أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-5-2019
1946
التاريخ: 28-3-2016
3383
التاريخ: 5-7-2022
1790
التاريخ: 16-7-2022
1796
|
استجاب الزعيم الكبير يزيد بن مسعود النهشلي إلى تلبية نداء الحقّ فاندفع بوحي مِنْ إيمانه وعقيدته إلى نصرة الإمام فعقد مؤتمراً عاماً دعا فيه القبائل العربية الموالية له وهي :
1 ـ بنو تميم.
2 ـ بنو حنظلة.
3 ـ بنو سعد.
ولمّا اجتمعت هذه القبائل انبرى فيهم خطيباً فوجّه خطابه أولاً إلى بني تميم فقال لهم : يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم؟ وتعالت أصوات بني تميم وهي تعلن ولاءها المطلق وإكبارها له قائلين بلسان واحد : بخٍ بخٍ! أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر ؛ حللت في الشرف وسطاً وتقدّمت فيه فرطاً , وسرّه تأييدهم فانطلق يقول : إنّي جمعتكم لأمر اُريد أنْ اُشاوركم وأستعين بكم عليه , واندفعوا جميعاً يظهرون له الولاء والطاعة قائلين : إنّا والله نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأى فقل حتّى نسمع ؛ وتطاولت الأعناق واشرأبت النفوس لتسمع ما يقول الزعيم الكبير وانبرى قائلاً : إنّ معاوية مات فأهون به والله هالكاً ومفقوداً ألا إنّه قد انكسر باب الجور والإثم وتضعضعت أركان الظلم وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمراً ظن أنّه قد أحكمه وهيهات الذي أراد! اجتهد والله ففشل وشاور فخذل وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين ويتأمّر عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم وقلّة علم لا يعرف مِن الحقّ موطأ قدميه فاُقسم بالله قسماً مبروراً لَجهاده على الدين أفضل مِنْ جهاد المشركين وهذا الحُسين بن علي وابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه وقرابته يعطف على الصغير ويُحسن إلى الكبير فأكرم به راعي رعية وإمام قوم وجبت لله به الحجّة وبلغت به الموعظة فلا تعشوا عن نور الحقّ ولا تسكعوا في وهد الباطل فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ونصرته والله لا يقصّر أحدكم عن نصرته إلاّ أورثه الله الذلّ في ولْده والقلّة في عشيرته , وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها وادّرعت لها بدرعها , مَنْ لمْ يُقتل يمت ومَنْ يهرب لمْ يفت فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب.
وحفل هذا الخطاب الرائع بأمور بالغة الأهمية وهي :
أولاً : الاستهانة بهلاك معاوية وإنّه قد انكسر بموته باب الظلم والجور.
ثانياً : القدح في بيعة معاوية ليزيد.
ثالثاً : عرض الصفات الشريرة الماثلة في يزيد مِن الإدمان على الخمر وفقد الحلم وعدم العلم وعدم التبصّر بالحقّ.
رابعاً : الدعوة إلى الالتفات حول الإمام الحُسين (عليه السّلام) ؛ وذلك لما يتمتّع به مِن الصفات الشريفة كأصالة الفكر وغزارة العلم وكبر السنّ والعطف على الكبير والصغير وغير ذلك مِن النزعات الكريمة التي تجعله أهلاً لإمامة المسلمين.
خامساً : إنّه عرض للجماهير عن استعداده الكامل للقيام بنصرة الإمام والذبّ عنه.
ولمّا أنهى الزعيم العظيم خطابه انبرى وجهاء بني حنظلة فأظهروا الدعم الكامل له قائلين : يا أبا خالد نحن نبلُ كنانتك وفرسان عشيرتك ؛ إنْ رميت بنا أصبت وإنْ غزوت بنا فتحت , لا تخوض والله غمرة إلاّ خضناها ولا تلقى والله شدّة إلاّ لقيناها ؛ ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت.
وكان منطقاً مشرّفاً دلّ على تعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه وقام مِنْ بعدهم بنو عامر فأعربوا عن ولائهم العميق له قائلين : يا أبا خالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك ؛ لا نرضى إنْ غضبت ولا نبقى إنْ ظعنت والأمر إليك فادعنا إذا شئت , وأمّا بنو سعيد فأظهروا التردد وعدم الرغبة فيما دعاهم إليه قائلين : يا أبا خالد إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال يوم الجمل فحمدنا أمرنا وبقي عزّنا فينا فأمهلنا نراجع المشورة ونأتيك برأينا , وساءه تخاذلهم فاندفع يندّد بهم قائلاً : لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبداً ولا زال سيفكم فيكم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|