أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
3740
التاريخ: 15-05-2015
4612
التاريخ: 18-05-2015
3348
التاريخ: 18-05-2015
5664
|
مولى كندة، من أعاظم أئمة الكلام و أزكياء الأعلام كان بأفكاره الصحيحة و نظرياته الصائبة يهذب المطالب الكلامية و يروّج مذهب الامامية ؛ ولد في الكوفة و نشأ في واسط و تاجر في بغداد ثم انتقل إليها في آخر عمره، ثقة يروي عن الصادق و الكاظم (عليهما السّلام)، و قد روي عن هذين الامامين مدائح كثيرة في حقّه، و كان رجلا سريع الجواب حاذقا خبيرا في علم الكلام، و ممن فتق الكلام في الامامة و هذّب المذهب بالنظر، توفي سنة 179 هـ بالكوفة في زمن الرشيد، و ترحّم عليه الامام الرضا (عليه السّلام).
قال أبو هاشم الجعفري للامام الجواد (عليه السّلام) : ما تقول جعلت فداك في هشام بن الحكم؟
فقال: رحمه اللّه ما كان أذبّه من هذه الناحية .
و قال الشيخ الطوسي (رحمه اللّه) : كان من خواصّ سيدنا و مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام)و كانت له مباحثات كثيرة مع المخالفين في الأصول و غيرها .
و قال العلامة : رويت روايات في مدحه و أورد في خلافه أحاديث ذكرناها في كتابنا الكبير و أجبنا عنها، و هذا الرجل عندي عظيم الشأن رفيع المنزلة ؛ و لهشام كتب في التوحيد و الامامة و الرد على الزنادقة و الدهريين و المعتزلة، و من كتبه كتاب الشيخ و الغلام، و كتاب ثمانية أبواب، و كتاب الردّ على ارسطاليس، روى الشيخ الكشي (رحمه اللّه) عن عمر بن يزيد انّه قال: كان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهميّة خبيثا فيهم، فسألني أن أدخله على أبي عبد اللّه (عليه السلام)ليناظره، فأعلمته انّي لا أفعل ما لم أستأذنه فيه، فدخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فاستأذنته في إدخال هشام عليه فاذن لي فيه، فقمت من عنده و خطوت خطوات فذكرت رداءته و خبثه فانصرفت إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) فحدّثته رداءته و خبثه، فقال لي أبو عبد اللّه (عليه السلام) : يا عمر تتخوف عليّ؟ فخجلت من قولي و علمت انّي قد عثرت فخرجت مستحيا إلى هشام فسألته تأخير دخوله و أعلمته انّه قد أذن له بالدخول عليه، فبادر هشام فاستأذن و دخل فدخلت معه فلمّا تمكن في مجلسه سأله أبو عبد اللّه عن مسألة فحار فيها هشام و بقي فسأله هشام أن يؤجله فيها، فأجّله أبو عبد اللّه (عليه السلام) ؛ فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب ايّامه فلم يقف عليه فرجع إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) فأخبره أبو عبد اللّه (عليه السلام) بها، و سأله عن مسألة أخرى فيها فساد أصله و عقر مذهبه، فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال: بقيت اياما لا أفيق من حيرتي .
قال عمر بن يزيد : فسألني هشام أن أستأذن له على أبي عبد اللّه (عليه السلام) ثالثا فدخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فاستأذنت له، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا إن شاء اللّه إذا راح النهار، قال عمر: فخرجت إلى هشام فاخبرته بمقالته و أمره، فسرّ بذلك هشام و استبشر و سبقه إلى الموضع الذي سمّاه.
ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما؟ فأخبرني انّه سبق أبا عبد اللّه (عليه السلام) الى الموضع الذي كان سمّاه له فبينا هو إذا بأبي عبد اللّه (عليه السلام) قد أقبل على بغلة له فلمّا بصرت به و قرب منّي هالني منظره و أرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا أتفوّه به و لا انطلق لساني لما أردت من مناطقته، و وقف عليّ أبو عبد اللّه (عليه السلام) مليا ينتظر ما اكلمه و كان وقوفه عليّ لا يزيدني إلّا تهيّبا و تحيّرا، فلمّا رأى ذلك منّي ضرب بغلته و سار حتى دخل بعض السكك في الحيرة، و تيقّنت انّ ما أصابني من هيبته لم يكن الّا من قبل اللّه عز و جل من عظم موقعه و مكانه من الرب الجليل .
قال عمر: فانصرف هشام إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) و ترك مذهبه و دان بدين الحق وفاق أصحاب أبي عبد اللّه (عليه السلام) كلّهم .
قال الشيخ المفيد : و هشام بن الحكم كان من أكبر اصحاب أبي عبد اللّه جعفر بن محمد (عليه السلام) و كان فقيها و روى حديثا كثيرا و صحب أبا عبد اللّه (عليه السلام) و بعده أبا الحسن موسى (عليه السلام) و كان يكنّى أبا محمد و أبا الحكم و كان مولى بني شيبان و كان مقيما بالكوفة ؛ و بلغ من مرتبته و علوّه عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمد (عليه السلام) انّه دخل عليه بمنى و هو غلام اوّل ما اختط عارضاه و في مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن اعين و قيس الماصر و يونس بن يعقوب و أبي جعفر الأحول و غيرهم، فرفعه على جماعتهم و ليس فيهم الّا من هو أكبر سنا منه فلمّا رأى أبو عبد اللّه (عليه السلام) انّ ذلك الفعل قد كبر على أصحابه قال: هذا ناصرنا بقلبه و لسانه و يده .
و قال له أبو عبد اللّه (عليه السلام) و قد سأله عن اسماء اللّه تعالى و اشتقاقها فاجابه ثم قال له: فهمت يا هشام فهما تدفع به أعداءنا الملحدين مع اللّه عز و جل؟ قال هشام: نعم، قال أبو عبد اللّه (عليه السلام) : نفعك اللّه به و ثبتك عليه.
قال هشام: فو اللّه ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا .
و مناظرات هشام بن الحكم و مباحثاته مشهورة، منها مناظرته مع الشامي عند الامام جعفر الصادق (عليه السلام) و محاجّته مع عمرو بن عبيد المعتزلي و بريهة و مناظرته مع المتكلمين في مجلس يحيى بن خالد البرمكي، و التي صارت سببا لعزم هارون الرشيد على قتله، فلمّا علم هشام ذلك فرّ إلى الكوفة و نزل على بشير النبّال فأخبره الخبر ثم اعتلّ علّة شديدة فقال له بشير: آتيك بطبيب؟ قال: لا أنا ميّت.
و في رواية انّه أحضر الأطباء فسألهم عن علّته، فكلّ قال شيئا فكذّبهم و قال: علّتي فزع القلب ممّا أصابني من الخوف ثم مات من علّته هذه.
و الخلاصة انّه لمّا حضره الموت قال لبشير: إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني بالكناسة و اكتب رقعة و قل هذا هشام بن الحكم الذي يطلبه أمير المؤمنين مات حتف أنفه، و كان هارون قد بعث إلى إخوانه و أصحابه فأخذ الخلق به، فلمّا أصبح أهل الكوفة رأوه و حضر القاضي و صاحب المعونة و العامل و المعدّلون بالكوفة، و كتب إلى الرشيد بذلك، فقال: الحمد للّه الذي كفانا أمره، فخلّى عمن كان أخذ به .
و روي عن يونس انّ هشام بن الحكم كان يقول: اللهم ما عملت و أعمل من خير مفترض و غير مفترض فجميعه عن رسول اللّه و أهل بيته الصادقين (صلواتك عليه و عليهم ) حسب منازلهم عندك، فتقبّل ذلك كلّه منّي و عنهم و أعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|