أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2015
1339
التاريخ: 6-12-2015
1737
التاريخ: 12-06-2015
15919
التاريخ: 2-9-2016
2496
|
قال تعالى : {وَقَالُوا
اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا
اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ
قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة
: 116 - 118] .
{وقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً}
والقائل بذلك النصارى بل وغيرهم ممن أخذوا عنه كاليونان وغيرهم والبراهمة والبوذيين
إذ جعلوا زعماء ديانتهم آلهة مولودين من اللّه {سُبْحانَهُ} تنزيها
وتعظيما له عن ذلك {بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ} والكل سواء
في انهم مخلوقون للّه وللّه وملكه {كُلٌّ لَهُ
قانِتُونَ} ذكروا من معاني القنوت الخشوع والطاعة أي خاشعون او
مطيعون بالانقياد لخالقيته وقدرته وإلهيته فأين الولدية والإلهية من المخلوق وجاء
قانتون بالجمع المذكر السالم تغليبا { بَدِيعُ}مبالغة في مبدع أي منشئ
ومخترع {السَّماواتِ والْأَرْضِ} لا باحتذاء مثال قبلها {وَإِذا قَضى أَمْراً} أي خلق وصنع كقوله تعالى في
سورة فصلت {فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي
يَوْمَيْنِ} وقول أبي ذويب
»وعليهما مسرودتان قضاهما |
داود او
صنع السوابغ تبع« |
|
والأمر الشيء او الحادث {فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ} أي لا يحتاج الى
تمهيد مقدمات ومعدات يحتاج إليها وجوده ويمتنع بدونها. بل الأشياء طوع ارادته يريد
فيكون وقوله تعالى {يَقُولُ لَهُ كُنْ} إنما
هو كناية عن ارادته بما يظهر به الناس إرادتهم وهو أمرهم {فَيَكُونُ} تفريع على {يَقُولُ} وليس جزاء لقوله تعالى {كُنْ} لأن الكون بعد الفاء هو نفس الكون
المأمور به لأجزائه المترتب عليه وتوهم انه جزاء لذات الطلب او للكون مع الطلب
مدفوع بأنه لو صح لوجب أن ينصب قوله تعالى {فَيَكُونُ (116) وقالَ الَّذِينَ
لا يَعْلَمُونَ} بمواقع حكمة اللّه وحجته ودلالة آياته {لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ} لو لا هنا
بمعنى هلا للعرض والطلب والمراد تكليمه لهم بخصوصهم {أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ} خاصة بهم بحسب اقتراحهم
عتوّا واستكبارا كما حكاه اللّه عنهم في سورة الاسراء المكية من قوله تعالى {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ
الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ..الى قوله : حَتَّى
تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} [الإسراء: 90 - 93] {كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} في
الاقتراح الفاسد مع انهم شاهدوا ما تقتضيه الحكمة من الآيات والدلائل حيث قال
اليهود {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ
جَهْرَةً} [البقرة : 55] وذلك بعد ما رأوا الدلائل على رسالة موسى
كآية العصا وشق البحر {تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} في
الضلال والكفر بالآيات البينات. ولو جرت الآيات على حسب اقتراح المقترحين من
المنهمكين بالضلال والمماراة لخرجت عن كونها آيات بل صارت بذلك أمورا عادية لا
تقوم بها حجة فضلا عن ان كثيرا منهم يطلب المستحيل عقلا كقول {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة
: 55] وهل الآيات إلا ما تقتضيه الحكمة بحسب حال المدعوين إلى الإيمان مما يفيد
اليقين وتقوم بالحجة وقد جاء رسول اللّه «صلى الله عليه واله وسلم» بذلك على أحسن
وجه {قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ} بما يوجب اليقين بدلالته الكافية ولا يمارون فيها
بعناد الضلال وتحكم الأهواء فقد نزل القرآن معجزا على ما تقتضيه الحكمة من وجوه
عديدة فاستنار بيقينه الموقنون وقطع المعاذير على الجاحدين والمرتابين إذ تحداهم
بالإتيان بعشر سور او سورة من مثله. قلت وقد أشير إلى شيء من ذلك في الفصل الأول
من المقدمة ولا تأس يا رسول اللّه من قول هؤلاء.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|