أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2021
1916
التاريخ: 2024-09-01
266
التاريخ: 13-3-2022
2471
التاريخ: 18-12-2020
1776
|
لا ريب في أن أقوى مراتب سلوك السالكين إلى الله جلت عظمته، وأهم مقامات سيرهم وسفرهم ، إنما هو السفر من الخلق إلى الحق ، أي : التوجه التام ، بحيث ينقطع عما سواه تعالى ، وهو السير في الحق بالحق.
وهذا السفر الروحاني يصح أن يعبر عنه : بأنه سفر من المحدود من كل جهة إلى غير المحدود من جمع الجهات ، وعطف وحنان ممن لا حد لرحمته وحنانه وعنايته ، إلى ما هو المحتاج على الإطلاق ، وهذا السفر ، وهذه الرحمة والعطف ، يتحققان في حقيقة الدعاء مع الإيمان بالله جلت عظمته ، وبما جاء به نبينا الأعظم (صلى الله عليه واله)، لأن هذه الحقيقة مع ذلك عبارة عن تخلي النفس عن جميع الرذائل ، وطهارة روحية عن جميع الصفات الذميمة والأهواء الشريرة ، وارتباط روحي مع عالم الغيب.
وأن قلت : إنها تجلي الرحمة الرحيمية والرحمانية بالنسبة إلى الداعين .
أو قلت : إنها عروج النفوس المستعدة عند الانقطاع عما سوى رب العالمين إلى أعلى الدرجات التي أعدت لها ، ولذا قال تعالى : {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان : 77]
وقال الصادق (عليه السلام) كما تقدم :" الدعاء مخ العبادة "، ولذا كان الأنبياء والأوصياء والعلماء العارفون بالله تعالى ، يواظبون عليه أشد المواظبة في جميع أحوالهم ، حالا ومقالا.
وهناك أمور أخرى مهمة مرتبطة بالدعاء ، تتعرض لها في الآيات المناسبة إن شاء الله تعالى.
بقي هنا أمران :
الأول : الفرق بين الدعاء وغيره من الأسباب المؤثرة ، مثل السحر والعين مثلا ، فإن الأول - أي الدعاء — تأثير غيبي في عالم الشهادة ، كما مر ، ولما سواه تأثيرات من هذا العالم وفيه ، وهي غير مرتبطة بعالم الغيب والملكوت أصلا ، بل بعضها منهي عنه شرعاً.
الثاني : أن الدعاء إنما يؤثر بحسب معتقدات الداعي ، فربما يكون الدعاء الصادر من الذي لا يعتقد بالمبدأ يؤثر بحسب معتقده ، وهو خلاف الواقع ، قال تعالى : {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد : 14] ، وتدل عليه السنة المقدسة ، بل التجربة ، ويأتي التعرض لها في الآيات المناسبة إن شاء الله
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|