أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-3-2020
8708
التاريخ: 29-7-2019
9172
التاريخ: 27-7-2016
1445
التاريخ: 13-4-2019
6165
|
الفصـل الأول
التغييـر : المـفهوم والدوافـع والأبـعاد
لم يعد أثر التغيير خافياً على الشركات والهيئات فمعظمها يواجه تحديات التطوير والتحديث من أجل رفع مستوى الكفاءة والفعالية في استخدام الموارد المختلفة.
اذ لم تعد حياة الشركات والهيئات تسمح بالجكود والسكون ، وانما لا بد من الحركة والحيوية الموجهة بإيجابية لمواكبة استيعاب التغيير وتحدياته المختلفة ؛ مما فرض على قادة المنظمات والموظفين بها بكافة مستوياتهم الادارية ليس البحث عن الأساليب تغيير شركاتهم وهيئاتهم فحسب بل اللجوء الى استراتيجيات البحث والتطوير الإيجابي ، لجعل الأهداف والبناء التنظيمي وأساليب الادارة والتشغيل والموظفين فيها في حالة انسجام وتقبل لعوامل التغيير المتسارعة والتي تفرض نفسها سواء رغبنا فيها أم لم نرغب .
لقد أصبح لازماً على قادة ومديري الشركات والهيئات مواكبة التقدم والتجديد وإحداث التغيير الذي يتطلبه العصر بصورة علمية ومدروسة.
يقول الدكتور علي الحمادي في كتابه التغيير الذكي : ان التغيير كلمة لها مدلول عظيم ، انها كلمة أحبها القادة والعلماء والعظماء ، ولم يتهرب منها الا من رضوا الجمود وأحجموا عن مواكبة التجديد والتطوير ، ولقد أثبت الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، وكذلك أثبت التاريخ المتواصل ان الانسان لا يمكن له أن يبني حضارة أو يصنع مستقبلاً ما لم يغير من نفسه أولاً ، ثم يسير جاداً لتغيير من حوله وعندها سوف يشعر بالراحة والنجاح ويجني حصاد عمله ، وان لم يفعل ذلك فلن يصيبه الا المرارة والتعب.
الحقيقة الثابتة ان كل شيء متغير ،فعملية التغيير حقيقة ولقعة في حياة الناس ، والتغيير الايجابي هو السبيل لنو وتقدم الأفراد والمنظمات ، والوصول بهم الى آفاق جديدة ومساعدتهم على الاستمرار والنجاح .
وقفـة
التغيير اما أن يطورك أو يدمرك ، وذلك تبعاً لطريقة استجابتك له .
تعريف التغييـر
ورد تعريف التغيير في المعجم الوسيط على النحو الآتي : أي بدلّه بغيره أو جعله على غير ما كان .
التغييـر في القرآن الكريـم
وفي القرآن الكريم ورد ذكر التغيير في أربعة مواضع هي :
1ـ (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) النساء 119
2ـ (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال 53
3ـ (سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد10- 11
4ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) محمد 15
وقفة مع صاحـب الظلال :
يقول سيد قطب رحمه الله ، ولا بد ان نقف قليلاً عند نص هذه الآية :
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
الاية القرآنيـة من جانب تقرر عدل الله في معاملة العباد ، فلا يسلبهم نعمة وهبهم إياها ال بعد أن يغيروا نواياهم ، ويبدلوا سلوكهم ، ويقلبوا أوضاعهم ، ويستحقوا أن يُغير ما بهم مما أعطاهم إياه للابتلاء والاختبار من النعمة التي يقدروها ولم يشكروها ...
ومن الجانب الآخر يكرم هذا المخلوق الأنساني أكبر تكريم ، حين يجعل قدر الله به يُنفذ ويجري عن طريق حركة هذا الانسان وعمله ؛ ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنياً على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم ، وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم ...
من الجانب الثال يُلقي تبعة عظيمة ــ تقابل التكريم العظيم على هذا الكائن ، فهو يملك أن يستبق نعمة الله عليه ويملك أن يزيـد عليها ، اذا هو عرف فشكر ؛ كما يملك أن يزيل هذه النعمة اذا هو أنكر وبطر ، وانحرفت نواياه فانحرفت خطاه .
وهذه الحقيقة الكبرى تمثل جانباً من جوانب ((التصور الاسلامي لحقيقة الانسان)) ؛ وعلاقة قدر الله به في هذا الوجود ؛ وعلاقته هو بهذا الكون وما يجري فيـه ..
ومن هذا الجانب يتبين تقدير هذا الكائن في ميزان الله وتكريمه بهذا التقدير ؛ كما تبين فاعلية الانسان في مصير نفسه وفي مصير الاأحداث من حولـه ؛ فيبدو عنصراً ايجابياً في صياغة هذا المصير ــ بإذن الله وقدره الذي يجري من خلال حركته وعمله ونيته وسلوكه ــ وتنتفي عنه تلك السلبية الذليلة التي تفرضها عليه المذاهب المادية ، التي تصوره عنصراً سلبياً إزاء الحتميات الجبارة ؛ حتميـة الاقتصاد ، حتميـة التاريخ ، حتميـة التطور ... الخ الحتميات التي ليس للكائن الإنساني ازاءها حول ولا قوة ؛ ولايملك الا الخضوع المطلق لما تفرضه عليه وهو ضائع خانع مذلول !
كذلك تصور هذه الحقيقة ذلك التلازم بين العمل والجزاء في حياة هذا الكائن ونشاطه ؛ وتصور عدل الله المطلق في جعل هذا التلازم سنة من سنته يجري بها قدره ولا يظلم فيها عبد من عبيده :
(وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد) ...
(فأهلكناهم بذنوبهـم وأغرقنا ءال فرعون وكلُ كانوا ظالمين) ...
(ذلك ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|