أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2022
1477
التاريخ: 2023-06-06
1658
التاريخ: 17-11-2020
2130
التاريخ: 2024-03-30
865
|
ان مسألة تربية الشباب واصلاحهم هي من الواجبات التي تقع على عاتق الوالدين ومن الضرورات الفردية والاجتماعية، وان الاستمرار على الطريق المنحرف الذي اعتادوه امر ليس من السهل غض النظر عنه في هذه المرحلة من العمر الموسومة بالتكون والتشكل يجب ان لا نتساهل مع الانحراف لأن الحياة التي نقوم على اسس خاطئة ستتطور حتما وبالتالي نراهم جناة محترفين يوقعون الضرر بأنفسهم وبالناس خصوصاً ان اغلب الانحرافات التي تصحبها عملية التلذذ، سرعان ما يعتادها الفرد وبالتالي يصعب عليه التخلص منها.
• امكانية الاصلاح:
هل يمكن اصلاحهم ام لا؟ ان وجهة نظر التربية تجيب بنعم، ومن رؤية اسلامية انها امر مقبول وان الجهود المبذولة من قبل الاباء والمربين قادرة على احداث تغييرات سلبية او ايجابية.
ويكون هذا الامر في السنين الاولى ممكنا واكثر عملية منم في السنين المتقدمة، لأن اخلاق الانسان في حال تشكل وأن جذور الانحراف غير راسخة عندهم ولهذا فان الاصلاح ممكن كلما كانت سنين العمر اقل.
ان الميول المخفية لدى المنحرفين وحالات العنف والسلوك غير المستقيم قابل للإصلاح والعلاج، ومن اجل بناء انسان منسجم وفعال نزيه او عادي جداً يشترط ان نوفر مربين ذوي خبرة عالية، فالإنسان البالغ وبحكم الشرع يجب عليه ابعاد نفسه عن الذنوب والانحرافات، لكن الاباء والمربين يقع على عاتقهم ايضاً واجب المساعدة وتوفير الظروف والامكانيات اللازمة. وهذا الامر بالنسبة للفتيات اكثر ضرورة لأن انحرافاتهن اكثر خطورة لعلاقتهن المستقبلية بالأجيال القادمة، اذ يمسين أمهات وزوجات. وفي كل الاحوال ان الاولاد والبنات على حد سواء يحتاجون الى الاصلاح لكي يتمكنوا من اكمال مسيرة الحياة والثبات فيها.
• أساليب الاصلاح:
ما هي السبل التي نسلكها لإصلاح الشباب وما هي الضوابط فيها؟ لقد حاول اصحاب الرأي اعطاء اجابات لهذه الاسئلة من خلال البحوث والتجارب ومنها ما يلي:
الف: الاهتمام بشخصية الشباب: ان الذين يقدمون على الخطيئة هم في الغالب اولئك الذين يشعرون بالذلة ولهذا فان الاصلاح - يجب ان يتوجه الى هذه الناحية وكالاتي:
١- احياء الشخصية: علينا منذ البداية ان نحيي الامل في نفوسهم ونمنحهم الاحساس بالكرامة والاحترام الكافي بحيث يشعرون انهم اكرم من ان يلوثوا انفسهم بالخطيئة المفسدة. وبتأثير هذه الاجواء سيعود الشاب الى ذاته وتستيقظ نزعة احترام النفس.
ان الاجواء الملوثة واصدقاء السوء غالباً ما يكونوا سبباً للانحراف اذ ينسون الانسان احترامه لنفسه. ولهذا فان النصائح والمحاضرات وتنبيهات المربين سوف لن تكون بدون اثر، اذ سنلاحظ ان هؤلاء يأوون الى رشدهم بعد فترة.
٢- تقوية الضمير: من الضروري في التربية والاصلاح ان نحرك الضمائر النائمة والمخدرة لأنه جزءاً فطرياً في الانسان لا يمحى بداً لكنه ينسى.
