أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-02-2015
1938
التاريخ: 23-02-2015
5653
التاريخ: 18-02-2015
2221
التاريخ: 18-02-2015
14547
|
الادغام ضرب من التأثير الذي يقع في الأصوات المتجاورة ، وهو لا يكون الا في نوعين من الأصوات :
أ ـ ان يكون الصوتان مثلين كإدغام الكاف في الكاف في مثل :
سُكْكَر = سُكَّر .
2 – ان يكون الصوتان متقاربين كإدغام اللام في الراء من :
قل رب (أي انك تنطقها هكذا : قرب ).
والصرفيون يهتمون بالنوع الأول وهو إدغام المثلين ، وهناك تفصيل شامل للنوع الثاني لدى علماء القراءات .
ومعنى الإدغام انك تنطق بحرفين من مخرج واحد دفعة واحدة بحيث يصيران حرفاً مشدداً ، أي ان الإدغام هدفه التخفيف ؛ وقد التفت القدماء الى ؛ قال ابن جني " والمعنى الجامع لهذا كله تقريب الصوت من الصوت ألا ترى أنك في (قطع) ونحوه قد أخفيت الساكن الأول في الثاني حتى نبا اللسان عنهما نبوة واحدة ، وزالت الوقفة التي كانت تكون في الأول لو أدغمته في الآخر ، الا ترى أنك لو تكلفت ترك إدغام الطاء الأولى لتجشمت
ص203
لها وقفة عليها تمتاز من شدة ممازجتها للثانية بها ، كقولك : قطْطَع وسُكْكَر ، وهذا إنما تحكمه المشافهة به ، فإن أنت أزلت تلك الوقيفة والفترة على الأولى خلطه بالثاني فكان قربه منه وإدغامه فيه أشد لجذبه إليه وإلحاقه به ". – (الخصائص 2/ 140).
والإدغام ثلاثة أقسام :
أ ـ واجب .
ب ـ جائز .
ج ـ ممتنع .
وذلك كله يتوقف على شكل الحرفين المثلين ، ذلك انهما لا يخرجان على ثلاث صور:
1 – ان يكون الأول متحركاً والثاني ساكناً .
2 – ان يكون الأول ساكنا والثاني متحركاً .
3 – ان يكون الاثنان متحركين .
والآن ، نعرض لأحكام الإدغام في كل صورة من هذه الصور .
أولا : إذا تحرك الأول وسكن الثاني :
هذه الصورة يمتنع فيها الإدغام سواء أكان الحرفان في كلمة واحدة أم في كلمتين ، مثل:
مررت : يمتنع إدغام الراءين لتحرك الأولى وسكون الثانية .
ص204
يسأل المدرس : يمتنع إدغام اللام (من يسأل) في اللام (من المدرس) لتحرك الأولى وسكون الثانية .
ثانياً : اذا سكن الأول وتحرك الثاني :
هذه الصورة يجب فيها الإدغام سواء كان الحرفان في كلمة واحدة ام في كلمتين ، مثل:
كببر = كبر ، سللم = سلم
لم يخرج جمال . (تدغم جيم يخرج في جيم جمال).
لم يكتب بالقلم . (تدغم باء يكتب في باء الجر ).
_ اذا كان المثلان في كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة امتنع الإدغام ، مثل :
يسمو وائل : الواو الأولى حرف ساكن لأنه حرف مد وقد وقع في آخر الكلمة الأولى ، ولذلك يمتنع إدغامها في واو وائل .
يأتي ياسر : يمتنع إدغام ياء يأتي في ياء ياسر لأن الأولى حرف مد في آخر الكلمة الأولى .
ثالثاً : اذا تحرك الحرفان :
هذه الصورة يتردد فيها الإدغام بين الوجوب الجواز وفقاً لشروط نعرضها على النحو التالي .
1 – ان يكون الحرفان في كلمة واحدة ، وهنا يجب الإدغام ، مثل :
شَدَدَ = شَدَّ
ص205
ملل = مل .
