أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2019
2805
التاريخ: 18-7-2019
1647
التاريخ: 21-5-2021
6439
التاريخ: 5-12-2016
2319
|
كسرى مديونٌ للإمبراطور الروماني موريس !
قال المؤرخ المسيحي المعتدل ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 72 :
« وفي السنة الثامنة لموريقي ( موريس أمبراطور الروم ) وثب الفرس على هرمز ملكهم فسملوا عينيه ثم قتلوه ، وملكوا عليهم بهرام المرزبان .
وكان لهرمز ابنٌ حَدَث اسمه كسرى وهو المعروف بأنوشروان العادل ، فتنكر كأنه سائل وشق سلطان الفرس حتى جاء نصيبين ، وصار إلى الرها ومنها إلى منبج ، وكتب إلى موريقي كتاباً نسخته : للأب المبارك والسيد المقدم موريقي ملك الروم ، من كسرى بن هرمز . السلام . أما بعد فإني أُعلم الملك أن بهرام ومن معه من عبيد أبي ، جهلوا قدرهم ونسوا أنهم عبيد وأنا مولاهم ، وكفروا نعم آبائي لديهم ، فاعتدوا عليَّ وأرادوا قتلي . فهممت أن أفزع إلى مثلك فأعتصم بفضلك ، وأكون خاضعاً لك ، لأن الخضوع لملك مثلك وإن كان عدواً أيسر من الوقوع في أيدي العبيد المردة ، ولأن يكون موتي على أيدي الملوك أفضل وأقل عاراً من أن يجري على أيدي العبيد . ففزعت إليك ثقةً بفضلك ، ورجاء أن تترأف على مثلي وتمدني بجيوشك لأقوى بهم على محاربة العدو ، وأصير لك ولداً سامعاً ومطيعاً إن شاء الله تعالى .
فلما قرأ موريقي كتاب كسرى بن هرمز عزم على إجابة مسألته ، لأنه لجأ إليه وأنجده بعشرين ألفاً ، وسيَّر له من الأموال أربعين قنطاراً ذهباً .
وكتب إليه كتاباً نسخته: من موريقي عبد إيشوع المسيح ، إلى كسرى ملك الفرس ولدي وأخي . السلام . أما بعد فقرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر العبيد الذين تمردوا عليك ، وكونهم غمطوا أنعم آبائك وأسلافك غمطاً وخروجهم عليك ودحضهم إياك عن ملكك . فداخلني من ذلك أمرً حركني على الترأف بك وعليك ، وإمدادك بما سألت .
فأما ما ذكرت من أن الاستتار تحت جناح ملك عدو والإستظلال بكنفه ، آثر من الوقوع في أيدي العبيد المردة ، والموت على أيدي الملوك أفضل من الموت على أيدي العبيد . فإنك اخترت أفضل الخصال ورغبت إلينا في ذلك ، فقد صدقنا قولك وقبلنا كلامك ، وحققنا أملك ، وأتممنا بغيتك ، وقضينا حاجتك وحمدنا سعيك ، وشكرنا حسن ظنك بنا ، ووجهنا إليك بما سألت من الجيوش والأموال ، وصيرتك لي ولداً وكنت لك أباً .
فاقبض الأموال مباركاً لك فيها ، وقُد الجيوش وسر على بركة الله وعونه ، ولا يعترينك الضجر والهلع ، بل تشمر لعدوك ولا تقصر فيما يجب لك إذا تطأطأت من درجتك ، وانحططت عن مرتبتك ، فإني أرجو أن يظفرك الله بعدوك ويكّبه تحت موطئ قدميك ، ويرد كيده في نحره ، ويعيدك إلى مرتبتك برجاء الله تعالى .
فلما وردت الجيوش على كسرى وقبض الأموال تشجع بقراءة كتاب موريقي سار مع جيوش الروم نحو بهرام، فلقيه بين المدائن وواسط، فصارت الهزيمة على بهرام وقتل أصحابه كلهم، واستباح كسرى عساكر بهرام ، ورجع إلى مملكته فجلس فيها وبايعه الناس كلهم .
