انطلقت مساء يوم الخميس (21 محرم الحرام 1439هـ الموافق 12 تشرين الأول 2017م) فعاليات مهرجان نسيم عاشوراء الثقافي الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة في مدينة تكاب الايرانية بالتعاون مع هيئتي جان نثاران ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) و رزمنكان اسلام، وبمشاركة العتبتين الكاظمية والعباسية المقدستين وبحضور شخصيات دينية ورسمية، بالاضافة الى وفود العتبات المقدسة المشاركة في هذا المهرجان وجمع غفير من الأهالي .
حفل الافتتاح الذي اقيم في المسجد الكبير للمدينة استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة امام جماعة المسجد الشيخ برادري التي بيَّن فيها قائلا:
الكثير منا قد زار عتبات العراق المقدسة ولكن هنالك الكثير من اهالي هذه المدينة لم يكتب لهم التشرُّف بزيارة عتبات كربلاء وباقي العتبات المشرفة، واليوم نتبرك بما تم اعداده من برنامج للعتبات المقدسة الذي سوف ينقلنا لنعيش الاجواء الروحانية لمراقد اهل البيت (عليهم السلام)".
وتابع " اتقدم بالشكر الجزيل لاهالي مدينة تكاب على تعاونهم الكبير وتواصلهم المميز وحضورهم الفعَّال لهذا المهرجان، واحثهم بتكثيف حضورهم في فعالياته المستمرة على مدار خمسة ايام لكي ينهلوا من بركاته".
جاءت بعد ذلك كلمة العتبات المقدسة القاها السيد افضل الشامي معاون السيد الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة للامور الثقافية والاعلامية استهلها بنقل تحيّات وسلام المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وامناء العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، مبينا وانطلاقا من قول الامام جعفر الصادق (عليه السلام) (( احيوا امرنا، رحم الله من احيا امرنا)) وبدعوة كريمة من اهالي مدينة تكاب "حضر خدمة العتبات المقدسات في العراق الى هذه المدينة لاقامة فعاليات هذا المهرجان تحت عنوان نسيم عاشوراء، لذا فمن الواجب علينا ان نتقدم بالشكر الجزيل لحضوركم و لكل من ساهم في اقامة هذا الحفل المبارك".
وأضاف "لا يخفى عليكم ايها الاعزة ما مدى قوة الروابط والوشائج بين الشعبين الجارين الا ان اقواها واهمها هي رابطة الولاء للنبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته (عليهم السلام) و ان وجود عتبات الائمة الاطهار الامر الذي ادى الى تبادل الزيارات بين البلدين بشوق ومحبة واحترام ، ولقد عمد حكام الظلم في فترات زمنية متعاقبة الى اضعاف هذه الروابط ولكن لم تزدد الا قوة، وان اقامة هذا المهرجان العاشورائي انما هو مصداق لما ورد في الروايات الشريفة من انه سوف تنصب في كل بقعة راية ترفرف معلنة الحرية رافضة الظلم والطغيان واقامة العزاء على سيد الشهداء (عليه السلام)".
اعقبتها كلمة القاها محافظ مدينة تكاب الاستاذ اريج ثقفي والتي مما جاء فيها: "ادعو اهالي مدينة تكاب للاستفادة من فقرات المهرجان الفكرية والولائية من اجل ان ينهلوا من بركاته ".
موضحا "ان خَدَمة العتبات المقدسة يستقبلون الملايين من الزائرين سنويا في ذكرى زيارة الاربعين وارجو من الله ان يوفقنا لتقديم التسهيلات اللازمة لانجاح هذا المهرجان ".
واختتم " واقعة عاشوراء حادثة استثنائية وان شاء الله يشاهد اهالي مدينة تكاب من خلال هذا المهرجان تفاصيل تلك الفاجعة، من جانب آخر فان هذه النهضة الخالدة كان لها الاثر الكبير في تحرر الشعوب باختلاف مشاربها الدينية والعرقية".
اعقبتها كلمة اخرى القاها إمام جماعة اهل السنة والجماعة في مدينة تكاب الشيخ مرادي بيَّن فيها قائلا: "ان التبرك اسم جامع وهو دليل على ثبات النعم، ومنها قولنا اللهم بارك على سيدنا محمد (صلى الله عليه واله سلم) اذ يقول احد علماء السنة عن تفسيرها: ثبّت عليه ما اعطيته من مقام مشرف وكمال بكل شي ، والتبرك هو طلب الكمال الذي اودعه الله سبحانه وتعالى في ذلك الشيء، من هنا فان التبرك بمراقد الاولياء والصالحين انما هو تقرُّب الى الله تعالى ولا شكَّ ان الاضرحة المشرفة لاهل البيت (عليهم السلام) مصداق واضح على ذلك، فهي مأمن للقلوب وشفاء للانفس التي اصابتها الشوائب نتيجة مغريات الحياة".
وخاطب الشيخ مرادي وفود العتبات المقدسة قائلاً " يا خَدَمَة الامام الحسين (عليه السلام) نحن نتبرك ونتشرف بهذا الامام ونتوسل بالله عز وجل بمنزلته عنده لقضاء حوائجنا وحوائج المؤمنين في مختلف اصقاع العام".
بعد ذلك اقيم مجلس عزاء للامام الحسين (عليه السلام) استُذكر فيه ما جرى يوم عاشوراء، شارك فيه من العراق الرادود محمد ضيغمي ومن مدينة تكاب الحاج يد الله انظاري.
توجه بعد ذلك الحضور لافتتاح اجنحة معارض العتبات المقدسة المشتركة بهذه الفعاليات (الحسينية و الكاظمية و العباسية) من ثم توجَّه الحاضرون لمراسيم رفع رايات العتبات المقدسة المشاركة على مدخل المسجد المحتضن فعاليات هذا المهرجان .