المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الاقتصاد وموقف العرب من الموالي  
  
2740   10:24 صباحاً   التاريخ: 25-4-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:207-215
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2021 3650
التاريخ: 22-03-2015 3264
التاريخ: 5-6-2017 11927
التاريخ: 22-03-2015 2516

الاقتصاد وموقف العرب من الموالي

لا ريب في أن للمؤثرات الاقتصادية أثرا كبيرا في حياة الإنسان، وبالتالي في كل ما ينتج من أعمال وآثار. وإذ أخذنا ننظر في حياة الشعراء لهذا العصر وجدنا للاقتصاد أثره العميق في اتجاهاتهم، وهل نستطيع تفسير شيوع الغزل

 

208

المادي الصريح في مدن الحجاز وانتشار الغزل العذري العفيف في نجد وبيئات البوادي إلا برد ذلك الى نعومة العيش وما كان ينعم به سكان تلك المدن من ثراء عريض ثم ما كان فيه سكان نجد والبوادي من شظف العيش وخشونته، ولا ننكر أثر الإسلام في نفوسهم، غير أننا لا ننكر أيضا أثر نظام الحياة الاقتصادي ومدي عمله في النفوس. وبالمثل نحن لا نستطيع تفسير شيوع المديح في العراق وخراسان وما كان يهبط منه الى دمشق إلا برد ذلك الى ظهور طبقة ضخمة من الأثرياء كانت أخلاطا من الحكام الذين أداروا شئون الدولة في الخراج وغير الخراج ومن الأغنياء الذين ملكوا الإقطاعات، بينما ظل وراءهم جميعا جمهور كبير، يتلقي منهم رزقه إما بالعمل لهم وإما بما يقدم لهم من مديح، يقول ذو الرمة (1):

وما كان مالي من تراث ورثته … ولا دية كانت ولا كسب مأثم

ولكن عطاء الله من كل رحلة … الى كل محجوب السرادق خضرم (2)

وقد مضي كثيرون من أصحاب الثراء العريض يحققون لأنفسهم كل ما تصبو إليه نفوسهم من صور الترف مما أدي، وخاصة في أواخر العصر، الى ذيوع شعر الخمر والمجون وانتشاره.

وإذا ذهبنا نتعمق النزاع السياسي الحاد الذي نشب طوال العصر وتكونت بسببه فرق الزبيريين والشيعة والخوارج رأيناه يعود في كثير من جوانبه الى بواعث اقتصادية، فقد كانت هذه الفرق تري الأمويين متسلطين على أموال الدولة ينثرونها على أنصارهم ومن يلوذون بهم دون نظر الى مصلحة الجماعة. وذهب الزبيريون الى أنه لا يمكن تحقيق هذه المصلحة إلا بعودة الخلافة من دمشق الى الحجاز وتحرير الناس من تحكم القبائل اليمنية التي جعل لها الأمويون معظم السلطان، وذهبت الشيعة الى أن هذه المصلحة لا يمكن أن تتحقق إلا على يد علوية تحمل الناس على الجادة، بينما ذهب الخوارج الى أنه لا يمكن أن تتحقق إلا برد الأمر الى الأمة لتختار أولياءه الصالحين، ومضوا يجاهدون الأمويين جهادا عنيفا.

209

 

وتدل دلائل كثيرة على أن ولاة بني أمية ومن كانوا يقيمونهم على شئون الخراج والزكاة كانوا يستغلون وظائفهم في جمع ثروات ضخمة، غير مراعين في ذلك إلا ولا ذمة، فالمهلب مثلا حين صرفه الحجاج عن الأهواز وجده قد احتجن لنفسه من بيت المال ألف ألف درهم (3)، بينما احتجن ابنه يزيد حين صرف عن خراسان لنفسه من بيت المال ستة آلاف ألف درهم (4)، ويقال إن راتب خالد القسري في ولايته على العراق كان عشرين ألف ألف درهم، ولم يكن يكفيه كل هذا الراتب، إذ كان يستصفي لنفسه-بوسائل غير مشروعة-ما يزيد على مائة ألف كل عام، وقد استخرج منه ومن موظفيه يوسف الثقفي حين ولي بعده العراق سبعين ألف ألف (5). وكأنما أصبحت الولاية على الناس السبيل غير الشريف للثروة الضخمة والغني العريض، حتي لنري أنس بن أبي أناس يقول لحارثة بن بدر الغداني التميمي حين ولي على سرق إحدي كور الأهواز (6):

