المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الدور الأول من الشعر في العصر الأموي41هـ -64هـ  
  
2282   05:43 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص242-243
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 2132
التاريخ: 25-4-2021 2743
التاريخ: 3-6-2021 2660
التاريخ: 22-03-2015 4082

هو أقرب سائر الادوار الى الجاهلية، وقد نشأ شعراؤه في عصر الراشدين، وتعودوا الصدق واستقلال الفكر والعدل. وكانوا لا يرون حقا لمعاوية في الخلافة، بل يعتقدون انه اخذها بالدهاء ولا يتوقعون انتقالها الى أهله، بل كانوا يرجون رجوعها بعده الى آل علي او غيرهم من أبناء الصحابة بالانتخاب، ولذلك كانت لهم جرأة عليه. واهم الاحزاب السياسية يومئذ الانصار والمهاجرون. والانصار هم اهل المدينة شيعة علي، والمهاجرون هم قريش من اهل مكة شيعة معاوية. فكان معاوية يقرب الشعراء الذين يطعنون في الانصار، ويندر ان يجرؤ أحد منهم على ذلك احتراما للإمام علي.. فكان أكثر الشعراء في هذا الدور اما على الحياد خوفا من معاوية او ينصرون العلويين عليه، وبعضهم كان يتزلف اليه بالمديح. وأكثر شعراء هذا الدور من شعراء السياسة، اما مع الامويين او عليهم او على الحياد. واهم الذين كانوا مع الامويين ابن ارطاة المحاربي كان سيد قومه، والحارث بن بدر من يروع، والمتوكل الليثي من كنانة، والوليد بن عقبة من قريش.

والذين كانوا ضد الامويين أشهرهم النعمان بن بشير الانصاري، وابن مفزع من حمير، وابو الاسود الدؤلي، واضع علم النحو. وممن كان على الحياد القتّال الكلابي، وسيأتي ذكرهم.

ولا نعني بقسمة العصر الاموي الى أدوار، إن شعراء الدور الاول لم يدركوا الدور الثاني وان شعراء الثاني لم يدركوا الأول.. فان اكثرهم عاصروا الدولة الاموية في معظم سنيها وعرفوا معظم خلفائها .. ولكننا نعني بشعراء دور معين، الذين نبغوا في هذا الدور ونظموا فيه.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.