مصبا- جدّ الشي‌ء يجدّ بالكسر جدّة، فهو جديد، و هو خلاف القديم.
وجدّد فلان الأمر و أجدّه و استجدّه، إذا أحدثه فتجدّد هو، و قد يستعمل استجدّ لازما. و جدّه جدّا من باب قتل : قطعه، فهو جديد فعيل بمعنى مفعول. و الجدّ أبو الأب و أب الأمّ و إن علا. والجدّ : العظمة و هو مصدر يقال جدّ في عيون الناس من‌ باب ضرب، إذا عظم. و الجدّ الحظّ. والجدّ الغنى، و‌ في الدعاء - و لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ.
والجدّ في الأمر الاجتهاد و هو مصدر، يقال جدّ يجدّ من باب ضرب و قتل، و الاسم الجدّ. و منه يقال فلان محسن جدّا أي نهاية و مبالغة. و جدّ في كلامه جدّا ضدّ هزل و الاسم منه الجدّ أيضا. والجادّة وسط الطريق و معظمه، و الجمع الجوادّ مثل دوابّ. و الجديدان : الليل و النهار.
مقا- جدّ : اصول ثلاثة: الأوّل : العظمة. و الثاني : الحظّ. و الثالث:
القطع. فالأول العظمة : { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا } [الجن: 3] ، و يقال جدّ الرجل في عيني أي عظم.
و الثاني: الغنى و الحظّ: فلان أجدّ من فلان و أحظّ منه بمعنى. و الثالث يقال:
جددت الشي‌ء جدّا و هو مجدود و جديد، أي مقطوع. و ليس ببعيد أن يكون الجدّ في الأمر و المبالغة فيه من هذا، لأنّه يصرمه صريمة و يعزمه عزيمة. و من هذا الباب الجداد و هو صرام النخل. و جادّة الطريق سواؤه، كأنّه قد قطع عن غيره. و قولهم ثوب جديد، و هو من هذا، كأنّ ناسجه قطعه الآن، هذا هو الأصل ثم سمّي كلّ شي‌ء لم تأت عليه الأيّام جديدا، و لذلك يسمّى الليل و النهار الجديدين.
لسا- و جدّة النهر و جدّته: ما قرب منه من الأرض، و قيل: جدّته و جدّته و جدّه و جدّه: ضفّته و شاطئه. و جدّة: اسم موضع قريب من مكّة مشتقّ منه. و جدّة كل شي‌ء طريقته، و جدّته علامته، و الجمع جدد. قال الفرّاء: الجدد الخطط و الطرق تكون في الجبال خطط بيض و سود و حمر كالطرق، واحدها جدّة.
و التحقيق‌
أنّ الأصل الواحد فيها هو المقام المتحصّل من الجلال و العظمة و القدرة، و إطلاقها على أبي الأب و الأمّ باعتبار كونهم سبب مجد و عظمة للرجل، و كونهم معظّمين و ممجّدين عنده، و لهم جلال و قدرة و مقام في أهل بيتهم. و الى هذا المعنى يرجع مفهوم الحظّ و الغنى، فانّه نوع جلال و عظمة و مرتبة من مقام قدرة.
وأمّا مفهوم القطع: فمرجعه الى المقطوعيّة بمعنى رفع الترديد و الشكّ و التزلزل‌ و الاحتمال، و إطلاقها على القطع الظاهريّ بهذا الاعتبار و بملاحظة حصول هذا المعنى.
ويقرب منه مفهوم الجدّ في الأمر والمبالغة و العزم. و هكذا مفهوم جادّة الطريق أي وسطه المتبيّن المستقيم المحفوظ عن الضلال.
وأمّا مفهوم الجديد: فليس هو في مقابل القديم مطلقا، بل ما كان متجدّدا و حادثا مع اضافة عظمة و خصوصيّة ممتازة بالنسبة الى سابقه، و تظهر هذه الخصوصيّة في موارد استعماله في الكتاب الكريم.
{ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} [إبراهيم : 19]. أي ممتازا عظيما و متجدّدا من جهة خصوصيّات الخلقة.
{ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا } [الإسراء: 49].. { أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [السجدة : 10]. أي خلقا ممتازا فوق الخلق السابق و بعد هذا الاندراس و الضلال، و فيها قوى عالية.
{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [الجن: 3]. أي مقام جلاله و عظمته، و هو فاعل للفعل (تعالى).
{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} [فاطر: 27]. أي خطوط داخليّة و ذخائر مكوّنة و كنوز و معادن مختلفة ألوانها.
و ليس المراد الطرق الظاهريّة و المعابر في سطوح الجبال.
فكلمة الجدد إشارة الى التجدّد و التكوّن و الثروة و المنزلة و العظمة.
و لا يخفى أنّ الجدد جمع جدّة و هي على فعلة كاللقمة، فمعناها على مقتضى صيغتها هو ما يجدّ به أي ما يستغنى و يستفاد به.
فظهر لطف التعبير بمشتقّات هذه المادّة في موارد استعمالاتها.
قع- (جداء)- (أراميّة) حظّ، بخت.
(جادد)- قطع، قصّ، قطف.
فلا يبعد أن نقول إنّ الجدّ الّذي بمعنى القطع (إن كان مطلقا) قد أخذ من‌ اللغة العبريّة، فلا يلتزم بالتناسب بينه و بين المعاني.