المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



المفضّل بن عمر الكوفي الجعفي  
  
5705   05:39 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص322-324.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

قال الشيخ النجاشي و العلّامة انّه فاسد المذهب و مضطرب الرواية ، و ذكر الشيخ الكشي احاديثا في مدحه و قدحه‏ ، و في الارشاد جملة تدلّ على وثاقته‏ ، و يظهر من كتاب الغيبة للطوسي انّه من قوّام الائمة و وجيها عندهم و مضى على منهاجهم و ولايتهم‏ ، و يدلّ أيضا على جلالته و وثاقته انّه كان وكيلا عن الإمامين الصادق و الكاظم (عليهما السّلام)، و عدّه الكفعمي من بوابي الأئمة ؛ و روي في الكافي عن أبي حنيفة انّه قال: مرّ بنا المفضل و أنا و ختني‏  نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كلّ واحد منّا من صاحبه، قال: أمّا إنّها ليست من مالي و لكن أبو عبد اللّه (عليه السلام) أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شي‏ء أن أصلح بينهما و أفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبد اللّه (عليه السلام)  ‏ .

و روي عن محمد بن سنان انّه قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام) : يا محمد انّ المفضل كان أنسي و مستراحي و أنت أنسهما و مستراحهما أي أنس و مستراح الامام الرضا و الجواد (عليهما السّلام)‏ .

و روي عن موسى بن بكر انّه قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول لما أتاه موت المفضل بن عمر قال: (رحمه اللّه) كان الوالد بعد الوالد امّا انّه قد استراح‏ .

و روي في البحار عن الاختصاص و هو عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي انّه قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) إذ دخل المفضل بن عمر، فلمّا بصر به ضحك إليه ثم قال: إليّ يا مفضّل، فو ربّي إنّي لأحبّك و أحبّ من يحبّك، يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضل: يا ابن رسول اللّه لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتي.
فقال (عليه السلام) : بل أنزلت المنزلة التي أنزلك اللّه بها، فقال: يا ابن رسول اللّه فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟

قال: منزلة المقداد من رسول (اللّه صلّى اللّه عليه و آله) .

قال: ثم أقبل علي فقال: يا عبد اللّه بن الفضل انّ اللّه تبارك و تعالى خلقنا من نور عظمته و صنعنا برحمته و خلق أرواحكم منّا فنحن نحنّ إليكم و أنتم تحنّون إلينا، و اللّه لو جهد أهل‏ المشرق و المغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلا و ينقصوا منهم رجلا ما قدروا على ذلك، و انّهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم و أسماء آبائهم و عشائرهم و أنسابهم، يا عبد اللّه بن الفضل و لو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا.

قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة فقلت: يا ابن رسول اللّه ما أرى فيها أثر الكتابة قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة و وجدت في أسفلها اسمي فسجدت للّه شكرا .

يقول المؤلف : ذكرت تمام الحديث لحسنه و جودته.

و أما الروايات القادحة له فمنها ما روي انّ الامام الصادق (عليه السلام)  أمر اسماعيل بن جابر أن يذهب إلى المفضل و يقول له: يا كافر يا مشرك مالك و لابني تريد أن تقتله، أو انّه كان في سفر زيارة الحسين (عليه السلام)  مع أصدقائه فلمّا ابتعدوا عن الكوفة أربعة فراسخ صار وقت صلاة الفجر فنزلوا و صلّوا ثم قالوا له: لم لم تنزل و تصلّي: فقال: لقد صلّيت قبل أن أخرج من داري‏  و أمثال هذه الروايات غير الناهضة لمعارضة أخبار المدح، و لقد بسط الكلام شيخنا النوري في خاتمة المستدرك حوله و أجاب عن الروايات القادحة فيه، و لو رجع الباحث إلى توحيد المفضل الذي املاه الامام الصادق (عليه السلام) عليه لعلم جلالته و منزلته عند الامام و انّه مؤهل لحمل علومهم (عليهم السّلام).

و توحيد المفضل رسالة شريفة، و قد قال السيد ابن طاوس (رحمه اللّه) : ليصطحبها من أراد السفر و أوصى في كشف المحجة ابنه بقراءتها، و لقد ترجمها العلامة المجلسي إلى الفارسي لينتفع الناس منها، و ذكر في تحف العقول بعد باب مواعظ الأئمة (عليهم السّلام) باب لمواعظ المفضل بن عمر، و هي مواعظ شافية، يروي اكثرها عن الامام الصادق (عليه السلام) ‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.