أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
38684
التاريخ: 2-9-2016
6412
التاريخ: 27-12-2021
2416
التاريخ: 26-7-2016
2463
|
لقد اختلفت وتباينت وجهات التربية وأهدافها بين شعوب واقوام المجتمعات الإنسانية المختلفة على اختلاف دياناتها ومعتقداتها وحضاراتها، فقد كان هدف التربية عند اليونان والرومان هدفا دنيويا، وعند اليهود في الصدر الأول للتاريخ كان هدفا دينيا)(1).. اما عند المسلمين فقد كان هدف التربية أكثر شمولا، فقد كان غرضهم دينيا ودنيويا.. كما ذهب الى ذلك المفكر (محمد الابراشي) تأكيدا لقوله تعالى في سورة القصص {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] وانطلاقا من الحديث الشريف: (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).. لذلك فقد اهتمت التربية الإسلامية بالجانب الأخلاقي الذي يعمل على تهذيب الاخلاق وشيوع مكارمها الى جانب الاهتمام بالتربية البدنية والصحية والعقلية والوجدانية والعملية والعلمية للطفل، وقد عنى المسلمون عناية فائقة بأسس التربية الإسلامية.. ولعل من اهم معالم الفلسفة الإسلامية ذات التأثير على النشاط التربوي ما اشارت له العديد من الدراسات التربوية والكتابات الأدبية في التاريخ والادب العربي والإسلامي من (ان النفس البشرية ليست خيرة ولا شريرة بطبيعتها، ولكنها قابلة لان تكون هذا او ذلك، حسب ظروف البيئة التي تحيط بها، وان المعرفة مكتسبة وليست فطرية، فينبغي على المتعلم السعي وراءها بكل الوسائل لتحصيلها من مصادرها المختلفة) ...
كذلك اكدت الفلسفة الإسلامية في هذا الاتجاه على (ان المعرفة تكتسب بالحس والعقل معا، متعاونين في تحصيل المعرفة الدينية والدنيوية، والمعرفة النظرية والعملية. وان العالم ليس ماديا فقط ولا روحيا فقط، بل الانسان روح وجسم والعلاقة وثيقة بين عالم الروح وعالم المادة، او الفكر والمادة وهي كذلك بين جسم الانسان وروحه)(2)..
اما الأهداف الأساسية التي تسعى اليها التربية الإسلامية بحسب ما ذكره الأستاذ عبد الحميد الهاشمي فهي عديدة ومتشعبة تعبر عن سعة افق هذه التربية وقيمتها الكبيرة في بناء الانسان وأبرزها:
1ـ الهدف التكويني: وذلك لحياة الانسان في المجتمع البشري فيما يتعلق بصحته وسلامة جسمه ونموه السليم..
2ـ الهدف العقائدي: فيما يخص الانسان المؤمن في سلامة عقيدته وتقويتها حتى لا تضعف او تنحرف او تنحل..
3ـ الهدف التعليمي في القاعدة: وذلك بنشر التعليم بين جميع الأطفال مجانا، ويتم من خلال ذلك اكتشاف المواهب وتوجيهها توجيها علميا لخدمة المجتمع..
4ـ الهدف العلمي: من خلال إيجاد فئة من ذوي المواهب والقدرات المتخصصين في مجالات الحياة المختلفة من تعليم وصحة واقتصاد وصناعة وغيرها..
5ـ الهدف السلوكي الخلقي: وذلك في تكوين العادات الحسنة والسلوك الحسن وتقوية الهوايات والمهارات المفيدة للطفل..
6ـ الهدف المهني: من خلال اتاحة الفرصة للجميع لكي يظهر كل فرد رغباته وقدراته العلمية والمهنية وتشجيعه على العمل المنتج.
7ـ الهدف الاجتماعي: عبر اعداد الفرد الصالح في علاقاته الاجتماعية، القوي في شعوره، والمتزن في دوافعه وعواطفه ونزعاته، الواسع في ثقافته.
من هنا يتضح ان التربية الإسلامية شاملة ومتزنة ومتكاملة في أهدافها، ومتزنة في مناهجها، ومتنوعة في اساليبها، وقد جاء ذلك (باعتماد هذه التربية على القران الكريم الذي يعتبر روح التربية الإسلامية ومنهجها الدراسي الذي تستلهم منه فلسفتها واسلوبها في بناء الفرد)(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ محمد الابراشي ـ التربية الإسلامية، راجع كتاب افاق التربية الإسلامية الحديثة وجذورها.
2ـ معتوق محمد المتناني ـ مصدر سابق.
3ـ عبد الحميد الهاشمي ـ راجع كتاب منهج رياض الأطفال ص 134.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|