أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2022
10019
التاريخ: 6/10/2022
1913
التاريخ: 17-3-2016
4488
التاريخ: 19-10-2015
4082
|
و في الأمالي عن أبي عمارة المنشد عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال لي: يا أبا عمارة انشدني في الحسين بن علي (عليه السّلام)، فأنشدته، فبكى فما زلت أنشده و يبكي حتّى سمعت البكاء من الدار فقال: يا أبا عمارة من أنشد في الحسين فأبكى خمسين فله الجنّة إلى أن قال: و من أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنّة، و من أنشد فبكى أو تباكى فله الجنّة .
و عن زيد الشحّام قال: كنّا عند أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و نحن جماعة فدخل جعفر بن عفّان فأدناه إليه ثمّ قال: يا جعفر بلغني أنّك تقول الشعر في الحسين و تجيد؟
فقال: نعم جعلني اللّه فداك.
قال: قل، فأنشدته، فبكى و من حوله ثمّ قال: و اللّه شهدت ملائكة اللّه المقرّبون هاهنا يسمعون قولك في الحسين و لقد بكوا كما بكينا و أكثر، و لقد أوجب اللّه لك الجنّة .
و عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا (عليه السّلام) إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا و هتكت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا و أضرمت النيران في مضاربنا و انتهب ما فيه من ثقلنا و لم ترع لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) حرمة في أمرنا، إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا و أسبل دموعنا و أذلّ عزيزنا، يا أرض كربلاء أورثتينا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام، ثمّ كان أبي (عليه السّلام) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكا و كان الحزن يغلب عليه حتّى تمضي منه عشرة أيّام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه و يقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السّلام) .
و فيه أيضا عن الرّيان بن شبيب قال: دخلت على الرضا (عليه السّلام) في أوّل يوم من المحرّم فقال لي: أصائم أنت؟ فقلت: لا، فقال إنّ هذا هو اليوم الذي دعى فيه زكريا فقال: ربّ هب لي من لدنك ذريّة طيّبة فاستجاب اللّه له و نادته الملائكة أنّ اللّه يبشّرك بيحيى فمن صام هذا اليوم ثمّ دعى استجاب اللّه له كما استجاب لزكريا، يابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين [بن علي بن أبي طالب] فإنّه ذبح كما يذبح الكبش و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا و لقد بكت السماوات السبع و الأرضون لقتله و لقد نزل إلى الأرض الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونوا من أنصاره و شعارهم يالثارات الحسين، يابن شبيب، لمّا قتل جدّي الحسين أمطرت السماء دما و ترابا أحمر، يابن شبيب إن بكيت على الحسين حتّى تصير دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا و إن أسرّك أن تلقى اللّه عزّ و جلّ و لا ذنب عليك فزر الحسين (عليه السّلام) و إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنّة مع النبيّ و آله صلوات اللّه عليهم فالعن قتلة الحسين، و إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما، و إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات من الجنان فاحزن لحزننا و افرح لفرحنا و عليك بولايتنا فلو أنّ رجلا تولّى حجرا لحشره اللّه معه يوم القيامة .
و عن أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السّلام) فقال: انشدني فأنشدته فقال: لا كما تنشدون و كما ترثيه عند قبره فأنشدته، فلمّا بكى أمسكت فقال: مر فمررت، فبكى و بكت السماء، فلمّا سكتن قال: يا أبا هارون من أنشد في الحسين فأبكى عشرة إلى أن بلغ الواحد فله الجنّة .
و عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام): لكلّ شيء ثواب إلّا الدمعة فينا، يعني ليس له ثواب مقرّر بل ثوابه لا يحصى.
و عن ابن عبّاس قال: قال عليّ (عليه السّلام) لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله): إنّك لتحبّ عقيلا؟
قال: إي، و اللّه إنّي لأحبّه حبّين حبّا له و حبّا لحبّ أبي طالب له و أنّ ولده المقتول في محبّة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين و تصلّي عليه الملائكة المقرّبون .
و عن أبي هارون المكفوف قال: قال لي أبو عبد اللّه (عليه السّلام): انشدني في الحسين فأنشدته فقال: انشدني كما تنشدون- يعني بالرّقة- فأنشدته، فبكى و سمعت البكاء من خلف الستر .
أقول: الرّقة بالكسر و يراد به الخون و هو عبارة عن الإنشاد بالصوت كما هو المتعارف في هذه الأعصار و ما قبلها، و من ثمّ استثنى فقهاءنا رضوان اللّه عليهم من الغنا مراثي الحسين (عليه السّلام).