أحار بن بدر قد وليت إمارة … فكن جرذا فيها تخون وتسرق

وعلي هذا النحو أصبحت الولاية على الأقاليم والكور مقترنة بالخيانة والسرقة، وعم هذا الفساد، حتي بين السعاة الذين كانوا يجمعون الزكاة في نجد داخل الجزيرة العربية، على نحو ما تصور ذلك شكوي الراعي التي وجه بها الى عبد الملك بن مروان، وفيها يصف سنة مجدبة أصابت قومه بني نمير. ومع ذلك فرض عليهم السعاة فروضا ثقيلة، فلما لم يؤدوها صبوا عليهم السياط وأرهقوهم من أمرهم عسرا، ومن قوله في تلك الشكوي المريرة (7):

أخليفة الرحمن إنا معشر … حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

إن السعاة عصوك يوم أمرتهم … وأتوا دواهي لو علمت وغولا

فادفع مظالم عيلت أبناءنا … عنا وأنقذ شلونا المأكولا (8)

 

 

210

وإذا كان هذا يحدث في نجد والبوادي فما كان يحدث في العراق وخراسان أدهي وأمر، فقد مضي الولاة وجباة الخراج يعتصرون الناس بفرض ضرائب استثنائية كثيرة، مما ملأ عليهم القلوب غيظا وحنقا والنفوس سخطا ووجدا، فارتفعت الأصوات تطالب بالأمانة في الحكم لا في عهد بني أمية فحسب، بل أيضا في عهد الزبيريين، ومن خير ما يصور ذلك قصيدة طويلة لابن همام السلولي وجه فيها لابن الزبير شكوي عنيفة من عماله في العراق ومن أقامهم هناك على الخراج، وهو يستهلها بقوله (9):

يابن الزبير أمير المؤمنين ألم … يبلغك ما فعل العمال بالعمل

باعوا التجار طعام الأرض واقتسموا … صلب الخراج شحاحا قسمة النفل (10)

وقد مضي يسميهم واحدا واحدا مصورا لخيانتهم في الحكم ومطالبا بمحاسبتهم على ما استخلصوا من أموال لأنفسهم ظلما وعسفا.

ويظل الناس متحملين من هذا العسف والظلم ما يطاق وما لا يطاق الى أن ولي الخلافة عمر بن عبد العزيز، فأمر برفع المظالم عنهم وإلغاء كل لون من ألوان الضرائب الاستثنائية، كما أمر بحط الجزية عمن أسلموا من الموالي.

وبعث على العراق وخراسان عمالا جددا ينفذون سياسته العادلة، ومع ذلك ظلت الشكوي قائمة، فقد قام إليه رجل وهو على المنبر فقال (11):

إن الذين بعثت في أقطارها … نبذوا كتابك واستحل المحرم

طلس الثياب على منابر أرضنا … كل يجور وكلهم يتظلم (12)

ويناديه كعب الأشقري من خراسان (13):

إن كنت تحفظ ما يليك فإنما … عمال أرضك بالبلاد ذئاب

لن يستجيبوا للذي تدعو له … حتي تجلد بالسيوف رقاب

 

 

211

ويتوفي عمر بن عبد العزيز سريعا، ويعود العسف والظلم. ويثور الحارث ابن سريج بخراسان في العقد الثاني من القرن الثاني مطالبا برفع الجزية عمن أسلموا من الموالي، ويتولي هناك نصر بن سيار في العقد الثالث، ويرفع الجزية عن الموالي مثبتا للخراج على الأرض.

