المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



حمّاد بن عيسى الكوفي البصري‏ و أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن الحجاج البجلي‏  
  
3346   05:39 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص317-318.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

من أصحاب الاجماع و أدرك أربعة من الأئمة (عليهم السّلام)، و توفي في زمن الامام الجواد (عليه السلام) سنة 209 هـ و كان محتاطا و متحرّزا في نقل الحديث و كان يقول: حفظت أنا سبعين حديثا من الامام الصادق (عليه السّلام) فلم ازل اشكك نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين حديثا التي لم تدخلني فيها الشكوك‏ .

و حمّاد هذا هو الذي طلب من الامام موسى (عليه السلام) أن يدعو اللّه كي يرزقه دارا و زوجة و أولادا و خدما، و حجّا في كلّ سنة، فقال (عليه السّلام) : اللهم صلّ على محمد و آل محمد و ارزقه دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحجّ خمسين سنة ؛ حجّ خمسين سنة ثم خرج بعد الخمسين حاجّا فلمّا صار في موضع الاحرام دخل وادي القناة ليغتسل فأخذه السيل فمات غرقا، و هو غريق الجحفة و قبره في سيالة (رحمة اللّه تعالى عليه‏) .

واما أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن الحجاج البجلي الكوفي بيّاع السابري، ثقة جليل القدر، استاذ صفوان بن يحيى، و من اصحاب الصادق و الكاظم (عليهما السّلام) و رجع إلى الامام الرضا (عليه السلام) بعد ما انحرف، و كان وكيل الامام الصادق (عليه السّلام) ، و توفي في زمن الامام الرضا (عليه السلام)على ولايته و مودّته.

و روي انّ أبا الحسن (عليه السلام) شهد له بالجنّة ، و قال الامام الصادق (عليه السلام) له : كلّم أهل المدينة فانّي أحبّ أن يرى في رجال الشيعة مثلك‏ ، و قال (عليه السلام) أيضا : من مات في المدينة بعثه اللّه من الامنين يوم القيامة، و منهم يحيى بن حبيب و أبو عبيدة الحذّاء و عبد الرحمن بن الحجاج.

و أمّا ما روي عن أبي الحسن (عليه السلام)من انّه قال لمّا ذكر عبد الرحمن بن الحجاج: «انّه لثقيل على الفؤاد»  فلعلّ مراده (عليه السلام)انّه ثقيل على فؤاد الأعداء و المخالفين، أو انّ له موضع في النفس أو انّ ثقالته من جهة اسمه لانّ عبد الرحمن اسم ابن ملجم و الحجاج اسم الحجاج بن يوسف الثقفي، و من الواضح انّ اسماء مبغضي أمير المؤمنين (عليه السلام)تثقل على قلوب الائمة (عليهم السّلام) و شيعتهم و محبيهم.

قال سبط ابن الجوزي في التذكرة عند ذكر أولاد عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب : و لم يسمّ أحد من هاشم ولده بمعاوية الّا عبد اللّه بن جعفر و لمّا سمّاه هجره بنو هاشم فلم يكلّموه حتى توفي (رحمه اللّه‏) و كما قلنا انّ اسم عبد الرحمن ثقيل عند شيعة أمير المؤمنين لكن اعداءه يحبّون هذا الاسم كما روي عن مسروق انّه قال : لما كنت عند الحميراء كانت تحدّثني ، فنادت في اثناء كلامها عبدا أسودا و سمّته عبد الرحمن فلمّا حضر الغلام التفت إليّ و قالت : أتعلم سبب تسميتي هذا الغلام بعبد الرحمن، قلت : لا، قالت : لحبّي عبد الرحمن بن ملجم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.