أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
4662
التاريخ: 2-8-2016
4314
التاريخ: 2-8-2016
7041
التاريخ: 19-05-2015
6091
|
مما تلقته الأسماع بالاستماع و نقلته الألسن في بقاع الأصقاع أن الخليفة المأمون وجد في يوم عنده انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا عن الخروج إلى الصلاة بالناس فقال لأبي الحسن علي الرضا (عليه السلام) يا أبا الحسن قم وصل بالناس ؛ فخرج الرضا (عليه السلام) و عليه قميص قصير أبيض و عمامة بيضاء لطيفة و هما من قطن و في يده قضيب فأقبل ماشيا يؤم المصلى و هو يقول السلام على أبوي آدم و نوح السلام على أبوي إبراهيم و إسماعيل السلام على أبوي محمد و علي السلام على عباد الله الصالحين فلما رآه الناس أهرعوا إليه و انثالوا عليه لتقبيل يديه فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون فقال يا أمير المؤمنين تدارك الناس و اخرج و صل بهم و إلا خرجت الخلافة منك الآن فحمله على أن خرج بنفسه و جاء مسرعا و الرضا (عليه السلام) بعد من كثرة زحام الناس عليه لم يخلص إلى المصلى .
فتقدم المأمون و صلى بالناس فلما انقضى ذلك قال هرثمة بن أعين و كان في خدمة المأمون إلا أنه كان محبا لأهل البيت إلى الغاية يأخذ نفسه بأنه من شيعتهم و كان قائما بمصالح الرضا (عليه السلام) باذلا نفسه بين يديه متقربا إلى الله تعالى بخدمته قال طلبني سيدي الرضا (عليه السلام) و قال يا هرثمة إني مطلعك على حالة تكون عندك سرا لا تظهرها و أنا حي فإن أظهرتها حال حياتي كنت خصمك عند الله تعالى فعاهدته أني لا أعلم بها أحدا ما لم تأمرني فقال اعلم أنني بعد أيام آكل عنبا ورمانا مفتوتا فأموت و يقصد الخليفة بأن يجعل قبري و مدفني خلف قبر أبيه الرشيد و إن الله لا يقدره على ذلك فإن الأرض تشتد عليهم فلا يستطيع أحد حفر شيء منها فإنما قبري في بقعة كذا لموضع عينه فإذا أنا مت و جهزت فأعلمه بجميع ما قلت لك و قل له يتأن في الصلاة علي فإنه يأتي رجل عربي متلثم على بعير مسرع و عليه وعثاء السفر فينزل عن بعيره و يصلي علي فإذا صلى علي و خملت فاقصد المكان الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا من وجه الأرض تجد قبرا معمولا في قعره ماء أبيض فإذا كشفته نضب الماء فهو مدفني فادفني فيه و الله الله أن تخبر بهذا قبل موتي قال هرثمة فو الله ما طالت الإناءة حتى أكل عنبا و رمانا كثيرا فمات فدخلت إلى الخليفة فوجدته يبكي عليه فقلت له يا أمير المؤمنين عاهدني الرضا (عليه السلام) على أمر أقوله لك وقصصت عليه تلك القصة التي قالها من أولها إلى آخرها و هو يعجب مما أقوله فأمر بتجهيزه فلما نجز تأنى بالصلاة عليه و إذا بالرجل قد أقبل على بعير من الصحراء مسرعا فلم يكلم أحدا ثم دخل إلى جنازته فوقف و صلى عليه و خرج فصلى الناس عليه و أمر الخليفة بطلب الرجل ففاتهم فلم يعلموا له خبرا ثم أمر الخليفة أن يحفر له قبر خلف قبر أبيه الرشيد فعجز الحافرون عن الحفر فذهب إلى موضع ضريحه الآن فبقدر ما كشف وجه الأرض ظهر قبر محفور كشفت عنه طوابيقه و إذا في قعره ماء أبيض كما قال فأعلمت الخليفة المأمون به فحضر و أبصره على الصورة التي ذكرها و نضب الماء فدفن فيه و لم يزل الخليفة المأمون يعجب من قوله و لم يزل عنه كلمة واحدة عما ذكر و ازداد تأسفه عليه و كلما خلوت في خدمته يقول يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن فأعيد عليه الحديث فيتلهف عليه فانظروا إلى هذه المنقبة العظيمة و الكرامة البالغة التي تنطق بعناية الله تعالى به و إزلاف مكانته عنده .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|