّ العلويّ بأنّ أموالا تحمل إليه وسلاحا فقال لسعيد الحاجب: أهجم عليه بالليل وخذ ما تجد عنده من الأموال والسلاح واحمله إليّ .

قال ابراهيم بن محمد: فقال لي سعيد الحاجب: صرت إلى داره بالليل ومعي سلّم فصعدت السطح فلمّا نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار فناداني يا سعيد: مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبّة صوف وقلنسوة منها وسجادة على حصير بين يديه فلم أشك انّه كان يصلى فقال لي: دونك البيوت فدخلتها وفتّشتها فلم اجد فيها شيئا ووجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أمّ المتوكل وكيسا مختوما وقال لي: دونك المصلّى فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبّس فأخذت ذلك وصرت إليه ؛ فلما نظر إلى خاتم أمّه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فأخبرني بعض خدم الخاصّة انها قالت له: كنت قد نذرت في علّتك لمّا آيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس وفتح الكيس الآخر فاذا فيه أربعمائة دينار فضمّ إلى البدرة بدرة اخرى وأمرني بحمل ذلك إليه فحملته ورددت السيف والكيسين وقلت له: يا سيّدي عزّ عليّ فقال لي: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.