أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2021
2895
التاريخ: 12-4-2017
2328
التاريخ: 27-12-2021
2416
التاريخ: 11-6-2017
1985
|
لمحة تاريخية : ليست الوسائل التعليمية اشياء حديثة في ميدان التربية والتعليم , ففكرة استخدام الوسائل التعليمية ترجع إلى عهود موغلة في القدم . لقد عرف الإنسان منذ قرون عديدة استخدام الاشارات وتعبيرات الوجه , والإيماءات في نقل أفكاره والاتصال مع الآخرين . وكان الأطفال في المجتمعات البدائية يتعلمون ما يهمهم من أمور في حياتهم اليومية عن طريق الخبرة المباشرة والمشاهدة والمحاكاة أو التقليد . وهكذا نجد أن الكثير من خبرات الأفراد في تلك المجتمعات جاء تعلمها نتيجة احتكاكهم واتصالهم المباشر بالبيئة التي يعيشون فيها , وما يوجد فيها من أشياء حقيقية , مما جعل انطباعاتهم الحسية عن تلك الأشياء طبيعة وواضحة .
أما قدماء المصريين والاغريق فقد استخدموا الرحلة كوسيلة تعليمية , فكان الصغار يخرجون مع آبائهم في رحلات الصيد يتعلمون المهارات الضرورية عن طريق المشاهد والتقليد والتدريب . كما كان معلمو الاغريق الأوائل يأخذون تلاميذهم في رحلات لأغراض تعليمية يجمعون خلالها بعض الأشياء , والعينات من البيئة لفحصها ودراستها وتصنيفها كذلك استخدم قدامى المصريين والاغريق الرسوم والأشكال التصويرية التوضيحية ونماذج الأشياء المصنوعة من الأحجار والفخار , كما واستعانوا بالكتابة والرسم على الصخور والجدران وجلود الحيوانات وأوراق البردى كوسائل للتعلم (1) .
واستعمل العلماء العرب الوسائل المختلفة في عملية التعلم والتعليم من رسوم ومشاهدة حسية وتمثيل وتجارب عملية وعلى رأسهم الحسن بن الهيثم , وأبو بكر الرازي (2) في العصور الوسطى .
ثم لجأت المدارس مع بداية ظهورها ونشأتها في الدول الأوروبية , إلى تقديم المعلومات النظرية المجردة وحشوها في أذهان التلاميذ بالشرح والتفسير والتذكر والتسميع , دون استخدام ما يساعد في فهمها واستيعابها , وكان من ردود الفعل لهذه الحالة في المدارس أن دعا إيرازموس الهولندي (1466 – 1536م)إلى استخدام الوسائل التعليمية في المدارس , وذلك بأن يألف التلاميذ الأشياء والحيوانات بطرائق أخرى غير السابقة , وتعلم الأشياء مباشرة لا عن طريق التسميع والحفظ . كما كان ينادي بتعلم اللغات لا عن طريق القواعد ولكن عن طريق المحادثة . ومنذ ذلك الوقت أكد الرواد الأوائل من المربين أهمية التعلم القائم على خبرات حسية ومن بينهم : كومينيوس التشيكي (1592 – 1618م) , وقد طالب باستخدام الحواس كلما كان ممكناً , كما دعا إلى تعليق الصور على جدران الصفوف وأن تكون الكتب مصورة . وقد ألف كتاباً دعمه بالصور . ودعا روسو (1712 – 1778م) : إلى تعليم كل ما يمكن عن طريق الخبرات المباشرة وذلك بملاحظة الأشياء المادية والظواهر الطبيعية بدل الكلمات . بستالوتزي (1746 – 1827م) : دعا إلى الاهتمام بالانطباعات الحسية في تعلم المواد المختلفة , من جغرافيا ولغات وحساب وذلك بالقيام بالرحلات وصنع النماذج الصلصالية لتضاريس الطبيعة . واكد أن الكلمات لا تعدو كونها رموزاً خالية من المعاني , ما لم تصحبها خبرات حسية واقعية . هربرت (1786 – 1841م) : دعا إلى تعريض الأطفال للخبرات الحسية لإدراكه الخبرة تبدأ بالإدراك الحسي للأشياء , أما فروبل (1781 – 1852م) : فقد أكد أهمية اللعب في رياض الأطفال , وأصر على أن يحتوي المنهج على نشاط طبيعي يناسب اعمار التلاميذ , كما اهتم باستخدام الاشياء والنماذج والرحلات والتعلم عن طريق الخبرات المباشرة (3) .
وقد تطورت الوسائل التعليمية تطوراً هائلاً في القرن العشرين , وعم استعمالها في المؤسسات التربوية لما لها من فوائد كبيرة , وامكانيات هائلة ومتنوعة في تحقيق كثير من الأغراض التربوية , ويمكن تعريف الوسائل التعليمية بأنها مجموعة من المواد والأدوات التي يستخدمها كل من المدرس والتلاميذ لتحقيق الأهداف التعليمية. ومن التعاريف المشهورة تعريف دنت (Dent) للوسائل " بأنها المواد التي تستخدم في حجرات الدراسة أو في غيرها من المواقف التعليمية لتسهيل فهم معاني الكلمات المكتوبة أو المنطوقة (4) .
______________
1ـ نازلي صالح أحمد وسعد يس ،مرجع السابق , ص224 .
2ـ بشير الكلوب , الوسائل التعليمية , الطبعة الأولى , دار العلم للملايين , بيروت , 1966 , ص15 .
3ـ ابراهيم مطاوع , الوسائل التعليمية , مكتبة النهضة المصرية , القاهرة , 1982 , ص3-8 أيضاً , أحمد خيري محمد كاظم وجابر عبد المجيد جابر : الوسائل التعليمية والمنهج , الطبعة الثالثة , دار النهضة العربية , القاهرة , 1982 , ص33 – 35 .
4ـ E. C. Dent: The Audio – Society for visual education Inc, Vhicage 1946, p.1.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|