حبب = حب .
_ فإن كانا في كلمتين جاز الإدغام ، مثل .
جعل لك : اللام الأولى والثانية متحركتان ، لكن لما وقعتا في كلتين صار إدغامهما جائزا لا واجباً .
_ فإن كانا في كلمتين ، وكان الحرف قبلهما ساكنا غير لين امتنع الإدغام مثل :
شهر رمضان : الراء الاولى والثانية متحركتان ، وقد وقعتا في كلمتين ، والحرف الذي قبلهما هو الهاء وهو حرف ساكن غير لين ، ولذلك يمتنع الإدغام .
2- ألا يكون الحرف الأول في صدر الكلمة ، مثل :
ددن : يمتنع إدغام الدال الأولى في اللام الثانية لوقوع الأولى في صدر الكلمة . (الددن: اللعب ).
_ إذا كان الحرف الأول تاء زائدة في فعل ماض مبدوء بتاء جاز إدغامهما رغم وقوع الأولى في صدر الكلمة ، مثل :
تتلمذ تتابع : هذان الفعلان أولهما تاء زائدة ، وبعدها تاء اصلية هي فاء الفعل (وزن الأول تفعلل ، والثاني تفاعل ) ، والفعلان ماضيان لذلك يجوز إدغام التاء الأولى في الثانية ، اي ان الحرف الأول من الفعل يصير مشدداً ، والحرف المشدد أوله ساكن ، والعربية لا تبدأ بساكن ،
ص206
وإذن لا بد من اجتلاب الف وصل ، فتقول :
أتلمذ ، اتابع .
3 – ألا يكون الحرف مدغما فيه حرف سابق عليه ، مثل :
قرر : هذا الفعل فيه ثلاث راءات ، الاولى ساكنة والثانية متحركة ، أدغمت الأولى في الثانية وجوباً ، وراء ثالثة ، أي أن عندنا راءين متحركتين ، وفي هذه الصورة يمتنع الإدغام لأن الأولى دخلت في إدغام ، ومن المستحيل إدغام الراءات الثلاث.
4 – ألا يكون الحرفان في وزن ملحق بغيره ، مثل :
جلبب : اقعنسس : الفل الأول فيه باءان متحركتان ولكنه ملحق بوزن وحرج ، والفعل الثاني فيه سينان متحركتان ، وهو ملحق بوزن احرنجم . وفي هذه الصورة يمتنع الإدغام ، لأنا لو أدغمنا الحرفين ضاع الوزن الذي ألحقنا كلا منهما به .
5 – ألا يكون الحرفان في اسم على وزن (فَعَل) ، مثل :
مدد ، ملل : هذان الحرفان يمتنع فيهما الإدغام لوقوعهما في اسم على وزن (فَعَل) بفتح الفاء والعين .
6 – ألا يكون الحرفان في اسم على وزن (فُعُل) ، مثل :
سرر ، ذلل : يمتنع الإدغام لوقوع المثلين المتحركين في اسم على (فُعُل) بضم الفاء والعين .
ص207
7 – ألا يكون الحرفان في اسم على وزن (فعل) ، مثل :
لم ، كلل : يمتنع الإدغام لوقوعهما في اسم على وزن (فعل) بكسر الفاء وفتح العين .
8 – ألا يكون الحرفان في اسم على وزن (فُعَل) ، مثل :
دُرَر ، جُدَد : يمتنع الإدغام لوقوعهما في اسم على وزن (فُعَل) بضم الفاء وفتح العين .
9- ألا تكون حركة الحرف الثاني حركة عارضة ، مثل :
اكفف الشر : فعل الأمر (اكفف ) في آخره فاءان ، والواجب ان تكون الفاء الثانية ساكنة لأن الفعل مبني على السكون ، لكن هذه الفاء تحركت تخلصاً من التقاء الساكنين إذ أن الكلمة التي بعدها (الشر) تبدأ بساكن ، وإذن عندنا فاءان متحركتان ، لكن حركة الفاء الثانية ليست حركة أصلية وإنما هي حركة عارضة ، وعليه فإن الإدغام ليس واجباً وإنما هو جائز ، فنقول :
أكفف الشر أو كف الشر .
