أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2016
19823
التاريخ: 14-12-2015
3126
التاريخ: 13-10-2014
5968
التاريخ: 3-06-2015
3721
|
مصبا- دان الرجل يدين دينا من المداينة. قال ابن قتيبة : لا يستعمل
الّا لازما فيمن يأخذ الدين. وقال ابن السكيت : دان الرجل إذا استقرض، فهو دائن ،
وعلى هذا فلا يقال منه مدين ولا مديون، لأنّ اسم- المفعول انّما يكون من فعل
متعدّ، فإذا أردت التعدّي قلت أدنته وداينته، وقال جماعة : يستعمل لازما ومتعدّيا،
فيقال دنته إذا أقرضته، فهو مدين ومديون، واسم الفاعل دائن، فيكون الدائن من يأخذ
الدين على اللزوم ومن يعطيه على التعدّي. و{إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} [البقرة : 282]. أي إذا
تعاملتم بدين من سلم وغيره، فثبت بالآية وبما تقدّم : انّ الدين لغة هو القرض وثمن
المبيع، فالصداق والغصب ونحوه ليس بدين لغة، بل شرعا على التشبيه لثبوته واستقراره
في الذمّة. ودان بالإسلام دينا. تعبّد به، وتديّن به كذلك فهو ديّن مثل ساد فهو
سيّد. وديّنته : وكلته الى دينه وتركته وما يدين. ودنته أديته : جازيته.
مقا-
دين : أصل واحد اليه يرجع فروعه كلّها، وهو جنس من الانقياد والذلّ. فالدين :
الطاعة، يقال دان له دينا، إذا أصحب وانقاد وطاع. وقوم دين أي مطيعون منقادون.
والمدينة كأنّها مفعلة، سمّيت بذلك لأنّها تقام فيها طاعة ذوى الأمر. والمدينة :
الأمة. والعبد مدين فأمّا قولهم- إنّ العادة يقال لها دين : فان كان صحيحا، فانّ
النفس إذا اعتادت شيئا مرّت معه وانقادت له. فأمّا قوله- {لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ
الْمَلِكِ } [يوسف : 76] : فيقال في طاعته ، ويقال في
حكمه، ومنه : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة
: 4] - أي يوم الحكم. وقال قوم : الحساب والجزاء. وأي ذلك كان فهو أمر ينقاد له.
وقال أبو زيد : دين الرجل يدان إذا حمل عليه ما يكره. ومن هذا الباب الدين، يقال
داينت فلانا إذا عاملته دينا امّا أخذا واما إعطاءا. ويقال دنت وادّنت، إذا- أخذت
بدين. وأدنت : أقرضت وأعطيت دينا. والدين من قياس الباب المطّرد، لأنّ فيه كلّ
الذلّ، ولذلك يقولون الدين ذلّ بالنهار وغمّ بالليل التهذيب 14/ 181- أبو عبيد :
الدين الحساب، ومنه-. {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 4] وقال غيره : مالك يوم
الجزاء، ومنه- كما تدين تدان - المعنى- كما تعمل تعطى وتجازى. والدين أيضا
العادة- ما رال ذلك ديني وديني أي عادتي. و في الحديث- الكيس من دان نفسه وعمل
لما بعد الموت.
قال أبو
عبيد قوله دان نفسه أي أذلّها واستعبدها. والدين للّه من هذا انّما هو طاعته
والتعبّد له. وقوله- {الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة : 36] *- أي ذلك الحساب الصحيح
والعدد المستوى. وقوله- {إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} [الواقعة : 86] - قال الفرّاء : غير
مملوكين. قال وسمعت غير مجزيين. وقال أبو عبيد : دنت الرجل أقرضته، ودنته استقرضت
منه.
ودان
الرجل إذا عزّ، ودان إذا ذلّ، ودان إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا اعتاد خيرا
أو شرّا، ودان إذا أصابه الدين وهو داء.
والتحقيق
انّ
الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الخضوع والانقياد قبال برنامج أو مقرّرات
معيّنه. ويقرب منه الطاعة والتعبّد والمحكوميّة و- المقهوريّة والتسليم في مقابل
أمر أو حكم أو قانون أو جزاء.
وبهذا
الاعتبار يفسّر اللفظ بما يقرب من مصاديق الأصل، من الجزاء والحساب والدين والطاعة
والذلّ والعادة والمملوكيّة وغيرها.
ولازم
أن نتوجّه بأن المعنى الحقيقي هو ما قلناه، ولا بدّ من اعتبار القيدين الخضوع
وكونه في مقابل برنامج. وأمّا مطلق الانقياد أو الطاعة أو الجزاء أو غيرها : فليس
من الأصل.
ومن
لوازم هذا الأصل وآثاره : ذلّة ما أو العزّة بعد الانقياد، وهكذا حصول التعبّد
والمحكوميّة، واجراء الجزاء خيرا أو شرّا، وتحقّق الطاعة أو المعصية والتثبّت
والاعتياد.
