أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26
765
التاريخ: 7-11-2014
2618
التاريخ: 28-01-2015
2262
التاريخ: 23-09-2014
2247
|
ممّا وقع التحدّي به في الكتاب العزيز هو الرسول الامّي، الذي أُنزل عليه القرآن، قال اللَّه - تعالى - : {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس : 15، 16]
فإنّ قوله - تعالى - : {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يرجع إلى أنّ من كان له حظّ من نعمة العقل، التي هي عمدة النعم الإلهيّة، إذا رجع إلى عقله واستقضاه يعرف أنّ الكتاب الذي أتى به النبيّ الذي كان فيهم مدّة أربعين سنة، وفي تلك المدّة مع وضوح حاله واطّلاع الناس على وضعه لم ينطق بعلم، حتّى أنّه مع تداول الشعر وشيوعه بينهم، بحيث لا يرون القدر إلّاله، ولا يرتّبون الأجر إلّا عليه، وكان هو السبب الوحيد في الامتياز والفضيلة ، لم يصدر منه شعر، بل ولم يأتِ بنثر ما، لا محالة يكون من عند اللَّه؛ فإنّه كيف يمكن أن يأتي الامّي بكتاب جامع لجميع الكمالات اللفظيّة والمعنويّة، والقوانين والحدود الدينيّة والدنيويّة ؟! نعم، حيث عجزوا عن معارضته، وكلّت ألسنة البُلغاء دونه، لم يجدوا بدّاً من الافتراء الظاهر، والبهتان الواضح، فقالوا فيه : إنّه سافر إلى الشام للتجارة، فتعلّم القصص هناك من الرهبان، ولم يتعقّلوا أنّه لو فرض - محالًا - صحّة ذلك، فما هذه المعارف والعلو م؟ ومن أين هذه القوانين والأحكام، وهذه الحِكم والحقائق؟
وممّن هذه البلاغة في جميع الكتاب ؟ كما أنّه أخذوا عليه أنّه كان يقف على قين بمكّة من أهل الروم كان يعمل السيوف ويبيعها (1) ، ولقد أجابهم عن ذلك الكتاب بقوله - عزّوجلّ - : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل : 103]
كما أنّه قالوا فيه : إنّه أخذ من سلمان الفارسي، وهو من علماء الفرس، وكان عالماً بالمذاهب والأديان، مع أنّ سلمان إنّما آمن به في المدينة بعد نزول أكثر القرآن بمكّة (2) ، مضافاً إلى اختلاف الكتاب مع العهدين في القصص وفي غيرها اختلافاً كثيراً، مع أنّه لم يكن حينئذٍ وجه لإيمان سلمان به، مع كونه هو الأصل في الفضيلة على هذا القول، ولعمري أنّ مثل ذلك ممّا لا مساغ للتفوّه به.
فانقدح أ نّ اميّة الرسول صلى الله عليه و آله من وجوه الإعجاز التي قد وقع التحدّي بها في الكتاب، كما عرفت.
________________________
1. مجمع البيان في تفسير القرآن : 6/ 188.
وغيره من التفاسير.
2. سلمان الفارسي ، صحابي جليل ، ولد برامُهرْمُز، مدينة مشهورة بنواحي خوزستان.
أبوه من أهل أصبهان من قرية يقال لها جَيّ.
.. وبعد أن قدم النبيُّ صلى الله عليه و آله المدينة مهاجراً، لقيه سلمان بقباء فأسلم.
فكان مؤمناً صادقاً، نال حظوة عظيمة عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقد قال عنه : « سلمان منّا أهل البيت» حينما اختلف عليه المهاجرون والأنصار وكلّ منهم يقول : « سلمان منّا» [ المستدرك على الصحيحين : 3/ 691 ح 6541، سير أعلام النبلاء : 3/ 341، مجمع البيان في تفسير القرآن : 2/ 268 وج 8/ 112، وعنه بحار الأنوار : 17/ 170 و ج 20/ 189 و 198].
ولمّا سئل عنه عليُّ عليه السلام قال : « هو منّا أهل البيت عليهم السلام».
الاحتجاج : 1/ 616، الرقم 139، وعنه بحار الأنوار : 22/ 330 ح 38.
توفّي سنة 36 ه، وقبره يُزار بالمدائن التي كان والياً عليها، وتبعد عن بغداد ستِّ فراسخ.
من مصادر ترجمته اسد الغابة في معرفة الصحابة : 2/ 283، الرقم 2149، سير أعلام النبلاء : 3/ 317 - 353، الرقم 96، الإصابة في تمييز الصحابة : 3/ 141 - 142، الرقم 3359.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|