أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3140
التاريخ: 19-05-2015
3796
التاريخ: 2-8-2016
6988
التاريخ: 19-05-2015
3176
|
روى أبي الصلت انّه قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السّلام) إذ قال لي: يا أبا الصلت ادخل هذه القبة التي فيها قبر هارون فآتني بتراب من أربعة جوانبها، قال: فمضيت فأتيت به، فلمّا مثلت بين يديه قال لي: ناولني من هذا التراب و هو من عند الباب، فناولته فأخذه و شمه ثم رمى به، ثم قال: سيحفر لي هاهنا قبر و تظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها، ثم قال: في الذي عند الرجل و الذي عند الرأس مثل ذلك ؛ ثم قال: ناولني هذا التراب فهو من تربتي، ثم قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل و أن يشق لي ضريحة، فإن أبوا إلا أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين و شبرا، فان اللّه عز و جل سيوسعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنك ترى عند رأسي نداوة فتكلم بالكلام الذي اعلمك، فإنه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد و ترى فيه حيتانا صغارا فتفتت لها الخبز الذي أعطيك فإنها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شيء ثم تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء و تكلم بالكلام الذي اعلمك فإنّه ينضب و لا يبقى منه شيء، و لا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون ؛ ثم قال (عليه السلام) : يا أبا الصلت غدا أدخل إلى هذا الفاجر، فإن خرجت و أنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، و إن خرجت و أنا مغطى الرأس فلا تكلّمني، قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه و جلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله و رداءه و قام يمشي و أنا أتبعه حتى دخل على المأمون و بين يديه طبق عنب و أطباق فاكهة بين يديه و بيده عنقود عنب قد أكل بعضه و بقي بعضه ؛ فلمّا بصر بالرضا (عليه السلام) وثب إليه و عانقه و قبّل ما بين عينيه و أجلسه معه، ثم ناوله العنقود و قال: يا ابن رسول اللّه هل رأيت عنبا أحسن من هذا، فقال الرضا: ربما كان عنبا حسنا يكون من الجنة، فقال له: كل منه، فقال له الرضا: أو تعفيني منه، فقال: لا بدّ من ذلك، ما يمنعك منه لعلّك تتهمنا بشيء، فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا (عليه السلام) ثلاث حبّات ثم رمى به و قام، فقال له المأمون: إلى أين، قال: إلى حيث وجهتني ؛ و خرج (عليه السلام) مغطى الرأس فلم اكلمه حتى دخل الدار، ثم أمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام على فراشه، فمكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) ، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت و الباب مغلق، فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار و الباب مغلق.
فقلت له: و من أنت، فقال لي: أنا حجة اللّه عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن عليّ، ثم مضى نحو أبيه (عليه السلام) فدخل و أمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا (عليه السلام) وثب إليه و عانقه و ضمّه إلى صدره و قبّل ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا إلى فراشه و أكبّ عليه محمد بن عليّ (عليه السلام) يقبّله و يساره بشيء لم أفهمه، و رأيت على شفتي الرضا (عليه السلام) زبدا أشد بياضا من الثلج، و رأيت أبا جعفر يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبه و صدره، فاستخرج منها شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر و قضى الرضا (عليه السلام) .
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : قم يا أبا الصلت فائتني بالمغتسل و الماء من الخزانة، فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، فقال: ائتمر بما آمرك به، فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمرت ثيابي لأغسله معه، فقال لي: تنح يا أبا الصلت فإنّ لي من يعينني غيرك فغسله، ثم قال لي: ادخل الخزانة فاخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه و حنوطه، فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة فحملته إليه فكفنه و صلى عليه ؛ ثم قال: ائتني بالتابوت، فقلت: أمضي إلى النجار حتى يصلح تابوتا، قال: قم فإن في الخزانة تابوتا، فدخلت الخزانة فإذا تابوتا لم أر مثله فأتيته، فأخذ الرضا (عليه السلام) بعد أن كان صلّى عليه فوضعه في التابوت وصف قدميه و صلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت و انشقّ السقف، فخرج منه التابوت و مضى.
فقلت: يا ابن رسول اللّه الساعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا (عليه السلام) فما أصنع، فقال:
اسكت فإنّه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبي يموت في المشرق و يموت وصيّه بالمغرب الّا جمع اللّه عز و جل بين أرواحهما و أجسادهما، فما تمّ الحديث حتى انشق السقف و نزل التابوت، فقام (عليه السلام) فاستخرج الرضا من التابوت و وضعه على فراشه كأنّه لم يغسل و لم يكفن، و قال: يا أبا الصلت قم فافتح الباب للمأمون، ففتحت الباب فإذا المأمون و الغلمان بالباب فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه، و لطم رأسه، و هو يقول: يا سيداه فجعت بك يا سيدي، ثم دخل و جلس عند رأسه و قال: خذوا في تجهيزه، و أمر بحفر القبر، فحضرت الموضع و ظهر كل شيء على ما وصفه الرضا (عليه السلام) ، فقال بعض جلسائه: أ لست تزعم انّه امام، قال: نعم، قال: لا يكون الامام الّا مقدم الرأس، فأمر أن يحفر له في القبلة، فقلت: أمرني أن أحفر له سبع مراقي و أن أشق له ضريحه، فقال: انتهوا إلى ما يأمركم به أبو الصلت سوى الضريحة، و لكن يحفر و يلحد .
فلمّا رأى ما ظهر من النداوة و الحيتان و غير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا (عليه السلام) يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته، فقال له وزير كان معه: أ تدري ما أخبرك به الرضا (عليه السلام) قال: لا، قال: إنّه أخبرك إنّ ملككم بني العباس مع كثرتكم و طول مدتكم مثل هذه الحيتان حتى إذا فنيت آجالكم و انقطعت آثاركم و ذهبت دولتكم سلّط اللّه تبارك و تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم.
قال له: صدقت، ثم قال لي: يا أبا الصلت علّمني الكلام الذي تكلّمت به، قلت: و اللّه لقد نسيت الكلام من ساعتي و قد كنت صدقت، فأمر بحبسي و دفن الرضا (عليه السلام) ، فحبست سنة و ضاق عليّ الحبس، و سهرت الليل فدعوت اللّه عز و جل بدعاء ذكرت فيه محمدا و آل محمد و سألت اللّه بحقهم أن يفرّج عنّي، فلم استتم الدعاء حتى دخل عليّ محمد بن عليّ (عليه السلام) ، فقال لي: يا أبا الصلت ضاق صدرك، فقلت: إي و اللّه، قال: قم فاخرج، ثم ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ففكّها و أخذ بيدي و أخرجني من الدار و الحرسة و الغلمة يروني، فلم يستطيعوا أن يكلّموني و خرجت من باب الدار.
ثم قال: امض في ودائع اللّه فإنك لن تصل إليه و لا يصل إليك أبدا، قال أبو الصلت: فلم التق مع المأمون إلى هذا الوقت و صلى اللّه على رسوله محمد و آله الطاهرين و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|