اذا كان تقديم الخبر الى القارئ أو المستمع يستهدف بالدرجة الاولى تعريف هذا القارئ والمستمع بما يدور حوله من احداث في اطار الفلسفة والسياسة التي تعتقنها المحطة او الصحيفة، فان عددا من هذه الاخبار يمكن توظيفه كاملا لخدمة هذه الفلسفة او السياسة، وهنا يأتي ما يطلق عليه (بتوظيف الخبر)، اي توجيهه لخدمة فكرة معينة لمناصرة رأي معين.

ويتم ذلك في كل من الصحافة المطبوعة والصحافة الاذاعية بعدد طرق تختلف فيما بينها وفق طبيعة كل من هاتين الوسيلتين.

فاذا كانت الاذاعة تستخدم (التعليق) على الاخبار للشرح والتفسير والتوجيه، وتعبر بذلك عن الموقف او وجهة النظر الرسمية في الخبر، فان هذا التعليق يشبه الى حد كبير المقال الافتتاحي في الصحيفة...

ومن جهة اخرى فانه يمكن لكل من الصحافة المطبوعة والاذاعية ان تتناول حادثة بعينها بشيء من (التهويل) او المبالغة، فتقوم الصحيفة بالتخطيط لحملة معينة حول هذا الحداث وتستمر في تناوله من مختلف زواياه بشكل يومي لفترة محددة.

وتقوم الاذاعة بتغطية نفس الحادث من خلال عدد من الريبورتاجات التي تعدها لهذا الغرض نفسه.

ومن ناحية ثالثة فان اضافة (عنصر الايحاء) في الخبر لتوجيهه وجهة معينة يتم في الصحافة المطبوعة والاذاعة، فإضافة تعقيبات معينة في صلب الخبر، ولكن الصحافة المطبوعة يمكنها اكثر من ذلك ان تستخدم الرموز الطباعية استخداما كبيرا في هذا الشأن، فتضع علامات التعجب والاستفهام والنقاط والحروف السوداء وما الى ذلك، وهذا ما لا تستطيع ان تستخدم الاذاعة بالطبع.