ولا بد أن نفرق هنا بين معاملة العرب للموالي ومعاملة الدولة لهم فإن الدولة إذا كانت قد تعسفت معهم أحيانا فإن العرب ظلوا يرعون لهم أخوتهم في الإسلام.

ويسوق المستشرقون دليلا قويا على سوء معاملة الدولة لهم ما حدث في أيام الحجاج إذ هاجر كثير من موالي السواد في العراق الى البصرة والكوفة، فأمر بردهم الى قراهم ونقش أسمائهم على أيديهم حتي لا يبرحوها (14) وظاهر الحادث عنف شديد في الظلم ولكن قد يكون الحجاج اضطر الى ذلك لتعطل الزراعة في السواد وبالتالي تعطل الخراج الذي كان ينفق منه على تجهيز الجيوش الى خراسان وغير ذلك من شئون ولايته.

ولم ينكر عمر بن عبد العزيز وحده الجزية التي كانت مفروضة على مسلمي الموالي، فقد كان ينكرها جماعة الأتقياء والقراء، لأنها تخالف نصوص الإسلام، وأنكرتها جميع الفرق المعارضة للدولة من خوارج وشيعة ومرجئة، وما زالت الأمة تلح في إنكارها إلحاحا حتي رفعت عنهم بأخرة من العصر.

وقد عقد ابن عبد ربه فصلا في العقد الفريد، صور فيه العرب يسيئون في المعاملة الى الموالي لعصر بني أمية إساءة بالغة (15). غير أن بين أيدينا أخبارا كثيرة تشهد بأنهم لم يكونوا يضطهدون أحرارهم ولا أرقاءهم، فقد ذكر ابن حبيب أن نحو ثلاثين من الرقيق في الكوفة والبصرة نبه شأنهم حتي أصبحوا من أرباب السيادة والشرف (16). أما ما يلاحظه قلهوزن من أنهم كانوا يحاربون في جيش المختار رجالة لا فرسانا (17) فلعل ذلك حدث اتفاقا، وقد اشتهر من بينهم غير قائد في خراسان مثل حريث بن قتبة وأخيه ثابت وحيان النبطي وابنه مقاتل، ومن قوادهم المشهورين في الغرب طارق بن زياد فاتح الأندلس.

 

 

212

وقد مر بنا في حديثنا عن الحضارة ما كان لهم من إقطاعات وقصور وحمامات تستغل في البصرة. فهم لم يكونوا في مرتبة متخلفة بالقياس الى العرب، ولعل مما يدل على ذلك أن نجد الفرزدق المعروف بغطرسته حتي على الخلفاء يمدح طائفة منهم مثل عبد الله (18) بن عبد الاعلى مولي خالد بن الوليد ومسلمة (19) ابن سنان مولي بني مسمع وكثير (20) بن سيار مولي بني سعد ومسلم (21) بن المسيب مولي بني بجيلة. ومن يرجع الى ديوان جرير يجده في إحدي قصائده يفتخر بمعد مدخلا فيها قضاعة كما يفتخر بالموالي ذاكرا أنهم ينتسبون الى إسحق بن إبراهيم عليهما السلام. يقول (22):

أنا ابن الثري أدعو قضاعة ناصري … وآل نزار ما أعز وأكثرا (23)

وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا … محامل موت لابسين السنورا (24)

فيوما سرابيل الحديد عليهم … ويوما تري خزا وعصبا منيرا (25)

إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم … وكسري وآل الهرمزان وقيصرا (26)

ويصرح بأن الموالي أبناء إسحق يجمعهم مع العرب أبناء إسماعيل أب واحد، يقول:

أبونا أبو إسحق يجمع بيننا … أب كان مهديا نبيا مطهرا

ولا تهمنا صحة الأسطورة التي رددها جرير في هذه الأبيات، والتي تجعل الفرس والروم من أبناء إسحق، إنما تهمنا دلالتها على ما كان يسود بين العرب من الإحساس بأنهم والموالي شعب واحد، تفرق، ثم عاد الى الاجتماع

 

 

213

على الإسلام والعروبة، ونري جريرا في نفس القصيدة ينوه بمولي من البربر يسمي وضاحا، يقول:

لقد جاهد الوضاح بالحق معلما … فأورث مجدا باقيا أهل بربرا

والحق أن العرب اندمجوا في الموالي منذ الأيام الاولى في الفتوح، فقد ساكنوهم وتزوجوا منهم، وعربوهم عن طريق نظام الولاء الذي شرعه الإسلام، إذ أدخلوهم في عداد قبائلهم، وكأنما أردوا بذلك أن يلغوا جنسياتهم إلغاء، فهم عرب ولاء. واستشعر الموالي ذلك في عمق حتي إذا أحسن نفر منهم نظم الشعر وجدناهم يقفون في صفوف قبائلهم ذائدين عنها ومفاخرين بنفس روح أبنائها الأصيلين، ومن خير ما يصور ذلك زياد الأعجم مولي عبد القيس فقد عاش لقبيلته يحامي عنها ويصول (27)، ومثله هرون (28) مولي الأزد وثروان (29) مولي بني عذرة وشقران (30) مولي بني سلامان. وكانت القبائل تبادلهم نفس التعصب، فإذا جني أحدهم جناية كبيرة وزج به في السجن لم يقر قرار لقبيلته حتي ترد له حريته، على نحو ما يقصه الرواة من موقف اليمانية من ابن مفرغ حين زج به عباد بن زياد في سجن سجستان، فإنها ما زالت تتشفع فيه عند الخليفة وتتوسل حتي أمر بإطلاق سراحه (31).

ومعني ذلك أن نظام الولاء أقام أواصر بين العرب والموالي كأواصر الرحم، أما ما يلقانا عند إسماعيل بن يسار النسائي شاعر المدينة من أشعار تمجد الفرس (32) فإنه يعد شذوذا في العصر، وهو شذوذ ربما ساقه الى نفسه كثرة الأشعار التي كان يفتخر فيها كل عربي بقبيلته ممجدا لها ومشيدا بها محاولا الغض من القبائل التي تعاديها، وكأن ذلك نبه إسماعيل للإشادة بجنسه الفارسي، وقد لقي جزاءه عند هشام بن عبد الملك، فإنه غضب عليه غضبا شديدا حين رآه يفخر بأصله الفارسي.

 

 

214

ومهما يكن فإن إسماعيل كان شذوذا على الموالي أنفسهم في هذا العصر، وأكبر الدلالة على ذلك أننا نجد بشار بن برد الذي أعلن النزعة الشعوبية في عهد العباسيين إعلانا قويا يفتخر في هذا العصر بمواليه من قيس افتخارا عنيفا (33). ولعل من الطريف أننا نجد بعض الشعراء من العرب يفتخرون بأمهاتهم الأعجميات مثل ابن ميادة (34)، ومثل أبي نخيلة الذي يقول (35):

أنا ابن سعد وتوسطت العجم … فأنا فيما شئت من خال وعم

ولعل في كل ما قدمنا ما يدل دلالة واضحة على بطلان ما يذهب إليه بعض المستشرقين من أن العرب والموالي كانوا يستشعرون العداء بعضهم لبعض في هذا العصر (36)، فقد كانوا بنعمة الإسلام إخوانا، وكان كل منهم ينصر صاحبه كلما هتف به أو استغاث، وقد أخذوا ينهضون بجميع صور الحياة نهوضا مشتركا. وحقا كانت الدولة عربية وكانت تتخذ ولاتها من العرب، ولكنها فسحت للموالي في شئون الخراج وفي الدواوين حتي بعد أن ترجمت وعربت، على نحو ما هو معروف عن سالم مولي هشام وكان رئيس دواوينه، ومثله عبد الحميد الكاتب وكان على رأس دواوين مروان بن محمد.