فالمنحرفون تضعف ضمائرهم نتيجة للإيحاءات الخاطئة، لذلك فان في ذوات هؤلاء ثمة فراغ يمكن ملئه من خلال النصائح والتعليمات والتعليم، حتى نصل الى ما نريده من تحريك هذا الضمير بمجرد ان نضغط. فان ضمائر هؤلاء تتحرك وخصوصاً عند من لم يغرقوا في الانحراف فندفعه ليحاكم اعماله ويسأل نفسه عن الاخطاء. وعن طريق ايقاظ الضمائر يمكن ان نسيطر على السلوكيات والرغبات وان نسوق الشباب باتجاه اهداف سامية.
3- قبول المنحرفين: حينما يرتكب الشباب بعض الاخطاء فعلينا ان لا نصدر ادانة ضدهم بسرعة ونعتبرهم في عداد المرفوضين، دون أن نسألهم عن الاسباب او ان نتعرف على احوالهم. وان الرفض حتماً لا يصلح اي انحراف او يعالج اي عيب، ونادراً ما تحصل ظروف تعيده الى الصواب.
وفي كل حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) لم نر غير حالة واحدة قام فيها بطرد الناس وهي حالة تخلّف الثلاثة عن الجهاد وأن هذه الحالة انطوت على مصلحة للإسلام.
ان الشباب المطردون اثر سوء التصرف علينا ان نسعى الى اجتذابهم مرة اخرى بعد ان ننبهم الى الاخطاء. وان ندموا فلنقبل توبتهم ونسمح لهم ببدء حياة جديدة.
٤- الاشادة بالصفات الحميدة: ان الشباب الذين ينزلقون لم يكونوا بلا حسنات بصورة مطلقة، بل ان بعضهم ذوي صفات حميدة. ولأجل ازالة الانحراف فان احد الطرق الى ذلك هو الاشادة بالصفات الحميدة، كما يفترض بنا ان ننتقد الصفات السيئة بدون الاشارة المباشرة، ثم السعي لحل المشكلات.
ب - المحيط: نحن نعلم ان المحيط مؤثر الى درجة كبيرة، فالمحيط الملوث يصيب الناس بالتلوث، كما ان التسليات المرضية تؤدي الى شلل العقل وتلغي التسامي النفسي. ان الصناعة الآلية وازدياد ساعات الاستراحة وتكاثر ادوات التجميل والرفاه الواسع والاحساس بالضياع، ان كل ذلك يشكل جواً للمفاسد وان هناك الكثير من المشاكل تنشأ عن هذه الاجواء، وان الانتباه الى المحيط يتم وفق ما يلي:
١- اصلاح محيط العائلة: من اجل اصلاح الشباب وهدايتهم منذ البداية يجب ان نشرع من محيط الاسرة، اذ ان الكثير من المجرمين نشأت نزعتهم الاجرامية من داخل الاسرة او العقد التي تتولد فيها.
فهؤلاء الذين ولدوا في عائلات منحرفة او انهم لم ينالوا تربية سليمة وصالحة ثم اكتشفوا عالم الانحراف ولابد من البدء بإصلاح أسرهم كما يلي:
- علاج الامراض النفسية والاختلالات في شخصياتهم فالآباء يجب ان لا يسعوا لتثبيت شخصياتهم فقط.
- علاج الادمان عند الوالدين.
- يجب ازالة الفقر الناشئ عن الاهتمام بالذات والكسل.
- ان لا يسعى الاباء لبث الخصومة بين الابناء .
٢- اشاعة المحبة: المحبة اساساً هي اصل السعادة للإنسان ومفتاح التفاهم بين البشر وطريق الحصول على الاحترام ورعاية حقوق الاخرين فقلب المنحرف المنكسر وارادته المتزلزلة يمكن ان تعالج بدواء هو المحبة وان نمنحه الأمل في المستقبل، واذا انتشرت المحبة على مستوى العالم وبين الشعوب طبقاً لضوابط معينة فيمكن ان تعيش البشرية في خلالها، وان يأمن الناس بعضهم بعضاً وتزول الكراهية وتبعاً لها تزول الصراعات والحروب، ويحل محلها الامان والمحبة والطهارة في المجتمعات.
