أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-9-2019
1674
التاريخ: 15-4-2017
2620
التاريخ: 19-4-2016
2038
التاريخ: 19-6-2022
2048
|
تحدثت مؤخراً مع "شارون" مهندسة الديكور التي عانت من الخجل في الطفولة. وبدأنا بالحديث عن ذكريات طفولتها عندما كانت طفلة خجولة وما الذي كان يسبب لها الشعور بالخجل أثناء مرحلة الطفولة.
قالت لي "شارون" شعرت أنني محرومة من أشياء كثيرة بسبب كوني طفلة خجولة. فلم أكن قادرة على التعبير عن نفسي بحرية وغالباً ما كان المعلمون والزملاء في المدرسة يسيئون فهمي وتعتقدون أن خجلي هو نوع من عدم الاهتمام. ولذلك لم أنضم لباقي زملائي في العديد من الأنشطة الاجتماعية. أو ربما كنت فقط حساسة أكثر من اللازم واعتقدت أن الناس تعاملني بطريقة مختلفة لأنني أشعر بأنني مختلفة".
ولكن "شارون" كانت ذكية بالقدر الكافي لكي تلاحظ مزايا كونها خجولة وقالت: "بطريقة أو بأخرى كان خجلي وهدوئي يجعلاني أشعر بالتميز. فقد كان المعلمون دائماً يتعاملون معي بعطف وكانوا يحبون سلوكي الهادئ، ولكنهم كانوا دائماً يكتبون تعليقاً في شهادتي بأنني يجب أن أشارك بشكل أكبر في أنشطة الفصل، لم أكن منبوذة تماماً بالطبع فقد كان لي أصدقاء يشبهونني – خجولون وهادئو الطباع. فكنا نجتمع معاً ونؤازر بعضنا البعض".
سألتها لو كانت قد عانت من صعوبات في المدرسة أو تعرضت للتحرش والمضايقات من قبل الأطفال العدوانيين بالمدرسة.
فقالت إن الأطفال العدوانيين كانوا يتحرشون بالجميع وليس بها فقط وكانت تكن لهم نفس مشاعر الاستياء العادية فقط ولا شيء أكثر من هذا.
وأضافت: "ولكن كان من الصعب أن أتحدث بحرية في الفصل، غالباً بسبب خوفي من أن ما سأقوله قد لا يبدو مهماً بالقدر الكافي، واعتقد أن خجلي أثر على تطور مستواي الدراسي، فلولا الخجل لكنت قد سعيت للحصول على مساعدة أكبر عندما كنت أواجه المشاكل أو لكنت قد شاركت بشكل أكبر في الأنشطة الدراسية أو الأنشطة الطلابية خارج نطاق الدراسة".
سألت "شارون" عن رأيها في مصدر خجلها، هل هو خجل غريزي بسبب وجود "جينات الخجل" أم أنه خجل مكتسب ظل يتراكم عليها من تجاربها في الحياة؟
قالت "شارون": "كانت أمي تخبرني دائماً أنها كانت طفلة خجولة مثلي، كما أن معظم الكبار الذين نشأت بينهم خجولون نسبياً، فرجال العائلة كلهم يتحدثون بصوت منخفض للغاية وانطوائيون؟ ونساء العائلة – جدتي وأمي وخالتي وعمتي – يتسمن بالخجل كذلك، ولكن مع تقدمهن في العمر أصبحن بالتدريج أقل خجلاً، ولذلك ربما يرتبط جزء من خجلي بالوراثة والجينات".
في تلك اللحظة أخذت "شارون" تفكر لبرهة وأعادت النظر في ملاحظتها الأخيرة وقالت: "أعتقد أنه يوجد أيضاً عوامل بيئية، فأنا أمريكية من أصل صيني، وعائلتي عائلة صينية تقليدية والأطفال الآسيويون في العادة لا يتعلمون الاستقلالية في سن مبكرة مثل العديد من الأطفال الغربيين، وفي عائلتي لم يكن من الأولويات أن يحصل الطفل على مهارات اجتماعية".
سألتها لو أنها لا تزال تعتبر نفسها خجولة؛ لأنه يبدو أنها قد ابتعدت كثيراً عن طفولتها الانطوائية، حيث إنها ناجحة في عملها كمصممة ديكور، ولديها حياة اجتماعية نشيطة. وإذا رأيتها فلن تعتقد أبداً أنها كانت تعاني من مشاكل في حياتها الاجتماعية أو في إحساسها بالثقة في نفسها.
قالت "شارون": "كثيراً ما أعتقد أنني خجولة حتى الآن ولكن ليس دائماً فلقد كبرت بالتأكيد وتغلبت على الكثير من مشاعر الخجل وأرى نفسي وقد أصبحت أكثر جرأة وأكثر ثقة مع تقدمي في العمر، ولكن في بعض المواقف الاجتماعية أعود لخجلي في الأوقات التي يتم فيها إجباري على حضور مناسبات اجتماعية لا أريد أن أتواجد بها والتي لا تروق لي. وربما تزعم معظم الشعوب غير الخجولة بأنها تعيش في سعادة. ولكني الى حد ما لا أعرف كيف أفعل ذلك، ولا أريد أن أفعله. وغالباً ما سيعتبر معظم الناس رد فعلي هذا ضرباً من الخجل".
وتضيف: "ولكن على وجه العموم يمكنني الاستمرار في حياتي بدون الشعور بالخجل".
أسباب الخجل في مرحلة الطفولة
بينما تكشف قصة "شارون" عن شخصية ذكية وحساسة نجحت في التعامل بهدوء وذكاء مع طبيعتها الانطوائية، إلا أن قصتها ايضاً توضح الأسباب العديدة المحتملة للخجل في مرحلة الطفولة.
فكما قالت "شارون"، فإنها ليست متأكدة من سبب انطوائها على نفسها، هل هي الطبيعة أو الثقافة المكتسبة أو توليفة مجموعة من هذين التأثيرين. بما أن الكثير من أقاربها خجولون، فهل ورثت بطريقة ما "جينات الخجل"؟ أو أنها اكتسبت الخجل من نفس هؤلاء الأقارب أو من الثقافة المشتركة، بما أنها قامت بتقليد سلوكهم أثناء المواقف الاجتماعية؟ أو أنها اكتسبت الخجل خلال مرحلة الطفولة من الطريقة التي كانت تتعامل بها مع المتطلبات الاجتماعية والدراسية؟
اعتقد أنه من المرجح أن كل تلك العوامل – وليس سبباً واحداً فقط – قد ساهم في تكوين شعورها بالخجل؛ ولأن تلك العوامل متشابكة مع بعضها البعض بطريقة غامضة، فان تجربة كل شخص مع الخجل تجربة ذاتية وفريدة خاصة به – ومدهشة أيضاً...
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|