أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2020
2329
التاريخ: 2024-08-31
280
التاريخ: 22-6-2017
1819
التاريخ: 22-6-2017
2864
|
قال (عليه السلام) : (كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك) .
من المعلوم ان الإنسان المستقيم التفكير ، السوي الطريقة ، يميل نفسيا وسلوكيا في الحياة العملية إلى ان يسير بسيرة يكون من ثمارها وصف الناس له انه مؤدب ، مهذب ، ملتزم ، موزون ، وغير ذلك مما يعني المدح والثناء والقبول والارتياح الذي لا يمكن صدوره من الجميع إلا إذا تحققت في الفرد الممدوح شرائط السيرة الصحيحة والتعامل المحافظ على الخطوط العامة لقواعد المجاملات الاجتماعية وهو امر ليس بالسهل – غالبا بل دائما – لما هو معروف من تعدد الاهواء وتشتتها وعدم اتفاقها على امر واحد فقد يرضى شخص بالتصرف المعين في الوقت الذي يغضب منه آخر ، أو قد يثني انسان على قول معين في حال ان انسانا اخر ينتقده بما يجعل عملية إرضاء الجميع غير سهلة فكان دور هذه الحكمة هو رسم طريق لو سار عليه الإنسان في حياته العملية لأوصله إلى الهدف المنشود الذي يسعى إليه ويميل نحوه بحسب طبيعته القويمة وفطرته الأولى وان (الإنسان مدني بالطبع)، ومعالم هذا الطريق وأوصافه قد اختصرها الإمام (عليه السلام) بأن يجعل الإنسان نفسه مقياسا لمعرفة حالة القبول او الرفض لدى الاخرين لما يصدر منه شخصيا من أقوال او أفعال وذلك بأن ما يجده الإنسان مقبولا وسائغا من الغير فيعرف انه مقبول وسائغ منه والعكس صحيح ايضا ، وان ما ينتقده الإنسان من أقوال والأفعال ويعتبره امرا مستهجنا من الغير فعليه ان يتجنبه ويبتعد عنه لا يتورط به لأن يشكل علامة سلبية عليه في أذهاب الاخرين.
ولو التزم الإنسان بهذا المقياس فجعله ميزانا يزن به أقواله وأفعاله فما يرضاه من الناس لو صدر منهم يفعله ، وما يرفضه منهم يتركه ليضمن بالتالي انه مؤدب لنفسه وكفى بها تقييما يعتز به بل ويفخر به العقلاء المدركون لأحوال التعامل الاجتماعي وما يلزم في ذلك المضمار.
إذن فالدعوة إلى ان يلتزم الإنسان تأديب نفسه وتهذيبها والسيطرة عليها من خلال الابتعاد عن كل ما يكرهه ويتجنبه وينتقده من أقوال الغير وأفعاله بما يجعل القاعدة متوازنة ، إذ الناس (1) بحسب الخلقة والطبيعة الإنسانية متساوون في الانسجام مع امور والابتعاد عن اخرى فمن الممكن جدا إدراك المقبول والمرفوض اجتماعيا ليتجنبه الإنسان ليكون بذلك مصدر راحة للآخرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهذا مع غض النظر عن العوامل البيئية او الجغرافية او الدينية التي تعترض ذلك احيانا بما يضفي عليه الخصوصية ويجعله ضمن حدود معينة فلا يتجاوزها إلى الآخرين من الناس الذين يعيشون ضمن حدود اخرى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|