وهذا
المعنى إذا لوحظ من جانب البرنامج : يطلق عليه الحكم والجزاء والحساب والإعطاء وما
يقرب منها. وإذا اعتبر من جانب المطاوع والقابل فيستعمل في معاني الطاعة والذلّ
والمملوك والدين إذا يأخذه وغيرها.
وعلى
هذين الاعتبارين يقال انّها تستعمل في مورد اللزوم والتعدّي. فيقال دان الرجل إذا
أخذ دينا أو استقرض أو وقع تحت مقررات الدين وشرائطه من شرائط التأدية والأجل،
ودان بالإسلام أي الزم بمقرّراته وخضع تحت أحكامه وقوانينه، هذا بلحاظ نفس
التعبّد والخضوع من حيث هو. ويقال دانه ودان احكام الدين والدين إذا لوحظ ما يدين
في قباله.
ويلاحظ
في الإدانة وهو إفعال جهة الصدور ونسبة الحدث الى الفاعل، وفي المداينة جهة
الاستمرار، وهكذا في التداين، فيقال أدنته وداينته فتداين أي أخذ الدين مستمرّا.
{إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ
إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} [البقرة : 282] - أي إذا أخذتم دينا
ووقعتم تحت هذه المقرّرات في أي موقع كان . {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ...} [الأنفال : 39] ، {وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ ...} [التوبة : 29] ،. {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ...} [الأعراف : 29] ، { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ
الْإِسْلَامِ دِينًا...} [آل عمران : 85] ، {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ
وَجْهَهُ لِلَّهِ} [النساء : 125] ، و{مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ
دِينِهِ...} [المائدة
: 54] ، {اتَّخَذُوا
دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا} [المائدة : 57] - فتدلّ الآيات الكريمة على أنّ حقيقة الدين
هي التسليم والخضوع والانقياد الخالص البتّ في قبال احكام اللّه المقرّرة وقوانينه
التكوينيّة والتشريعيّة، ويكون هذا الانقياد مخلصا للّه وفي اللّه، وقد ظهر أنّ
الدين هو الانقياد، وهذا معنى قوله تعالى- {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف : 29] *.
ولا
يخفى أنّ الدين بالفتح مصدر، وبالكسر اسم مصدر بمعنى ما حصل وتحصّل من المصدر في
الخارج، وهو نفس الحدث من حيث هو من دون نسبة الى ذات، فالدين هو الخضوع
والانقياد، والدين ذات الانقياد ونفس هذا العمل من حيث هو من دون أن ينسب الى ذات.
فيلاحظ في مفهوم الدين نفس الانقياد قبال مقرّرات معيّنة. كما في الغسل والغسل.
{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ...} [التوبة : 36] * {أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ
حَنِيفًا...}
[يونس : 105] ، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ...} [التوبة : 33] ، {لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ...} [آل عمران : 73] ، {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ
نُوحًا}
[الشورى : 13].
ثمّ انّ
ظهور حقيقة الدين وتحقّق مفهوم الانقياد والخضوع الكامل تحت احكام اللّه ومقرّرات
سلطانه وجبروته : انّما هو في الحياة الاخرويّة، وعلى هذا ترى التعبير عنها في
كلامه تعالى بيوم الدين- {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ...} [المدثر : 46] ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ...} [الانفطار : 17] ،. {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ...} [الفاتحة : 4] ، { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ
الدِّينِ}
[الصافات : 20]. وهذا المعنى قريب من- {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ
بَيْنَهُمْ...}
[الحج : 56] ، { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ
لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر : 16].
وأمّا
كلمة ديّان ومدين : فباعتبار مفهوم التعدّس، فالديّان هو من أقهر وأخضع وجعل
منقادا تحت حكمه، والمدين هو المقهور المنقاد.
{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا
وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات : 53] - أي مقهورون منقادون
فاللّه تعالى هو الديّان والناس مدينون.
وبهذا
التحقيق ظهر لطف التعبير بالمادّة في تلك الموارد، دون الشرع والإسلام والجزاء
والملك والحساب ونظائرها، لعدم الدلالة على القيدين في هذه الكلمات. وظهر أيضا ما
في التفاسير من التسامح في تفسير الدين.
اللّهمّ
يا مالك يوم الدين وديّانه! عاملنا بفضلك ولطفك! وافعل بنا ما أنت أهله، وأنت أهل
الجود والكرم والرحمة الواسعة والحمد للّه الّذى وفقنا لإتمام هذا الجزء من حرف
الدال ويتلوه بتأييده البحث عن حرف الذال المعجمة وذلك في تاريخ الثالث من شهر ذي
الحجة إكرام من شهور سنة 1397- ه في بلدة طيبة قم وهو الموفّق .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|