المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06

Ustilagic Acid
4-9-2020
إبطاء النيوترونات
29-12-2015
كشف تكوين الايودفورم The Iodoformation Test
2024-07-07
Rational Polynomial
17-2-2019
soft consonant
2023-11-17
تصنيـف الاستثمـارات العقاريـة Investment Property Classification والإفصاح عنـها Disclosure
2023-11-23


الوسائل التعليمية  
  
3582   11:08 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص309-311
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لمحة تاريخية : ليست الوسائل التعليمية اشياء حديثة في ميدان التربية والتعليم , ففكرة استخدام الوسائل التعليمية ترجع إلى عهود موغلة في القدم . لقد عرف الإنسان منذ قرون عديدة استخدام الاشارات وتعبيرات الوجه , والإيماءات في نقل أفكاره والاتصال مع الآخرين . وكان الأطفال في المجتمعات البدائية يتعلمون ما يهمهم من أمور في حياتهم اليومية عن طريق الخبرة المباشرة والمشاهدة والمحاكاة أو التقليد . وهكذا نجد أن الكثير من خبرات الأفراد في تلك المجتمعات جاء تعلمها نتيجة احتكاكهم واتصالهم المباشر بالبيئة التي يعيشون فيها , وما يوجد فيها من أشياء حقيقية , مما جعل انطباعاتهم الحسية عن تلك الأشياء طبيعة وواضحة .

أما قدماء المصريين والاغريق فقد استخدموا الرحلة كوسيلة تعليمية , فكان الصغار يخرجون مع آبائهم في رحلات الصيد يتعلمون المهارات الضرورية عن طريق المشاهد والتقليد والتدريب . كما كان معلمو الاغريق الأوائل يأخذون  تلاميذهم في رحلات لأغراض  تعليمية يجمعون خلالها بعض الأشياء , والعينات من البيئة لفحصها ودراستها وتصنيفها  كذلك استخدم قدامى المصريين والاغريق الرسوم والأشكال التصويرية التوضيحية ونماذج الأشياء المصنوعة من الأحجار والفخار , كما واستعانوا بالكتابة والرسم على الصخور والجدران وجلود الحيوانات وأوراق البردى كوسائل للتعلم (1) .

واستعمل العلماء العرب الوسائل المختلفة في عملية التعلم والتعليم من رسوم ومشاهدة حسية وتمثيل وتجارب عملية وعلى رأسهم الحسن بن الهيثم , وأبو بكر الرازي (2) في العصور الوسطى .

ثم لجأت المدارس مع بداية ظهورها ونشأتها في الدول الأوروبية , إلى تقديم المعلومات النظرية المجردة وحشوها في أذهان التلاميذ بالشرح والتفسير والتذكر والتسميع , دون استخدام ما يساعد في فهمها واستيعابها , وكان من ردود الفعل لهذه الحالة في المدارس أن دعا إيرازموس الهولندي (1466 – 1536م)إلى استخدام الوسائل التعليمية في المدارس , وذلك بأن يألف التلاميذ الأشياء والحيوانات بطرائق أخرى غير السابقة , وتعلم الأشياء مباشرة لا عن طريق التسميع والحفظ . كما كان ينادي بتعلم اللغات لا عن طريق القواعد ولكن عن طريق المحادثة . ومنذ ذلك الوقت أكد الرواد الأوائل من المربين أهمية التعلم القائم على خبرات حسية ومن بينهم : كومينيوس التشيكي (1592 – 1618م) , وقد طالب باستخدام الحواس كلما كان ممكناً , كما دعا إلى تعليق الصور على جدران الصفوف وأن تكون الكتب مصورة . وقد ألف كتاباً دعمه بالصور . ودعا روسو (1712 – 1778م) : إلى تعليم كل ما يمكن عن طريق الخبرات المباشرة وذلك بملاحظة الأشياء المادية والظواهر الطبيعية بدل الكلمات . بستالوتزي (1746 – 1827م) : دعا إلى الاهتمام بالانطباعات الحسية في تعلم المواد المختلفة , من جغرافيا ولغات وحساب وذلك بالقيام بالرحلات وصنع النماذج الصلصالية لتضاريس الطبيعة . واكد أن الكلمات لا تعدو كونها رموزاً خالية من المعاني , ما لم تصحبها خبرات حسية واقعية . هربرت (1786 – 1841م) : دعا إلى تعريض الأطفال للخبرات الحسية لإدراكه الخبرة تبدأ بالإدراك الحسي للأشياء , أما فروبل (1781 – 1852م) : فقد أكد أهمية اللعب في رياض الأطفال , وأصر على أن يحتوي المنهج على نشاط طبيعي يناسب اعمار التلاميذ , كما اهتم باستخدام الاشياء والنماذج والرحلات والتعلم عن طريق الخبرات المباشرة (3) .

وقد تطورت الوسائل التعليمية تطوراً هائلاً في القرن العشرين , وعم استعمالها في المؤسسات التربوية لما لها من فوائد كبيرة , وامكانيات هائلة ومتنوعة في تحقيق كثير من الأغراض التربوية , ويمكن تعريف الوسائل التعليمية بأنها مجموعة من المواد والأدوات التي يستخدمها كل من المدرس والتلاميذ لتحقيق الأهداف التعليمية. ومن التعاريف المشهورة تعريف دنت (Dent) للوسائل " بأنها المواد التي تستخدم في حجرات الدراسة أو في غيرها من المواقف التعليمية لتسهيل فهم معاني الكلمات المكتوبة أو المنطوقة  (4) .

______________

1ـ نازلي صالح أحمد وسعد يس ،مرجع السابق , ص224 .

2ـ بشير الكلوب , الوسائل التعليمية , الطبعة الأولى , دار العلم للملايين , بيروت , 1966 , ص15 .

3ـ ابراهيم مطاوع , الوسائل التعليمية , مكتبة النهضة المصرية , القاهرة , 1982 , ص3-8 أيضاً , أحمد خيري محمد كاظم وجابر عبد المجيد جابر : الوسائل التعليمية والمنهج , الطبعة الثالثة , دار النهضة العربية , القاهرة , 1982 , ص33 – 35 .

E. C. Dent: The Audio – Society for visual education Inc, Vhicage 1946, p.1.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.