أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3459
التاريخ: 28-3-2016
3470
التاريخ: 18-10-2015
3603
التاريخ: 7-5-2019
2442
|
فرض ابن سعد الحصار على الامام الحسين (عليه السلام) فأحاط بجميع الطرق مخافة أن يصل إليه أي امداد من الخارج وقد احكم هذه الجهة حتى صار من غير الممكن أن يلتحق أي أحد بمعسكر الامام أو يوصلهم بأي امداد.
وأخطر عملية قام بها ابن سعد احتلاله لنهر الفرات فقد صدرت إليه الأوامر المشددة من ابن مرجانة بمنع الماء عن الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه فلا يذوقوا منه قطرة واحدة كما صنع بعثمان بن عفان وارسل قوة عسكرية تتألف من خمسمائة فارس وقيل أربعة آلاف فارس بقيادة عمرو بن الحجاج فاحتلوا جميع الشرائع والأنهار المتفرعة من نهر الفرات وأوصدوا على الحسين وأصحابه باب الورود إلى الماء وفيما احسب أنه انما اتخذ هذا الاجراء القاسي الرهيب لما يلي :
أولا : الاضرار بمعسكر الامام حتى لا تكون عندهم أية قدرة أو مقاومة على الحرب فلا تصاب قواته بالخسائر.
ثانيا : سد الطريق امام من يحاول الالتحاق بالحسين عن طريق الماء .
ثالثا : المبالغة في التشفي والانتقام من الأسرة النبوية لما فعله المسلمون بعثمان يوم الدار حينما حوصر ومنعوا عنه الماء ولكن الحسين فيما اجمع عليه المؤرخون قد حمل الماء إليه حينما حوصر وقد تنكر الأمويون لهذه اليد التي اسداها الامام عليهم.
رابعا : ان ابن زياد كان يأمل بهذا الاجراء ان يستسلم الامام ويخضع لأوامره هذه بعض الأسباب التي دعت ابن مرجانة لإصدار اوامره باحتلال الفرات ومنع الماء عن الحسين وأصحابه.
ويقول المؤرخون : انه حيل بين الحسين وبين الماء قبل قتله بثلاثة أيام وكان اعظم ما عاناه الامام من المحن الشاقة مشاهدة اطفاله وحرائر الرسالة وهم يعجون من ألم الظمأ القاتل فقد كان الاطفال ينادون : الماء .. الماء
ولم يستطع الأطفال مقاومة العطش وكانوا ينظرون إلى الفرات وهو فياض بمائه فيزداد صراخهم وذاب قلب الامام رحمة وحنانا لذلك المشهد الرهيب فقد ذبلت شفاه اطفاله وذوى عودهم وجف لبن المراضع بينما ينعم اولئك الجفاة بالماء يقول أنور الجندي :
وذئاب الشرور تنعم بالماء وأهل النبي من غير ماء
يا لظلم الأقدار يظمأ قلب الليث والليث موثق الأعضاء
وصغار الحسين يبكون في الصحراء يا رب اين غوث القضاء
ان جميع الشرائع والمذاهب لا تبيح منع الماء عن الأطفال والنساء وخصوصا الشريعة الاسلامية فقد جعلت الناس جميعا شركاء في الماء والكلاء وسوغت الشرب من الانهار المملوكة حتى لو لم يأذن أربابها وكرهت أشد الكراهة ذبح الحيوان الأعجم عطشانا لكن الجيش الأموي لم يحفل بذلك واستباح جميع ما حرمته الشرائع والأديان.
لقد تنكر اولئك الجفاة لليد البيضاء التي أسداها الامام على مقدمة جيوشهم التي كانت تتألف من الف فارس بقيادة الحر لالقاء القبض على الامام والحصار عليه في البيداء وكان قد بلغ بهم العطش كل مبلغ حتى أشرفوا على الهلاك وكان باستطاعته أن يبيدهم عطشا فأبت مروءته ورحمته أن يعاملهم بالقسوة فأمر فتيانه وهو معهم فسقاهم عن آخرهم كما أمر بسقي خيولهم وترشيفها على أنه كان في حاجة إلى الماء لأنه في وسط الصحراء اللاهبة ولم يقدر اولئك الاجلاف هذه النجدة فحرموه من الماء وحرموا من كان في كنفه من سيدات أهل البيت واحفاد النبي (صلى الله عليه واله).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|