يجب ان يصاغ المحيط العاطفي بطريقة تشعر المنحرفين بالمحبة وتشبع حاجتهم اليها. نحن لا ندعي بأن منشأ كل الانحرافات هو نوع من فقدان المحبة ولكننا نقول ان كثير من علل الانحراف تنتهي اليها.
٣- الفرز: احياناً ينشأ الانحراف عن اسباب اخرى وهي أن الشباب يقدمون عهود لبعضهم البعض بان يتعاونون الى منتهى قدراتهم وبعدها يستحون من التخلى عن هذه العهود، وفي مثل هذه المواقع علينا ان نقطع العلاقة ولو بطريقة تغيير محيط الحياة لهؤلاء، وان نفرض القطيعة بواسطة تغيير المنزل والمدرسة وأن نراقب بدقة كافة تحركات هؤلاء وعلاقاتهم لأن هذه الانواع تنتشر في المجتمع بسرعة.
ج - توفير فرص العودة: في المواضع اللازمة علينا ان نخلق فرص العودة والاحساس بالهدوء لهؤلاء من خلال الخطوات التالية :
١- توفير فرص العمل والتسلية: لابد من تهيئة طرق تسلية مفيدة امام المنحرفين او فرص عمل ذات منافع واضحة لكي نقطع عليهم فكرة العودة الى الانحراف، فالتسلية تشغل الاعضاء والذهن ايضاً في الخيالات فيبتعدوا عن مسببات الانحراف.
ان توفير العمل المناسب ان لم يكن ممكنا فيمكن القيام بتسليات سليمة يملأ فيها الفراغات تحت اشراف المربين او بعض الاشخاص من ذوي اللياقة من قبيل التمشي ولعب كرة المنضدة وتسلق الجبال والركض بحيث لا نترك فسحة فراغ تهدد بالعودة الى الانحراف.
٢- مراكز التربية: احياناً يصل الانحراف الى درجة الدخول الى السجن والاعتقال، وهنا لابد من الفصل بين ذوي الاعمار الصغيرة عمن سواهم، وان يوضعوا تحت اشراف المربين الخيرين المخلصين في مراكز الاصلاح (التأديب).
وطبعاً يجب ان لا ننسى عدم السماح بتطور الاوضاع الى حد صدور احكام قاسية عليهم، واذا كان لابد من السجن فمن الافضل ان يقوم الاباء باعتقالهم في المنزل او خلق ظروف تجبرهم على اعادة حساباتهم والتأمل في الاخطاء التي ارتكبوها.
السجون عموماً تشتمل على اجواء غير سليمة لوجود مجرمين محترفين فيها قد يعلمون الشباب مزيداً من الطرق الفاسدة، ويملؤا اذهانهم بالأفكار غير الصحيحة. كما ان السجون تترك اثاراً سيئة على شخصية الانسان يستعصى محوها، قد تؤدي الى ضياع فرص مستقبلية منهم. علينا ان نوفر جوا اجتماعيا ملؤه المحبة والمراعاة ويمكنه من الاطلاع على انماط حياة سليمة عند الاخرين، لنصل بعد ذلك الى اعادته الى الحياة الطبيعية مجدداً.
٣- الانتفاع من قدراتهم للإصلاح: عند السعي لإصلاحهم لا يدفن الانتباه الى ضرورة عدم تحولهم الى الحالة السلبية، بل لابد من الانتفاع من قواهم في ذلك.
وعلى طريق الوصول الى هذا الهدف، لابد من تحريك عقولهم واراداتهم والانتفاع من تجاربهم وما سمعوه ووعوه، ثم مدى ايمانهم بالغيب وحبهم لذواتهم، وأخيراً دفعهم لمحاولة حل مشاكلهم بأنفسهم.
كما يمكن تقوية شخصياتهم والتفكير بأخطائهم وأن يدركوا انهم سباباً ينتمون الى هذا المجتمع وبإمكانهم اعادة بناء ذواتهم ليصبحوا نافعين عليهم ان يدركوا انهم اناس مختارين ولديهم كامل القدرة لخلق السعادة او التعاسة لأنفسهم. وعليهم ان يسيطروا على تصرفاتهم وأن لم يفعلوا فليعلموا ان الله ناظر ومراقب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|