ودعا بالروم فأحسن جائزتهم وصرفهم إلى صاحبهم. وبعث إلى موريقي من الألطاف والأموال أضعاف ما كان أخذ منه. ورد دارا وميَّافارقين إلى الروم (منطقتان من تركيا) وبنى هيكلين للنصارى بالمدائن، وجعل أحدهما باسم السيدة مريام، والآخر باسم مار سرجيس الشهيد».
أقول : بقيت العلاقة جيدة بين الفرس والروم حتى هلك القيصر موريس « موريقي » وقد قتله فوقا ، وهو البطريق فوكاس ونصب نفسه مكانه .
ووقعت العداوة بينه وبين كسرى فغزا كسرى مصر والشام وفلسطين وكانت بينهم معركة في أذرعات أدنى الأرض ، وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله : أَلَمِ . غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ .
ثم كان سبب هزيمة كسرى بعد انتصاراته، أنه أرسل جيشين أحدهما بقيادة شهر براز إلى مصر فملك الإسكندرية وصالحه أهل مصر، والآخر بقيادة فروخان إلى فلسطين ، فخرب معابد الروم وقتل رجالهم وأسر وسبي ونهب ، وخرب القدس وخاصة كنيسة القيامة ، وبعث بخشبة الصليب الذهبي الأكبر إلى كسرى - حتى أرجعته ابنته بعد موته - ثم سار إلى الشام فلقي جيوش الروم بأذرعات وبصرى ، فهزمها وسبا وغنم .
ثم قصد بلاد الروم ، فقتل وسبي وخرب مدنها ، حتى نزل على خليج عاصمتهم القسطنطينية ، فحاصرها . (إمتاع الأسماع : 14 / 171 ) .
وفي أثناء حصارهم العاصمة قتل الروم أمبراطورهم البطريق فوكاس بعد أن حكم ثمان سنين (ابن خلدون: 2 / 179) فجاء هرقل من مصر، وكان بحاراً من قادة جيش الروم، فدخل القسطنطينية من البحر وجيش كسرى محاصرٌ لها، فرضي به الروم واستبشروا ونصبوه أمبراطوراً.
واستطاع هرقل أن يخدع كسرى ، وأن يتفق ضده مع قائد جيشه شهر براز !
فكتب إلى كسرى يعرض عليه : « أن يلتزم في كل سنة بحمل ألف قنطار من ذهب ، وألف قنطار من فضة ، وألف جارية بكر ، وألف فرس ، وألف ثوب أطلس ، وأن يعجل قطيعة سنة ، فالتزم ذلك وسأل أن يفرج عن حصاره ، وأن يمهله ستة أشهر حتى يخرج إلى الأعمال ويهئ ذلك منها . كل ذلك خديعة منه ، فمشي على كسرى ذلك وأمر بالإفراج عنه ، فتنحت العساكر إلى بعض المروج ، وخرج هرقل من القسطنطينية بعد ما أقام عليها أخاه قسطنطين ، وانتخب معه خمسة آلاف فارس ، فأوغل في بلاد أرمينية وقصد الجزيرة ونزل على نصيبين ، وقاتل أهلها حتى ملكها ، وقتل الفرس أفدح قتل وأسر ، وسبا وخرب المدن ، فبعث كسرى بعسكر إلى الموصل ، وكتب يستدعي شهر براز لمحاربة هرقل ، فأعلن انضمامه إلى هرقل انتقاماً من كسرى الذي أراد قتله ! فقويت شوكة هرقل وسار الجيشان إلى داخل العراق وأوقعا بجنود كسرى حتى قاربا المدائن فاستطاع كسرى أن يوقع بين شهر براز وهرقل ، فانسحب هرقل إلى بلاده ، لكن بعد أن ترك عدوه كسرى يتخبط مع قادته ! ( إمتاع الأسماع : 14 / 173 ) .
فأصل ضعف كسرى بسبب تنمره على قائديه شهر براز وفروخان ، فقد أرسل إلى كل منهما أن يقتل الآخر ، فاتفقا مع هرقل على الإطاحة بكسرى !
