أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2015
16584
التاريخ: 14-12-2015
10266
التاريخ: 16-1-2022
2070
التاريخ: 10-12-2015
16009
|
عرف بتعريفات اكثرها غير مانعة للأغيار ، وذلك لارتكاز المعنى اللغوي الواسع ، أي أنهم انما عرفوا التفسير بالمعنى الاعم فذكروا اللوازم البعيدة والقريبة التي هي مسائل مشتتة جمعتها وحدة الغرض المتمثلة (بكشف المراد الظاهر الذي لا يحتمل معنى آخر لأول وهلة ) ، قال الزركشي (ت794هـ) إن التفسير (هو علم نزول الآية وسورتها واقاصيصها ، وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ، ومطلقها ومقيدها ، وجملها ومفسرها ) (1) ، ثم قال : (وزاد فيها قوم فقالوا : علم حلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها ، وأهرها ونهيها وعبرها ) (2) ، ونقل السيوطي (ت911هـ) جملة من هذه التعريفات التي ادخلوها فيها النحو والصرف والبديع والفقه وصول الفقه وأسباب النزول والقراءة والقراءات ولوم القران وتاريخ القران وغير ذلك من جزئيات المسائل المتناثرة في علوم شتى (3) والحال أن أكثرها مما يلزم المفسر مما لا يدخل في حد التعريف ، متخذين من اتساع المعنى اللغوي مركبا يضم كل علم يتصور دخول مفردة منه في التفسير والمفسر ، حيث يعزون دخالة ذلك في الكشف والبيان .
اما المتأخرون فيظهر منهم الالتفات الى تضيق الدائرة في تحديده وان كانت بعض تعريفاتهم ليست حدودا تامة ، كما اشار بعضهم الى ذلك بقوله : (وما جعله رسما له ، يرجع الى انحلال علم التفسير الى العلوم المختلفة ، وعدم كونه علما مستقلا قبال سائر العلوم المدونة ) (4) ، فهو يعتذر عن كون تعريف التفسير بالرسم (5) لا بالحد التام (6) كونه يشتمل علوم مختلفة تقع في طريق الوصول الى كشف المراد ، وهذا العذر غير كاف ، إذ أن اكثر العلوم يدخل فيها مسائل مشتتة يجمعها وحدة الغرض ، فكون التفسير علم يشتمل على جميع البحوث المتعلقة بالقران بوصفه كلاما لله تعالى له معنى ، الا انه لا يدخل في نطاقه البحث في طريقة كتابة حروفه او طريقة نطقها او جمعه ...(7) ولذا استقرب الدكتور محمد حسين علي الصغير (8) دقة تعريف الزرقاني (ت1367هـ) الذي قال : (التفسير في الاصطلاح علم يبحث فيه عن القران الكريم من حيث دلالته على مراد الله بقدر الطاقة البشرية ) (9) ، وعرف السيد محمد حسين الطباطبائي (ت 1412هـ)التفسير بأنه : (بيان معاني الآيات القرآنية والكشف عن مقاصدها ومداليلها ) (10) ، وهذا التعريف لا يطرد التأويل عن ساحة التفسير ، فالكشف عن المقاصد على عمومه شامل للتأويل ايضا والى هذا الحد ضاقت دائرة التعريف بيد انها لم تخرج عن دائرة الكشف والبيان وهو المعنى اللغوي اذ انه (لدى مقارنة تحديد القدامى وضبط المتأخرين ، تبدو النتيجة الواحدة من التفسير هي بيان مراد الله عزوجل من قوله في كتاب ه الكريم ، وهنا يلتقي المعنى الاصطلاحي الذي تبلور للتفسير بالمعنى اللغوي وهو ارادة الكشف والبيان ، وهذا يعني ان المفهوم الاصطلاحي منحدر عن الاصل اللغوي له ) (11) ، فالمعنى الاصطلاحي الذي تبلور لدى المتأخرين هو : الكشف عن وجه لمعنى قول الله تعالى في القران الكريم ، وان عبر بتعبيرات غير مانعة للأغيار مما حدد به غيره من العلوم لكن استعمالهم لهذا المصطلح اختص بالكشف الجلي عن ظاهر قول اله تعالى في القران الكريم .
ومن هذا يتضح ان التفسير لدى المتأخرين يمتاز عن التأويل ، اذ اختص التفسير الجلي الذي لا يظهر غيره لدى التأمل ، وان كان محتملا في علم الله والراسخين ، بيد ان التأويل يحتمل اكثر من وجه لدى ادنى تأمل .
وعلى ذلك فهناك عدة نقاط يمتاز بها التفسير عن التأويل منها ان :
1- التفسير ابانة معنى اللفظ غير المحتمل لغيره ظاهرا ، والتأويل ابانة معنى من بين معان محتملة تساوقه في الظهور والخفاء (12).
