أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3353
التاريخ: 1-6-2022
1464
التاريخ: 7-03-2015
3539
التاريخ: 6-03-2015
3369
|
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة كان الله عز و علا قد رزقه الله الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعانيه و منحه الفطنة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه وخصه بالجبلة التي ردت لها أخلاف مادتها بسور العلم و معانيه و مرت له أطباء الاهتداء من نجدي جده و أبيه فجنى بفكرة منجبة نجاح مقاصد ما يقتفيه وقريحة مصحبة في كل مقام يقف فيه و كان يجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) و يجتمع الناس حوله فيتكلم بما يشفي غليل السائلين ويقطع حجج القائلين .
وروى الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله في تفسيره الوسيط ما يرفعه بسنده أن رجلا قال دخلت مسجد المدينة فإذا أنا برجل يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) و الناس حوله فقلت له أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم عرفة فجزته إلى آخر يحدث فقلت له أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم النحر .
فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فقلت أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فمحمد (صلى الله عليه واله) و أما المشهود فيوم القيامة أما سمعته يقول { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} [الأحزاب: 45] وقال تعالى {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } [هود: 103] سألت عن الأول فقالوا ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا ابن عمر و سألت عن الثالث فقالوا الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) و كان قول الحسن أحسن .
ونقل أنه (عليه السلام) اغتسل و خرج من داره في حلة فاخرة و بزة طاهرة و محاسن سافرة و قسمات ظاهرة و نفحات ناشرة و وجهه يشرق حسنا و شكله قد كمل صورة و معنى و الإقبال يلوح من أعطافه و نضرة النعيم تعرف في أطرافه و قاضي القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف و سار مكتنفا من حاشيته و غاشيته بصفوف فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته به معاطس أنوف و عده و آباءه و جده في إحراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد أنهكته العلة و ارتكبته الذلة و أهلكته القلة و جلده يستر عظامه و ضعفه يقيد أقدامه و ضره قد ملك زمامه و سوء حاله قد حبب إليه حمامه و شمس الظهيرة تشوي شواه و أخمصه تصافح ثرى ممشاه و عذاب عر عريه قد عراه و طول طواه قد أضعف بطنه و طواه و هو حامل جر مملوءا ماء على مطاه و حاله يعطف عليه القلوب القاسية عند مرآه فاستوقف الحسن (عليه السلام) و قال يا ابن رسول الله أنصفني فقال ع في أي شيء فقال جدك يقول الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و أنت مؤمن و أنا كافر فما أرى الدنيا إلا جنة لك تتنعم بها و تستلذ فيها و ما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني ضرها و أتلفني فقرها .
فلما سمع الحسن (عليه السلام) كلامه أشرق عليه نور التأييد و استخرج الجواب بفهمه من خزانة علمه و أوضح لليهودي خطأ ظنه و خطل زعمه وقال يا شيخ لو نظرت إلى ما أعد الله لي و للمؤمنين في الدار الآخرة مما لا عين رأت و لا أذن سمعت لعلمت أني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا في سجن ضنك و لو نظرت إلى ما أعد الله لك و لكل كافر في الدار الآخرة من سعير نار الجحيم و نكال عذاب المقيم لرأيت أنك قبل مصيرك إليه الآن في جنة واسعة و نعمة جامعة .
فانظر إلى هذا الجواب الصادع بالصواب كيف قد تفجرت بمستعذبه عيون علمه و أينعت بمستغربه فنون فهمه فيا له جوابا ما أمتنه و صوابا ما أبينه و خطابا ما أحسنه صدر عن علم مقتبس من مشكاة نور النبوة و تأييد موروث من آثار معالم الرسالة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|