أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2021
2607
التاريخ: 12-3-2021
3310
التاريخ: 11-5-2020
2034
التاريخ: 22-4-2019
1734
|
قال (عليه السلام) : عيبك مستور ما اسعدك جدك (1).
قد يتحلى الإنسان بصفات عديدة ، وقد تكون فريدة عزيزة ، لكنه لا يحظى بتقدير وإقبال الناس ، فإنه لا ينتفع بصفاته كثيرا ، بينما لو كان محظيا لكان سعيدا ، فلم تكتشف عيوبه ، ولا يؤاخذ عليها ، مما يعطينا ان على الإنسان ان لا يباهي بما لديه بقدر ما يحسن التصرف بذلك ، فإنه لو اخطأ ذلك لما نفعته صفاته ، لأن الناس ليسوا على شاكلة واحدة في التقييم والرضا ، فما لم تكن لدى الإنسان القابلية على حسن التصرف والأداء ، فلا يجديه انه حائز على شهادة او غيرها ، كما لا ينفعه نسب أو غيره ، وبالتالي كان التقييم – في جزء منه – بيد الإنسان نفسه ، فعلهي ان لا يتعالى على غيره ، او يشمخ بما لديه ، بل عليه إقناع الغير بكفاءته من خلال حقل العمل والتجربة ، دون التحويل على غائب.
فكان (عليه السلام) بصدد الإرشاد إلى ضرورة ان يسلك الإنسان اقرب الطرق لإظهار إمكانياته وقابلياته ، وذلك بالعمل دون الادعاء، فإن لغة العمل وتفعيل الطاقات مسموعة ، اكثر من غيرها وبالتالي يكون الإنسان محظوظا ، ومقبولا لدى شرائح المجتمع ، بما يؤدي إلى اغضائهم عن العيوب ، ولو لمجاملته في ذلك ، بينما الذي يكتفي بالقول فلا يتفاعلون معه ، بل قد يضيق بعض الفاشلين به ذرعا ، فيكيد له ، فلم يكن محظوظا، لتبين معايبه وتتكشف مساويه ، وعندها فنقل فرص نجاحه ، ليعاني من إفرازات الفشل وسلبيات الاخفاق ، ولا يصح منه ان يعتبر ذلك مما أبتلي به بعد ان يكون قد اساء الاختيار، فالله تعالى قد وهبه العقل ، لكنه عطله في ما اختاره من آلية الحياة العملية ، فعاد ينوء بتراكمات مجهدة ، وتركات ثقيلة، مع انه كان متاحا له النهوض والبروز بما هو أفضل مما فعله.
فالحكمة تصحح مفهوما مغلوطا يحمله البعض ، وهو انه غير محظوظ وقد عاندته المقادير ونحو ذلك ، مما لا يوضح حقيقة الامر وانه قد كان سببا في ذلك ، عندما لم يكن مندمجا في علاقاته الاجتماعية ، مما أفقده الكثير، فظهر عيبه ، بينما احسن غيره التعامل فستر عيبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اسعدك : اعانك ، الجد ، الحظ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|