المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الشعرُ يدين يزيد  
  
7844   03:05 مساءً   التاريخ: 23-6-2019
المؤلف : الشيخ عبد الوهاب الكاشي .
الكتاب أو المصدر : مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب
الجزء والصفحة : ص48-51.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016 3146
التاريخ: 28-3-2016 3527
التاريخ: 8-04-2015 3141
التاريخ: 29-3-2016 5717

ولا بأس أنْ نستمع إلى بعض ما نظمه الشاعر الكبير الاُستاذ بولس سلامة في (ملحمة الغدير) عن هذا المخلوق الحقير يزيد بن معاوية (لعنه الله) .

قال يخاطب المؤذّن :

رافـع الـصـوت داعياً للفلاح      اخفض الصوتَ في أذانِ الصباحِ

وتـرفّق بـصاحب العرش مش      غـولاً عن  الله بـالقيان الملاحِ

ألــف ( الله أكـبر) لا تساوي      بـيـن  كـفَّـي يزيد نهلة راحِ

تـتـلظّى في الكأس شعلةُ خمر      مـثـل أجّ اللهيبِ في المصباحِ

عـنست فـي الدنانِ بكراً فلمْ تد      نـسْ بـلـثـم و لا بماء قراحِ

إلى أنْ يقول مخاطباً معاوية :

يـا  بـن هند أبيت إلاّ يزيدا      رايـة لـلـرشادِ و الإصلاحِ

أنت رغم العيوبِ كالليل جنحا      قـطرة في هتونهِ الضحضاحِ

رغـم  آثامك الجسام ابن هند      أنـت مـنه كريشة في جناحِ

وإليك الآن نزراً قليلاً ممّا حفظه لنا التاريخ مِنْ شعر يزيد نفسه المعلن فيه بالكفر والإلحاد والمصرّح فيه بفسقه وفجوره واستهتاره بالمقدّسات . من باب : مِنْ فمك اُدينك .

قالوا : كان يقضي ليله ساهراً على موائد الخمر وفي مجلس الغناء فقيل له يوماً ـ وقد صاح المؤذن بصلاة الصبح : الله أكبر ـ : قم يا أمير المؤمنين إلى المسجد لأداء الصلاة . فأنشد يزيد قائلاً :

دعِ الـمـسـاجـدَ للعبادِ تسكنها      وقـفْ  على دكّةِ الخمّارِ واسقينا

مـا قـالَ ربُّكَ ويل للذي شربوا      بـلْ قـالَ ربُّـكَ ويل للمصلّينا

إنّ الذي شربوا في شربهم طربوا      إنّ الـمـصلّينَ لا دنيا و لا دينا

وطلع الفجر مِنْ ليلة وهو سكران مع الندماء والمغنّين ثمّ طرق سمعه نداء المؤذّن : حي على الصلاة فقال اللعين :

 مـعشرَ  الندمان قوموا      واسمعوا صوتَ الأغاني

واشـربوا  كـأس مدام      واتـركوا  ذكرَ المعاني

أشغلتني  نغمةُ العيدا      نِ عن صوت الأذانِ

وتعوّضت عن الحورِ      خـمـوراً  بـالدنانِ

وممّا يُنسب إليه أيضاً (لعنة الله عليه) قوله :

 أقولُ لصحب ضمتِ الكأسُ شملَهمْ      وداعـي صـبابات الـهوى يترنّمُ

خـذوا بـنصيب مِـنْ نعيم و لذّة      فـكلّ وإنْ طـالَ الـبقا يـتصرّمُ

وقال في حفل الترحيب بعبيد الله بن زياد (لعنه الله) قال وهو يخاطب ساقي الخمر :

اسـقني شربةً تروّي فؤادي      ثـمّ ملْ بعدها إلى ابن زيادِ

صاحبِ السرِّ والأمانةِ عندي      ولـتـسديدِ مغنمي وجهادي

قاتلِ  الخارجي أعني حسيناً      ومـبـيـدِ الأعداء والحسّادِ

وعلى هذا فهل يوجد في العالم دين وضمير وقانون يبيح لإنسان أنْ يعترف بيزيد بن معاوية إماماً لأمّة وقائداً لشعب وحاكماً مطلقاً على مجتمع إنساني فضلاً عن كونه خليفةً لرسول الله ونائباً عن خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله) ؟!

الجواب طبعاً : كلا وألف كلا . . . ومع غض النظر عمّا تقدّم نتساءل : هل كان الحسين (عليه السّلام) يسلم على حياته مِنْ يزيد لو بايعه وصالحه ؟!

الجواب : كلا ؛ بدليل أنّ الحسن (عليه السّلام) بايع لمعاوية ولمْ يسلم .

ولله درّ القائل :

 بأبي ابنُ فاطمة والسيفُ في يدهِ         أنّ ابنَ ميسونَ جهراً يعبد الوثنا

وقال الآخر مخاطبا الحسين (عليه السّلام) :

وتـرفّـعت يدُكَ الكريمةُ عن يد      لـمْ تـتّـخذ غيرَ الجريمةِ مأربا

شُـلّـت يـد ترضى ببيعةِ ظالم      طـاغ  وتخشى أنْ تثورَ وتغضبا

فـالموت فـي ظلِّ الكرامةِ منهل      عـذب  ومَـيت مَنْ يعيش معذّبا

يا صارمَ الحقّ الصريح تدارك ال      دنـيا  فـسيل البغي قد بلغ الزُّبا

بك نستعينُ على الطغاةِ و نزدري      بـالـنـائـباتِ و نستعيدُ تصلّبا

ونـقـودُ ركـب الحقّ لاستقلاله      حـتـماً وإنْ تكن المشانقُ مركبا

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.