10- ألا يكون الحرفان ياءين بشرط ان يكون تحريك ثانيهما لازما ، مثل :
لن يحيي ، ورأيت محييا : الفعل (يحيي) فيه ياءان والثانية لازمة التحريك لأنه منصوب بلن ، والاسم
ص208
(محييا) في آخره ياءان ، والثانية لازمة التحريك لأنه منصوب بكونه مفعولاً به ، وفي هذه الصورة يمتنع الإدغام .
_ اما اذا كان الفعل ماضياً فإنه يجوز الإدغام ، مثل :
حيي ، عيي : يجوز فيه الفك كما يجوز الإدغام ، فنقول : حي – عي :
11 – ألا يكون الحرفان تاءين في (افتعل) ، مثل :
اقتتل ، استتر : هذان الفعلان فيهما تاءان ، إحداهما تاء اصلية في الفعل والثانية تاء الافتعال ، وفي هذه الصورة لا يكون الإدغام واجباً وإنما هو جائز ، بل إن الإدغام فيه قليل ، وعند الإدغام نقول :
قتل ، ستر . ومع الإدغام قد يختلط وزن (افتعل) بما هو على وزن (فعل) ، ولكن اللغويين يفرقون بينهما في المضارع فيقولون إن مضارع (افتعل) الذي حدث فيه إدغام يكون : يقتل ، يستر ، بفتح حرف المضارعة ، اما مضارع (فعّل) فيكون :
يقتل ، يستر ، بضم حرف المضارعة .
_ هناك صورة أخرى يجوز فيها الإدغام :
أن يكون الفعل مضارعاً مضعفاً مجزوماً بالسكون ، أو فعل أمر مبنياً على السكون مثل:
لم يمرر ، يجوز فيه الفك ويجوز الادغام فتقول : لم يمر ، وكذلك في الأمر ، تقول : أمرر أو مر .
_ وهناك صورة يجب فيها الفك :
أن تكون الكلمة على صيغة (أفعل به ) مثل :
أحبب به ، وأشدد بعزيمته : فلا يجوز الإدغام في أحبب ولا في أشدد .
هذه هي الأحكام الخاصة بإدغام المثلين . أما إدغام المتقاربين وهما الحرفان اللذان ينطقان من مخرجين متقاربين فإن الصرفيين لم يهتموا بهذا النوع من الإدغام ، غير أن هناك رصداً طيباً له في كتب القراءات ، ونقدم لك منها هذه الأمثلة .
1- النون الساكنة :
أ ـ تدغم بلا غنة في اللام والراء ، مثل : من لم ومن رأى .
وتدغم بغنة في الياء والميم والواو .
ب ـ لا يجوز إدغامها مع العين والغين والحاء والخاء والهاء والهمزة ، لبعد مخرج النون من مخرجها .
ج ـ تقلب النون ميما عند اتصالها بباء ، مثل :
أنبئهم ، (نقرأها : أمبئهم ).
2- الباء مع الفاء : مثل قراءة ابي عمرو والكسائي في :
" وإن تعجب فعجب " ، " أذهب فإن لك ."
ص210
3 – التاء مع الثاء ، والجيم والظاء ، والسين ، والصاد ، نحو :
" بعدت ثمود " ، " كذبت ثمود " .
" نضجت جلودهم " ، " جبت جنوبها " .
حملت ظهورهما " ، " كانت ظلمة " .
" أنبتت سبع " ، " جاءت سيارة " .
" حصرت صدورهم " ، " لهدمت صوامع " .
الى غير ذلك من الأحكام التي تقصلها كتب القراءات .
ص211
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|