واتفق المؤرخون على أن كسرى كان مغروراً متكبراً ، يحتقر الروم ويشتمهم ، وقد ساءت أخلاقه بعد خيانة قائدي جيشه له ، وتواطؤهم مع هرقل وهزيمته على يده ، وأساء الظن بكبار قادته ووزرائه ومدرائه ، فسجن منهم نحو ثلاثين ألفاً ، وأراد أن يقتلهم ، فدبروا له ابنه شيرويه فقتله . ( راجع : تاريخ الطبري : 1 / 592 ، وتاريخ اليعقوبي : 1 / 172 ، والأخبار الطوال / 106 ) .
كان كسرى عبقرياً ، لكنه جبارٌ عنيدٌ !
كان كسرى عندما هلك في أوج عزه ، فأمبراطوريته ممتدة من الهند إلى مصر والنوبة ، وقد نظمها أفضل تنظيم ، نافس الدولة الرومانية وتنظيماتها .
وأحاط نفسه بهالة من المراسم لا نظير لها عند عدوه هرقل الذي يعتبره بحاراً صار أمبراطوراً. كان إيوان كسرى «الصالة الكبرى في قصره» يبلغ ارتفاعه أكثر من خمسين متراً، وطوله وعرضه نحو ذلك، وهو مُنَجَّدٌ بلوحات مجسمة من الفن الفارسي عليها صور أمجاده ، ومؤثث بأفخر الكراسي والمقاعد ، وفيه عرش الشاه الذي لا نظير له في العالم ، فهو مسرح تتدرج فيه أرائك الوزراء ، وفي أعلاها أريكة الشاه ، يجلس فوقها بلباسه الحريري الموشى ، وتاجه المرصع بأنواع الجواهر ، يبدو كأنه على رأسه ، لكنه ضخم ثقيل لذلك علقوه في السقف بخيوط لا تظهر ، وكان كسرى يدخل رأسه فيه فيظهر كأنه يلبسه ! ومن أراد أن ينظر إليه يجب أن يرفع رأسه نحو الأعلى ، أما الذي يريد أن يكلمه فيحتاج إلى إذن خاص ، ومراسم لمخاطبته ، أو نقل الكلام إليه وتلقي الجواب من ملك ملوك الأرض ، إن تفضل عليه وأجابه !
وحوله الوزراء وكبار الموظفين كالمجسمات المنظمة الخائفة ، وله نحو عشرون ابناً كل واحد منهم أمير منطقة ، أو قائد في جيشه ، أو مسؤول في خدمة أبيه !
قال الطبري ( 1 / 528 ) يصف سيطرة كسرى على أكثر العالم في عصره : « سار نحو أنطاكية بعد سنين من ملكه ، وكان فيها عظماء جنود قيصر فافتتحها ، ثم أمر أن تصور له مدينة أنطاكية على ذرعها وعدد منازلها وطرقها وجميع ما فيها ، وأن يبتنى له على صورتها مدينة إلى جنب المدائن ، فبنيت المدينة المعرفة بالرومية على صورة أنطاكية ، ثم حمل أهل أنطاكية حتى أسكنهم إياها ، فلما دخلوا باب المدينة مضى أهل كل بيت منهم إلى ما يشبه منازلهم التي كانوا فيها بأنطاكية كأنهم لم يخرجوا عنها !
ثم قصد لمدينة هرقل ( القسطنطينة ) فافتتحها ، ثم الإسكندرية وما دونها . وخلف طائفة من جنوده بأرض الروم بعد أن أذعن له قيصر وحمل إليه الفدية .
ثم انصرف من الروم فأخذ نحو الخزر فأدرك فيهم وتره وما كانوا وتروه به في رعيته ، ثم انصرف نحو عدن فسكر ناحية من البحر هناك بين جبلين مما يلي أرض الحبشة ، بالسفن العظام والصخور ، وعمد الحديد والسلاسل ، وقتل عظماء تلك البلاد .
ثم انصرف إلى المدائن وقد استقام له ما دون هرقلة من بلاد الروم وأرمينية ، وما بينه وبين البحرين من ناحية عدن ! وملَّك المنذر بن النعمان على العرب وأكرمه ، ثم أقام في ملكه بالمدائن ، وتعاهد ما كان يحتاج إلى تعاهد .
ثم سار بعد ذلك إلى الهياطلة ( الترك والمغول ) مطالباً بوتر فيروز جده . . أتاهم فقتل ملكهم واستأصل أهل بيته ، وتجاوز بلخ وما وراءها وأنزل جنوده فرغانة .
