المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

حكم زكاة المخالف
16-8-2017
نبذة عن الكيمياء التناسقية
2024-01-17
ابرز حكام سلالة لجش الاولى
2-11-2016
أزمة عقائدية
21-05-2015
الدورة الزراعية المناسبة لزراعة البطاطا
8-3-2017
Nonmetals
29-12-2016


كيفية استشهاده (عليه السلام)  
  
3139   04:20 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص390-394.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

روى أبي الصلت انّه قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السّلام) إذ قال لي: يا أبا الصلت ادخل هذه القبة التي فيها قبر هارون فآتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه قال لي: ناولني من هذا التراب و هو من عند الباب، فناولته فأخذه و شمه ثم رمى به، ثم قال: سيحفر لي هاهنا قبر و تظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها، ثم قال: في الذي عند الرجل و الذي عند الرأس مثل ذلك ؛ ثم قال: ناولني هذا التراب فهو من تربتي، ثم قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل و أن يشق لي ضريحة، فإن أبوا إلا أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين و شبرا، فان اللّه عز و جل سيوسعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنك ترى عند رأسي نداوة فتكلم بالكلام الذي اعلمك، فإنه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد و ترى فيه حيتانا صغارا فتفتت لها الخبز الذي أعطيك فإنها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شي‏ء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شي‏ء ثم تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء و تكلم بالكلام الذي اعلمك فإنّه ينضب و لا يبقى منه شي‏ء، و لا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون ؛ ثم قال (عليه السلام) : يا أبا الصلت غدا أدخل إلى هذا الفاجر، فإن خرجت و أنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، و إن خرجت و أنا مغطى الرأس فلا تكلّمني، قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من‏ الغد لبس ثيابه و جلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله و رداءه و قام يمشي و أنا أتبعه حتى دخل على المأمون و بين يديه طبق عنب و أطباق فاكهة بين يديه و بيده عنقود عنب قد أكل بعضه و بقي بعضه ؛  فلمّا بصر بالرضا (عليه السلام) وثب إليه و عانقه و قبّل ما بين عينيه و أجلسه معه، ثم ناوله العنقود و قال: يا ابن رسول اللّه هل رأيت عنبا أحسن من هذا، فقال الرضا: ربما كان عنبا حسنا يكون من الجنة، فقال له: كل منه، فقال له الرضا: أو تعفيني منه، فقال: لا بدّ من ذلك، ما يمنعك منه لعلّك تتهمنا بشي‏ء، فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا (عليه السلام) ثلاث حبّات ثم رمى به و قام، فقال له المأمون: إلى أين، قال: إلى حيث وجهتني ؛ و خرج (عليه السلام) مغطى الرأس فلم اكلمه حتى دخل الدار، ثم أمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام على فراشه، فمكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) ، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت و الباب مغلق، فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار و الباب مغلق.

فقلت له: و من أنت، فقال لي: أنا حجة اللّه عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن عليّ، ثم مضى نحو أبيه (عليه السلام) فدخل و أمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا (عليه السلام) وثب إليه و عانقه و ضمّه إلى صدره و قبّل ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا إلى فراشه و أكبّ عليه محمد بن عليّ (عليه السلام) يقبّله و يساره بشي‏ء لم أفهمه، و رأيت على شفتي الرضا (عليه السلام) زبدا أشد بياضا من الثلج، و رأيت أبا جعفر يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبه و صدره، فاستخرج منها شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر و قضى الرضا (عليه السلام) .

فقال أبو جعفر (عليه السلام) : قم يا أبا الصلت فائتني بالمغتسل و الماء من الخزانة، فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، فقال: ائتمر بما آمرك به، فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمرت ثيابي لأغسله معه، فقال لي: تنح يا أبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك‏ فغسله، ثم قال لي: ادخل الخزانة فاخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه و حنوطه، فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة فحملته إليه فكفنه و صلى عليه ؛  ثم قال: ائتني بالتابوت، فقلت: أمضي إلى النجار حتى يصلح تابوتا، قال: قم فإن في الخزانة تابوتا، فدخلت الخزانة فإذا تابوتا لم أر مثله فأتيته، فأخذ الرضا (عليه السلام) بعد أن كان صلّى عليه فوضعه في التابوت وصف قدميه و صلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت و انشقّ السقف، فخرج منه التابوت و مضى.

فقلت: يا ابن رسول اللّه الساعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا (عليه السلام) فما أصنع، فقال:

اسكت فإنّه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبي يموت في المشرق و يموت وصيّه بالمغرب الّا جمع اللّه عز و جل بين أرواحهما و أجسادهما، فما تمّ الحديث حتى انشق السقف و نزل التابوت، فقام (عليه السلام) فاستخرج الرضا من التابوت و وضعه على فراشه كأنّه لم يغسل و لم يكفن، و قال: يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون، ففتحت الباب فإذا المأمون و الغلمان بالباب  فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه، و لطم رأسه، و هو يقول: يا سيداه فجعت بك يا سيدي، ثم دخل و جلس عند رأسه و قال: خذوا في تجهيزه، و أمر بحفر القبر، فحضرت الموضع و ظهر كل شي‏ء على ما وصفه الرضا (عليه السلام) ، فقال بعض جلسائه: أ لست تزعم انّه امام، قال: نعم، قال: لا يكون الامام الّا مقدم الرأس، فأمر أن يحفر له في القبلة، فقلت: أمرني أن أحفر له سبع مراقي و أن أشق له ضريحه، فقال: انتهوا إلى ما يأمركم به أبو الصلت سوى الضريحة، و لكن يحفر و يلحد .

فلمّا رأى ما ظهر من النداوة و الحيتان و غير ذلك،  قال المأمون: لم يزل الرضا (عليه السلام) يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته، فقال له وزير كان معه: أ تدري ما أخبرك به الرضا (عليه السلام) قال: لا، قال: إنّه أخبرك إنّ ملككم بني العباس مع كثرتكم و طول مدتكم مثل هذه الحيتان حتى إذا فنيت آجالكم و انقطعت آثاركم و ذهبت دولتكم سلّط اللّه تبارك و تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم.

قال له: صدقت، ثم قال لي: يا أبا الصلت علّمني الكلام الذي تكلّمت به، قلت: و اللّه لقد نسيت الكلام من ساعتي و قد كنت صدقت، فأمر بحبسي و دفن الرضا (عليه السلام) ، فحبست سنة و ضاق عليّ الحبس، و سهرت الليل فدعوت اللّه عز و جل بدعاء ذكرت فيه محمدا و آل محمد و سألت اللّه بحقهم أن يفرّج عنّي، فلم استتم الدعاء حتى دخل عليّ محمد بن عليّ (عليه السلام) ، فقال لي: يا أبا الصلت ضاق صدرك، فقلت: إي و اللّه، قال: قم فاخرج، ثم ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ففكّها و أخذ بيدي و أخرجني من الدار و الحرسة و الغلمة يروني، فلم يستطيعوا أن يكلّموني و خرجت من باب الدار.

ثم قال: امض في ودائع اللّه فإنك لن تصل إليه و لا يصل إليك أبدا، قال أبو الصلت: فلم التق مع المأمون إلى هذا الوقت و صلى اللّه على رسوله محمد و آله الطاهرين و حسبنا اللّه و نعم الوكيل‏.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.