وربما كان أهم جانب يوضح علاقة العرب بالموالي لهذا العصر وأنها كانت تقوم على البر والتعاون الوثيق نهضتهم جميعا بالدراسات الدينية وما انطوي فيها من وعظ وإمامة للمسلمين في المساجد، فإننا حين نستعرض هذا الجانب نجدهم لا يقفون مع العرب فيه على قدم المساواة فحسب، بل إنهم يبزونهم، حتي لتصبح منهم الكثيرة الكثيرة من علماء الدين ودارسيه. وواضح من ذلك كله أن الموالي شاركوا في الحياة العربية لهذا العصر مشاركة قوية، إذ كانوا يعدون فعلا عربا، وقد أخذوا ينهضون بالأدب العربي، على أنه أدبهم، فهجروا آدابهم المختلفة من فارسية وغير فارسية، وأخذوا يعبرون عن عواطفهم ومشاعرهم بلغة القرآن الكريم التي ملكت أزمة قلوبهم واستولت منهم على الضمائر استيلاء.

 

 

 

_________

(1) الديوان ص 633.

(2) الخضرم: كثير الخير والجود.

(3) طبري 5/ 135.

(4) طبري 5/ 303 وانظر 5/ 312.

(5) تاريخ اليعقوبي (طبعة أوربا) 2/ 55، 388.

(6) الحيوان 3/ 116 والشعر والشعراء 2/ 715.

(7) جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي (طبع المطبعة الرحمانية) ص 355.

(8) عيلت: أفقرت. الشلو: العضو.

(9) أنساب الأشراف 5/ 191 وما بعدها.

(10) النفل: غنائم الحروب.

(11) البيان والتبيين 3/ 359.

(12) طلس: غبر، وهو يكني بغبرة الثياب عن قذارة نفوسهم وأنهم ليسوا أعفاء. يتظلم حقه: يظلمه إياه.

(13) البيان والتبيين 3/ 358.

(14) طبري 5/ 182 وتاريخ الدولة العربية لقلهوزن ص 235 وما بعدها.

(15) العقد الفريد 3/ 403 وما بعدها.

(16) المحبر ص 340.

(17) تاريخ الدولة العربية لقلهوزن ص 237.

(18) ديوان الفرزدق (طبعة الصاوي) ص 2.

(19) الديوان ص 106.

(20) الديوان ص 287.

(21) الديوان ص 887.

(22) ديوان جرير (طبعة الصاوي) ص 242.

(23) ابن الثري: كناية عن كثرة قومه فهم عدد الثري.

(24) السنور: السلاح. وهو يصف بذلك الفرس.

(25) الخز: الحرير. العصب: ضرب من الثياب النفيسة. منيرا: منسوجا بالقصب وله أهداب ووشي.

(26) الصبهبذ: لقب أمراء إيران.

(27) أغاني (دار الكتب) 13/ 89، 15/ 380 وما بعدها.

(28) الحيوان للجاحظ (طبع الحلبي) 7/ 75.

(29) البيان والتبيين 3/ 309.

(30) نفس المصدر 1/ 108 وأغاني (دار الكتب) 2/ 308.

(31) الشعر والشعراء 1/ 323.

(32) انظر ترجمته في أغاني دار الكتب 4/ 411 وما بعدها.

(33) أغاني 3/ 139 والديوان 1/ 316، 2/ 8، 3/ 250.

(34) أغاني 2/ 261.

(35) البيان والتبيين 3/ 225 والشعر والشعراء 2/ 583.

(36) قلهوزن ص 472 وفي مواضع متفرقة.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.