تفسير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } |
1611
06:03 مساءاً
التاريخ: 14-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2015
2159
التاريخ: 14-06-2015
1451
التاريخ: 12-06-2015
1928
التاريخ: 12-06-2015
1975
|
قال تعالى : {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل
عمران : 102]
{يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} أي
اتقوا غضبه وما يخاف منه بطاعتكم له {حَقَّ تُقاتِهِ} جاء في سورة
البقرة {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة
: 121] . والأنعام 91 والحج 73 والزمر 67 {مَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } [الحج
: 74] . والحج 77 {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج
: 78] والحديد {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد
: 27].
فالمعنى ما يحق ويليق بجلاله من
تقاته ويكون نصب «حق» على النيابة عن المفعول المطلق المضاف اليه لأنه من صفاته. وفي
تفسير البرهان عن معاني الاخبار ومحاسن البرقي في الصحيح عن الصادق (عليه السلام)
يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، ونحوه عن ابن شهرآشوب عن تفسير
وكيع عن علي (عليه السلام) وفي الدر المنثور ذكر جماعة أخرجوه منهم الحاكم وصححه
عن ابن مسعود. وأخرجه الحاكم ايضا وصححه عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه (صلى
الله عليه واله وسلم) ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ، ومن المعلوم ان اللّه لا
يكلف العبد في مفردات التكاليف بما لا يقدر عليه ولا يجمع عليه منها ما هو فوق ما
يقدر عليه ولا يستطيع الإتيان بجميعه. إذن فحق تقاة العبد للّه أن يتقيه في جميع
ما الزمه به أو كما ذكرت الروايات المتقدمة. وان التكليف الذي هو لطف بالعباد
لتكميلهم لا يتنازل عن هذا المقدار والإلزام لا يتساهل فيه. نعم قد يقتضي اللطف والتيسير
أو عدم القدرة والاستطاعة من أول الأمر أن لا يكلف ببعض الأفعال او التروك وإن
كانت من سنخ الواجبات. وعليه لا يكون الارتكاب لها مما ينبغي أن يتقى اللّه ويخاف
من أجله.
وعن قتادة والسدي والربيع ان قوله
تعالى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ} منسوخ
بقوله تعالى في سورة التغابن {فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن
: 16] كما ذكر روايته في الدر المنثور عن قتادة والربيع. وذكر ايضا من اخرج
رواية ذلك عن ابن عباس وابن مسعود. كما ذكر من اخرج عن ابن عباس انها لم تنسخ. وفي
التبيان في النسخ قوله وهو المروي عنهما. وفي مجمع البيان وهو المروي عن أبي جعفر
(عليه السلام) وعن أبي عبد اللّه (عليه السلام). أقول ولم أجد الرواية عن الباقر
(عليه السلام) نعمعن العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) انها
منسوخة بقوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن
: 16] .
والعياشي لم يذكر الواسطة بينه وبين
أبي بصير. والمعروف عن العياشي انه يعتمد على الضعفاء وعلى كل حال لا بد من طرح
الرواية او تأويل النسخ فيها بنزول المفسر الذي يرفع ما يتوهمه البعض بالنظر
السطحي من ان حق التقاة المكلف به ما فوق الاستطاعة. والعجب من الشيخ حيث أشار في
تبيانه الى الرواية في مقام سنخ وهو العارف بحقيقة النسخ واشتراط القدرة والاستطاعة
في التكليف وتنزيل الاستطاعة في آية التغابن على الاستطاعة العرفية مع انه مخالف
لسوق الآية يوجب التهاون بأمر التقوى {وَلا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} يمكن
أن يراد بالإسلام هنا حقّ التقاة وهو الدخول في سلم اللّه بالطاعة وعدم المحادة له
بالمعصية دائما. وهو أمر يمكن أن لا يتصف به المؤمن باللّه والرسول ويوم القيامة
فالمراد من الآية دوام الاتصاف بهذه الصفة الكريمة حتى الموت وان لا يموتوا إلا وهذه
صفتهم الدائمة وسجيتهم المستمرة ومن ذلك طاعة الرسول ومن أمر الرسول بطاعته وموالاته
والتمسك به كما اشارت اليه رواية البرهان عن العياشي عن الحسين ابن خالد عن الكاظم
(عليه السلام). ويمكن أن يكون المراد من الإسلام ما يخالف الكفر ويساوق الإيمان في
المعنى فيكون المراد هو الاتصاف بهذه الصفة حتى الموت. والأول اظهر بحسب السوق والأمر
بالتقوى حق التقاة. والثاني أنسب بالمعنى المتداول للإسلام ويمكن توجيه التناسب
فيه بكون المعنى لازموا التقوى حق التقاة ليندحر عنكم الشيطان ولا تعصوا اللّه
فيطمع فيكم الشيطان ويصرفكم عن الإيمان ولو عند الموت. وفي هذا التخريج نوع تكلف.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|