المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05

Ethane Conformations
1-7-2019
أنتاج الميثانول
4-6-2018
تشويب البوليمرات المتعاقبة Doping of Conjugated Polymers
2024-05-21
الانبعاث الثانوي Secondary Emission
1-10-2021
Rudolf Emil Kalman
19-3-2018
السلطان طغرلبك والقائم بامر الله
27-12-2017


مكانة الإمام المجتبى ( عليه السّلام ) في آيات الذكر الحكيم  
  
1464   03:23 مساءً   التاريخ: 1-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص23-25
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت وعلوّ مقامهم العلمي والروحي وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد اللّه للإنسانية أن تتحلّى بها .

ويعود هذا الاتّفاق إلى جملة من الأصول ، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاص لأهل البيت ( عليهم السّلام ) من خلال النصّ على تطهيرهم من الرجس ، وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التي أتحف اللّه بها الإنسانية جمعاء ، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة للّه وخافوا عذاب اللّه وتحلّوا بخشية اللّه ، فضمن لهم الجنّة والنجاة من عذابه .

والإمام الحسن المجتبى ( عليه السّلام ) هو أحد أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب ، بل هو ابن رسول اللّه بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران ، وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث في سورة آل عمران في الآية 61  قوله تعالى :

{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].

وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت ( عليهم السّلام ) وهم : رسول اللّه وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، والأبناء هنا هما الحسنان بلا ريب .

وتضمّن هذا الحدث تصريحا من الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على اللّه ، ولهذا فهو يباهل بهم ، واعترف أسقف نجران أيضا قائلا :

« إني لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله »[1].

وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليتهم ، وأنّهم أحبّ الخلق إلى اللّه ورسوله ، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحد من العالمين .

ولم ينصّ القرآن الكريم على عصمة أحد غير النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) من المسلمين سوى أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين أراد اللّه أن يطهّرهم من الرجس تطهيرا[2] ، ولئن اختلف المسلمون في دخول نساء النبيّ في مفهوم أهل البيت فإنهم لم يختلفوا في دخول عليّ والزهراء والحسنين في ما تقصده الآية المباركة[3].

ومن هنا نستطيع أن نفهم السرّ الكامن في وجوب مودّتهم والالتزام بخطّهم ، وترجيح حبّهم على حبّ من سواهم بنص الكتاب العزيز[4] ، فإنّ عصمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) أدلّ دليل على أنّ النجاة في متابعتهم حينما تتشعّب الطرق وتختلف الأهواء ، فمن عصمه اللّه من الرجس كان دالا على النجاة وكان متّبعه ناجيا من الغرق .

ونصّ النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) - كما عن ابن عباس - بأنّ آية المودّة في القربى حينما نزلت وسأله بعض المسلمين عن المقصود من القرابة التي أوجبت على المسلمين طاعتهم قائلا : إنّهم عليّ وفاطمة وابناهما[5]  .

ولا يتركنا القرآن الحكيم حتى يبيّن لنا أسباب هذا التفضيل في سورة الدهر التي نزلت لبيان عظمة الواقع النفسي الذي انطوى عليه أهل البيت والإخلاص الذي تقترن به طاعتهم وعباداتهم بقوله تعالى : {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 9 - 12].

لقد روى جمهور المفسّرين والمحدّثين أنّ هذه السورة المباركة نزلت في أهل البيت ( عليهم السّلام ) بعد ما مرض الحسنان ، ونذر الإمام صيام ثلاثة أيام شكرا للّه إن برئا ، فوفوا بنذرهم أيّما وفاء ، وفاء فيه أروع أنواع الايثار ، حتى نزل قوله تعالى : {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا  يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } [الإنسان: 5- 7] فشكر اللّه سعيهم على هذا الإيثار والوفاء بما أورثهم في الآخرة ، وبما حباهم من الإمامة للمسلمين في الدنيا حتى يرث الأرض ومن عليها .

 

[1] نور الأبصار : 122 - 123 وراجع تفاسير الجلالين وروح البيان والكشّاف والبيضاوي والرازي ، وصحيح الترمذي : 2 / 166 ، وسنن البيهقي : 7 / 63 ، وصحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة ، ومسند أحمد : 1 / 85 ، ومصابيح السنة : 2 / 201 .

[2] الأحزاب ( 33 ) : 33 .

[3] راجع التفسير الكبير للفخر الرازي ، وتفسير النيسابوري ، وصحيح مسلم : 2 / 33 ، وخصائص النسائي : 4 ، ومسند أحمد : 4 / 107 ، وسنن البيهقي : 2 / 150 ، ومشكل الآثار : 1 / 334 ، ومستدرك الحاكم : 2 / 416 ، وأسد الغابة : 5 / 521 .

[4] قال تعالى في سورة الشورى الآية 23 مخاطبا رسوله الكريم : قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى . وقال في سورة سبأ الآية 47 : ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ .

[5] راجع التفسير الكبير والطبري والدرّ المنثور في تفسير آية المودّة




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.