البيئة:

تمثل البيئة بمدلولها العام كل ما يحيط بالإنسان آو الحيوان آو النبات من مظاهر وعوامل تؤثر في نشأته وتطوره ومختلف مظاهر حياته، حيث ترتبط بالإنسان في كل زمان ومكان(1)،وقد ترجمت كلمة (Ecology )إلى اللغة العربيـــة بعبارة (علم البيئة) التي وضعها العالم الألماني أر نست هيكيل( Ernest Haeckel)عام 1866 م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما (oikes) ومعناه مسكن ،(logos )ومعناه علم وعرفها بأنها:ــ

((العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه، ويُعنى هذا العلم في الكائنات الحية وتغذيتها، وطرائق معيشتها وتواجدها في مجتمعات آو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن المفهوم دراسة العوامل غير الحية كما في خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه، الهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء (2).

ولفظ البيئة اسم مشتق من( باء (بوا) يبوء، بواءا ومباءة)،وقد استعمل هذا الفعل في اكثر من معنى. وقد جاء  الاستعمال القرآني والحديث الشريف بهذا المعنى قال تعالى:((وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا))(3)                                       

والبيئة حسب المفهوم الفني هي مجموعة من الظروف والعوامل الفيزيائية والعضوية وغير العضوية، التي تساعد الإنسان والكائنات الحية الأخرى على البقاء ودوام الحياة.(4)     

وعرفت البيئة جغرافيا بأنها المكان وما يتصف به من خصائص عامة تحيط بالكائن الحي الذي يعيش فيه ويتأثر به ويؤثر فيه (5).

 النظام البيئي( Environment System ) هو عبارة عن اية وحدة تنظيمية في مكان ما يشتمل على المكونات الحية وغير الحية حيث تكون بصورة متفاعلة فيما بينها مما يؤدي الى تبادل للعناصر والمركبات بين الاجزاء الحية وغير الحية في النظام البيئي، ويعني ان هذا النظام يضم التداخلات كافة بين المكونات الحية للمجتمعات النباتية و الحيوانية والاحياء المجهرية من جهة والعناصر والمركبات الكيمياوية من جهة اخرى فضلا عن العوامل الفيزياوية ( المناخية وغير المناخية ) التي تؤثر في موقع او مكان ذلك النظام وحيثيات التفاعل بين هذه العوامل، وتتم في هذا النظام تحويل المواد اللاعضوية الى مواد عضوية ثم الى مواد لا عضوية مرة اخرى بفعل عوامل حية او غير حية احيانا ً. ويعني هذا ان دورة العناصر المعدنية وغير المعدنية فضلا عن اشكال الطاقة تحدث وتتم داخل مثل هذه الانظمة في مناطق مختلفة من العالم وفي تفاعل حركي ، ويستنتج من ذلك ان النظام البيئي يتميز بالديمومة الذاتية (6) .

 ويتألف النظام البيئي من أربعة عناصر طبيعية تمثل الأرض وما عليها والهواء المحيط بها شكل (4) وتعرف هذه العناصر بالأغلفة وهي  الغلاف الجوي (Atmosphere)،والغلاف الصخري (Lithosphere)،ويتكون كل غلاف منها من مجموعة من الأنظمة الثانوية التي تؤدي دورها ضمن النظام البيئي العام (7).                                                     

ويعرف التوازن البيئي بأنه(هو التوازن الدقيق القائم بين عناصر البيئة ومكوناتها المختلفة، والذي يسمى بالنظام البيئي، حيث يعيش في هذا النظام وفي توازن تام لجميع مكوناته إذ يعتمد كل منهم على الآخر في جزء من حياته ويقوم بمهمة في إطار هذا النظام المتوازن (8). كما يعرف التوازن البيئي بأنه التعبير الذي ينطبق عموما على ميل الانظمة الحياتية لمقومة التغير وتبقى في حالة متوازنة (9).

وللبيئة نظام تنظيمي في حيز معين يضم عناصر حية (Biotic components) وعناصر غير حيـة(A biotic components) ومنها يتشكل النظام الديناميكـي المتزن(10). وهذه العناصر أو المكونات تؤثر وتتأثر ببعضها البعض ضمن هذا النظام.                                                               ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على إن مفهوم البيئة يتضمن جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها فالبيئة بالنسبة للإنسان تعد الإطار الذي  يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية وكائنات حية، فضلا عن ما يدخل في ضمن هذا الإطار من مظاهر عديدة متمثلة في حالة الطقس والمناخ، جاذبية ومغناطيسية وما يظهر من علاقة متبادلة بين هذه العناصر.

_____________

(1) عبد العزيز طريح شرف , التلوث البيئي حاضره ومستقبله ، مركز الإسكندرية للكتاب،2005، ص3.

(2) بحث في الانترنيت .البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان، الموسوعة العربية،2005

(3) سورة الأعراف آية (74).

(4) إبراهيم بن سليمان الأحيدب, الإنسان والبيئة مشكلات وحلول، ط1،الرياض،2004،ص11.

(5) محمد خميس الزوكة, البيئة ومحاور تدهورها، مصدر سابق ،ص17.

(6) حسين علي السعدي، علم البيئة والتلوث، كلية التربية للبنات ، جامعة بغداد، 2002، ص 39 .

(7) ابراهيم سليمان الأحيدب, الإنسان والبيئة مشكلات وحلول ،مصدر سابق، ص12.

(8)بحث من الانترنيت موقع.www.reefnet.gor.sy .2007 .

(9)حسين علي السعدي، علم البيئة والتلوث، مصدر سابق 2002، ص 76.

(10) عادل الشيخ حسين, البيئة، دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن،1997 ، ص25.