المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

انتاج غذاء صناعي لدودة القز
16-12-2019
بؤرة تعادل الشحنة (Isoelectric focusing (pI
2023-11-30
Hugh Blackburn
13-11-2016
مجلة
18-7-2019
طريقة تنمية مهاراتك القيادية
2024-06-24
البلورات المعدنية Crystals
22-2-2017


ذكر وفاة الرضا على بن موسى (عليهما السلام) وسببها  
  
3441   04:21 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفه حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص463-464.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

الرضا على بن موسى (عليهما السلام) يكثر وعظ المأمون اذا خلا به ويخوفه بالله ويقبح ما يرتكبه من خلافه، فكان المأمون يظهر قبول ذلك منه ويبطن كراهته واستثقاله، ودخل الرضا (عليه السلام) يوما عليه فراء يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء، فقال (عليه السلام) : لا تشرك يا أميرالمؤمنين بعبادة ربك أحدا، فصرف المأمون الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده .

وكان الرضا (عليه السلام) يزرى على الحسن والفضل ابنى سهل عند المأمون اذا ذكرهما، ويصف له مساويهما وينهاه عن الاصغاء إلى قولهما، وعرفا ذلك منه فجعلا يحظيان عليه عند المأمون ويذكران له عنه ما يبعده منه ويخوفانه من حمل الناس عليه، فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه وعمل على قتله، فاتفق أنه أكل هو والمأمون يوما طعاما فاعتل منه الرضا (عليه السلام) وأظهر المأمون تمارضا .

فذكر محمد بن على بن حمزة عن منصور بن بشير عن أخيه عبدالله بن بشير قال: امرني المأمون ان اطول أظفاري على العادة فلا أظهر لاحد ذلك، ففعلت ثم استدعاني فاخرج إلى شيئا شبه التمر الهندي وقال لى: اعجن هذا بيدك جميعا، ففعلت ثم قام وتركني فدخل على الرضا (عليه السلام) فقال له: ما خبرك؟ قال ارجوان أكون صالحا، قال له المأمون: انا اليوم بحمد الله ايضا صالح، فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم؟ قال: لا، فغضب المأمون وصاح على غلمانه ثم قال: خذماء الرمان الساعة فانه ممالا يستغنى عنه، ثم دعاني فقال: ائتنا برمان فأتيته به فقال لى: اعصره بيديك ففعلت، وسقاه المأمون الرضا (عليه السلام) بيده، فكان ذلك سبب وفاته، ولم يلبث الا يومين حتى مات (عليه السلام) .

وذكر عن ابى الصلت الهروي انه قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) وقد خرج المأمون من عنده فقال لى: يا ابا الصلت قد فعلوها وجعل يوحد الله ويمجده .

 وروى عن محمد بن الجهم انه قال: كان الرضا (عليه السلام) يعجبه العنب، فأخذ له منه شيء فجعل في مواضع اقماعه الابر اياما، ثم نزعت منه وجيء به اليه، فأكل منه وهو في علته التى ذكرناها فقتله، وذكر ان ذلك من ألطف السموم .

ولما توفى الرضا (عليه السلام) كتم المأمون موته يوما وليلة، ثم انفذ إلى محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) وجماعة من آل ابي طالب الذين كانوا عنده فلما حضروه نعاه اليهم وبكى وأظهر حزنا شديدا وتوجعا وأراهم اياه صحيح الجسد، قال: يعز علي يا أخي ان أراك في هذه الحال، قد كنت اؤمل ان اقدم قبلك، فأبى الله إلا ما اراد، ثم أمر بغسله وتكفينه وتحنيطه وخرج مع جنازته يحملها حتى انتهى إلى الموضع الذى هو مدفون فيه الآن، فدفنه والموضع دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها سناباد على دعوة من نوقان بارض طوس، وفيها قبر هارون الرشيد وقبر أبى الحسن (عليه السلام) بين يديه في قبلته .

ومضى الرضا على بن موسى (عليهما السلام) ولم يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الامام بعده أبا جعفر محمد بن على (عليهما السلام) ، وكانت سنه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.