و عن مسمع كردين قال: قال لي أبو عبد اللّه (عليه السّلام): أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين؟ قلت: لا أنا رجل مشهور من أهل البصرة و عندنا من يتّبع هوى هذا الخليفة و أعداءنا كثيرة قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: بلى.
قال: فتجزع؟
قلت: إي و اللّه حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ.
قال: أمّا أنّك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا إنّك سترى عند موتك حضور آبائي لك و وصيّتهم ملك الموت بك و ما يلقونك به من البشارة ما تقرّ به عينك، فملك الموت أرقّ عليك من الأمّ الشفيقة على ولدها ثمّ قال: يا مسمع إنّ الأرض و السماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا و ما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا و ما بكى أحد رحمة لنا إلّا رحمه اللّه قبل أن يخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خدّه. فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت في جهنّم لأطفأت حرّها و أنّ الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض، و أنّ الشارب منه ليعطى من اللّذة و الطّعم و الشهوة له أكثر ممّا يعطاه من هو دونه في حبّنا، و أنّ على الكوثر أمير المؤمنين و في يده عصاء من عوسج يحطّم بها أعداءنا فيقول الرجل منهم إنّي أشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى إمامك فلان فسأله أن يشفع لك فيقول: يتبرّأ منّي إمامي الذي تذكره فيقول ارجع إليه و اسأله الشفاعة، فيقول: إنّي أهلك عطشا فيقول: زادك اللّه عطشا، قلت: و كيف يقدر على الدنوّ من الحوض و لم يقدر عليه غيره؟
قال: ورع عن أشياء قبيحة و كفّ عن شتمنا إذا ذكرنا و ليس ذلك لحبّنا ولكن لشدّة اجتهاده في عبادته و تديّنه، فأمّا قلبه فمنافق و دينه النصب و ولاية الماضين و تقدّمه لهما على كلّ أحد، انتهى ملخّصا.
و عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام): إنّ البكاء و الجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء على الحسين، فإنّه فيه مأجور.
و عن عبد اللّه بن بكر قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام): لو نبش قبر الحسين بن علي هل كان يصاب في قبره شيء؟
فقال: ما أعظم مسائلك، إنّ الحسين بن عليّ و امّه و أخيه في منزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و معه يرزقون و يحبرون و انّه لعن يمين العرش متعلّق به يقول: يا ربّ انجز لي ما وعدتني، و إنّه لينظر إلى زوّاره و من يبكي له فيستغفر له .
و في بحار الأنوار: روى أنّه لمّا أخبر النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) ابنته فاطمة بقتل ولدها بكت بكاء شديدا و قالت؛ يا أبت فمن يبكي عليه و من يلتزم بإقامة العزاء له؟
فقال (صلّى اللّه عليه و اله): يا فاطمة إنّ نساء امّتي يبكون على نساء أهل بيتي و رجالهم يبكون على رجال أهل بيتي و يجدّدون العزاء جيلا بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء و أنا أشفع للرّجال و كلّ من بكى على مصاب الحسين أخذنا بيده و أدخلناه الجنّة، يا فاطمة كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا عين بكت على مصاب الحسين (عليه السّلام) فإنّها ضاحكة مستبشرة .
و في ذلك الكتاب أيضا: أنّه حكي عن السيّد الحسيني قال: كنت مجاورا في المشهد الرضوي، فلمّا كان يوم عاشوراء قرأ رجل من أصحابنا مقتل الحسين فوردت رواية عن الباقر (عليه السّلام) إنّه قال: من ذرقت عيناه على مصاب الحسين (عليه السّلام) و لو مثل جناح البعوضة غفر اللّه له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر، و كان في المجلس معنا جاهل مركّب يدّعي العلم و لا يعرفه فقال: هذا ليس بصحيح و العقل لا يعتقده فنام تلك الليلة و رأى في المنام كأنّ القيامة قامت و حشر الناس و أسعرت النيران فإذا هو يطلب الماء عطشا و إذا بحوض طويل عريض فقال:
هذا هو الكوثر و إذا عند الحوض رجلان و امرأة أنوارهم تشرق على الخلائق و هم مع ذلك لابسون السواد محزونون، فسألت عنهم فقيل لي: هذا رسول اللّه و هذا أمير المؤمنين و هذه فاطمة الزهراء و هم محزونون لأنّه يوم عاشوراء فدنوت إلى فاطمة (عليها السّلام) و قلت: إنّي عطشان فنظرت إليّ شزرا و قالت لي: أنت الذي تنكر فضل البكاء على مصاب الحسين؟
قال: فانتبهت من نومي فزعا مرعوبا و استغفرت اللّه كثيرا و ندمت على ما كان منّي، و أتيت أصحابي و أخبرتهم برؤياي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|