ثم انصرف من خراسان فلما صار بالمدائن وافاه قوم يستنصرونه على الحبشة فبعث معهم قائداً من قواده في جند من أهل الديلم وما يليها ، فقتلوا مسروقاً الحبشي باليمن ، وأقاموا بها .
ولم يزل مظفراً منصوراً تهابه جميع الأمم ، ويحضر بابه من وفودهم عدد كثير من الترك والصين والخزر ونظرائهم . وكان مكرما للعلماء .
وملك ثمانياً وأربعين سنة، وكان مولد النبي (صلى الله عليه وآله) في آخر ملك أنو شروان.. قال هشام وكان ملك أنوشروان سبعاً وأربعين سنة. قال وفى زمانه ولد عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في سنة اثنتين وأربعين من سلطانه » .
قال الحموي في معجم البلدان ( 1 / 294 ) : « إيوان كسرى الذي بالمدائن . . من أعظم الأبنية وأعلاها ، رأيته وقد بقي منه طاق الإيوان حسب ، وهو مبني بآجر طول كل آجرة نحو ذراع في عرض أقل من شبر وهو عظيم جداً . . وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية ، وهو يحاصرها ويحارب أهلها . . ومن أحسن ما قيل في الإيوان قول أبي عبادة البحتري ( منها ) :
- - - - - - - - - - [ ابتداء شعر ]
حضرت رحلي الهموم فو * جهت إلى أبيض المدائن عنسي
لو تراه علمت أن الليالي * جعلت فيه مأتماً بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم * لا يشاب البيان فيهم بلبس
فإذا ما رأيت صورة أنطا * كية ارتعت بين روم وفرس
والمنايا مواثل وأنو شروان * يزجي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس على * أصفر يختال في صبيغة ورس
وعراك الرجال بين يديه * في خفوت منهم وإغماض جرس
من مشيح يهوي بعامل رمح * ومليح من السنان بترس
تصف العين أنهم جد * أحياء لهم بينهم إشارة خرس
يغتلي فيهم ارتيابي حتى * تتقراهم يداي بلمس
وتوهمت أن كسرى أبرويز * معاطيَّ والبلهبذ أنسي
حلم مطبق على الشك عيني * أم أمان غيرن ظني وحدسي
وكأن الإيوان من عجب الصنعة * جوب في جنب أرعن جلس
يتظنى من الكآبة أن يبدو * لعيني مصبح أو ممس )
- - - - - - - - - - [ انتهاء شعر ]
أقول : يدل عمل كسرى هذه الصورة المجسمة في إيوانه ، على أن هدفه الأول إذلال هرقل والمسيحية ، لأنه اختار تصوير احتلاله لمدينة أنطاكية وهي العاصمة الدينية للروم ، ولم يختر القسطنطينية التي هي عاصمتهم السياسية .
وفي مناقب محمد بن سليمان ( 2 / 570 ) عن سنان الرهاوي : « دخلنا المدائن فنظرنا إلى آثار كسرى ، قال جرير بن الغطفان :
- - - - - - - - - - [ ابتداء شعر ]
عفت الرياح على رسوم ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد
- - - - - - - - - - [ انتهاء شعر ]
فقال علي ( عليه السلام ) : لا تقل هكذا ولكن قل : كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ . كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ . فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ . إن هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين . إن هؤلاء بطروا النعم فحلت بهم النقم » .
وفي عيون المعجزات / 10 : « قدم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المدائن فنزل بإيوان كسرى وكان معه دلف ابن منجم كسرى ، فلما ظل الزوال فقال لدلف : قم معي ، وكان معه جماعة من أهل ساباط ، فما زال يطوف في مساكن كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى هذا المكان لكذا وكذا ، فيقول هو والله كذلك ، فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع من كانوا معه ، وذلف يقول : مولاي كأنك وضعت الأشياء في هذه الأمكنة » .
لعنة كسرى وطاعون شيرويه !
حكم كسرى في رواية سبعاً وأربعين سنة ، بينما حكم ابنه شيرويه ستة أشهر ، فقد أصابته الكآبة بعد أن قتل أباه وإخوته السبعة عشر فمات ، أو قتلوه !