2- التفسير يعني غالبا معاني الالفاظ ، والتأويل كثيرا ما يعني معاني الجمل (13).
3- التفسير قطع المفسر بالمراد ، والتأويل غير مقطوع به ، الا اذا اقتران بشاهد شرعي (14).
4- التفسير قصر اللفظ على المعنى الوضعي اللغوي له ، والتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الاصلي الى ما يحتاج الى شاهد لولاه ما ترك ظاهر اللفظ (15) ، (ومعنى هذا ان المراد بالتأويل حمل اللفظ على معناه المجازي او الاستعمال الكنائي ) (16).
5- التفسير اخبار عن دليل المراد وهو ظاهر اللفظ ، والتأويل اخبار عن المراد باستبطان معنى اللفظ (17).
6- التفسير يتعلق بالرواية ، والتأويل يتعلق بالدراية (18).
وقد ذكر علماء التفسير واللغة والبيان (19) فروقا اخرى يدخل بعضها في بعض ، والحال أن بعضها مختلف فيه .
الى هنا تبين تعريف مفردات عنوان البحث المتمثلة بـ :
1- الاسس : هي مجموع ما تقوم به الارضية التي تبتنى عليها أي قاعدة في الامور الحسية والمعنوية .
2- المنهجية : هي العلم الذي يدرس كيفية بناء المناهج واختبارها وتشغيلها وتعديلها ونقضها واعادة بنائها ، ويبحث في كلياتها ومسلماتها وأطرها العامة ، فهي ادوات للتفكير ولجمع الحقائق (20).
وينتج من تركيب هاتين من التعريف (الاسس المنهجية) : البنى التحتية التي تبنى عليها الكلية الحاكمة لصياغة أي منهج جديد وفق منظومة تشتمل على فلسفة واجراءات تهدف للوصول الى نتيجة متوخاة ، أو خطوات البناء الفكري الاولى التي تقوم عليها وسائل معيارية لاستخدام ادوات متمثلة بالمناهج وفق اجراءات نظرية متمثلة بالنموذج المعرفي .
3- التفسير : التفسير الكشفي الجلي الذي لا يظهر غيره لدى المتأمل ، وان كان محتملا في علم الله والراسخين .
وبعد ضم (الاسس المنهجية) الى (التفسير) يكون التعريف :
البنى التحتية التي تبتنى عليها القواعد الكلية الحاكمة لصياغة أي منهج تفسيري ، وفق منظومة تشتمل على اجراءات علمية تهدف للوصول الى معرفة مراد كلام الله تعالى في القران الكريم .
ويكون ذلك وفق خطوات بناء فكري بوسائل معيارية تستخدم ادوات نظرية متمثلة بأدوات التفكر وجمع الحقائق من طريق المنقول والمعقول ، للوصل للكشف الجلي الذي لا يظهر غيره لدى المتأمل وان كان محتملا في علم الله والراسخين .
___________________
1-الزركشي –البرهان (2/148).
2- المصدر السابق .
3- ظ : السيوطي الاتقان (2/460-462).
4- مصطفى الخميني –تفسير القران الكريم (1/4).
5- الرسم الناقص وهو التعريف بالخاصة وحدها ، كتعريف الانسان بأنه (ضاحك) فاشتمل على العرضي فقط ، فكان ناقصا . ظ : محمد رضا المظفر –المنطق : 119.
6-الحد التام : وهو تعريف بجميع ذاتيات المعرف ..فهو يساوي المحدود في المفهوم .ظ : المصدر نفسه 117-118.
7- محمد باقر الحكيم – تفسير سورة الحمد : 21.
8- ظ : المبادئ العامة لتفسير القران : 19.
9- مناهل العرفان في علوم القران (2/94).
10- الميزان في تفسير القران (1/4).
11-محمد حسين علي الصغير –المبادئ العامة لتفسير القران : 18.
12- ظ : ابو هلال العسكري –الفروق اللغوية : 129-134. الشريف الرضي – حقائق التأويل : 9.
13- ظ : الزركشي –البرهان (2/194). الثعلبي –تفسير الثعالبي (1/44).
14- ظ : السيوطي –الاتقان (2/460).
15-ظ ابن الاثير –النهاية (1/80).
16- محمد حسين علي الصغير –المبادئ العامة لتفسير القران : 20.
17- الثعالبي –تفسير الثعالبي (1/45).
18- ظ : الزركشي –البرهان (2/194).
19-ظ : النحاس –معاني القران (1/351- 355).ابو هلال العسكري –الفروق اللغوية : 129-134.الشريف الرضي – حقائق التأويل : 8-24.الطوسي –التبيان (2/399).الراغب الاصفهاني –مفردات غريب القران : 308.الطبرسي –مجمع البيان : (1/39-41).الراوندي – فقه القران (2/428).ابن الاثير –النهاية في غريب الحديث : (1/80).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|