قال الطبري : 1 / 627 : « وقتل شيرويه سبعة عشر أخاً له ، ذوي أدب وشجاعة ومروءة ، بمشورة وزيره فيروز وتحريض ابن ليزدين والى عشور الآفاق . . فابتلى بالأهقام ولم يلتذ بشئ من لذات الدنيا ، وكان هلاكه بدسكرة الملك ( وهي المقدادية قرب بعقوبة ) وكان مشؤوماً على آل ساسان . فلما قتل إخوته جزع جزعاً شديداً ، ويقال إنه لما كان اليوم الثاني من اليوم الذي قتلهم فيه ، دخلت عليه بوران وآزرميدخت أختاه فأسمعتاه وأغلظتا له ، وقالتا : حملك الحرص على ملك لا يتم ، على قتل أبيك وجميع إخوتك وارتكبت المحارم ! فلما سمع ذلك منهما بكى بكاءً شديداً ورمى بالتاج عن رأسه ، ولم يزل أيامه كلها مهموماً مدنفاً ( مريضاً ) ويقال إنه أباد من قدر عليه من أهل بيته ، وإن الطاعون فشا في أيامه حتى هلك الفرس إلا قليلاً منهم ، وكان ملكه ثمانية أشهر » !
ثم حكم ابنه أردشير سنة ونصفاً . ثم حكم القائد شهر براز أربعين يوماً .
ثم حكم كسرى بن قباذ ثلاثة أشهر . ثم حكمت بوران بنت كسرى سنة ونصفاً وهي التي قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيها : لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة . ثم حكم فيروز جشنس بنده ستة أشهر . ثم حكمت آزر ميدخت بنت كسرى ، ستة أشهر .
ثم حكم فرُّخْزاذ خسرو بن أبرويز سنة. ثم حكم يزجرد بن شهريار عشرين سنة، وكان هارباً من المسلمين، حتى قتله طَحَّانٌ في خلافة عثمان سنة 32. (اليعقوبي: 1 / 156، والطبري: 1 / 587) .
وقال ابن حبيب في المحبر / 177 : « ثم وثب على كسرى إبرويز ابنه شيرويه فقتله وقتل أخوته ، فكان ملكه ثمانية أشهر . وفي ملكه وقع الطاعون في أشراف فارس وعظمائها فماتوا ومات شيرويه فيه . ثم ملك ابنه أردشير بن شيرويه وكان غلاماً فاغتاله شهربراز فقتله ، فكان ملكه سنة إحدى عشرة من الهجرة . ثم ملك بعده شهربراز ثمانية وثلاثين يوماً . ثم ملك بعده ابن أخ لكسرى يقال له كسرى بن قباذ بن هرمز عشرة أشهر ، ثم قتل . ثم ملك رجل من ولد أردشير اسمه فيروز خمسين يوماً . يزعمون أن آذرميدخت دست إليه فقتلته . ثم ملكت آذرميدخت أربعة أشهر ثم ماتت . ثم ملك ابن لكسرى صغير يقال له فرُّخْزاذ خسرو أشهراً وأياماً ، ثم مات . فكان جميع من ملك بعد كسرى إلى أن ملك يزدجرد بن شهريار بن كسرى ثمانية نفر ، ملكوا أربع سنين ونصفاً . ثم ملك يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، وكان ملكه سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وملك عشرين سنة ، وقتل بمرو في خلافة عثمان بن عفان » .
أقول : لاحظ أن الخطة الربانية لتفكيك أمبراطورية الفرس ، بدأت بفقد كسرى حلمه أو تحلمه ، وعدله المزعوم مع رعيته ، ثم طغيانه على الروم ، وتنمره على قائديه الكفوئين شهر براز وفرخان . .
ومن جهة أخرى كيف أنقذ الله عاصمة الروم من الحصار، على يد بحار وصل في ظرف حساس، فارتضوه ونصبوه ملكاً، وأجاد استثمار الفرص حتى قتل كسرى بيد ابنه، واستعاد ما احتله من بلاده، من مصر إلى أرمينية ، ووصل نفوذ هرقل إلى ما تبقى من عاصمة كسرى والأجنحة المتصارعة فيها !
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|