( حلل ) {وَحَلَائِلُ} [النساء : 23] جمع حليلة ، وحليلة الرجل ، امرأته ، وإنما قيل لامرأة الرجل حليلة وللرجل حليلها لأنها تحل معه ويحل معها ، و {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } [البلد : 2] أي حال ( 1 ) ، يقال رجل حال أي ساكن ، والحلول النزول ، قال تعالى : {أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد : 31] أي تحل أنت يا محمد ، و {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي} [طه : 81] بضم اللام أي ينزل وقرأ الباقون بالكسر أي يجيب من حل الدين وجب أداؤه ، وقرئ : ويحل بضم الحاء وكسرها كذلك ، و {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [هود : 39] مثله ، وحل الشيء حلا نقيض حرم قال تعالى : {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب : 52] قال محمد بن دريد ( 2 ) :
من قرأ بالياء قدره بمعنى جميع النساء ، ومن قرأ بالتاء قدره بمعنى جماعة النساء ، وأحل الشيء : جعله حلالا ، قال تعالى : {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [النساء : 24] وحلل اليمين تحليلا وتحلة أي أبراها ، قال تعالى : {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } [التحريم : 2] و {يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة : 196] أي مكانه الذي ينحر به ، وهو أما حيث أحصر كما هو رأى الأكثر ، أو حيث يبعث به كما هو رأي أبي حنيفة ، وحل المحرم بمعنى أحل قال تعالى : {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة : 2] و {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} [المائدة : 2] أي ما جعله الله علما لطاعته كالمواقف ، والطواف ، والسعي ، وغيرها ، وإحلال هذه الأشياء التهاون بحرمتها مثل الحرم لا تصادوا فيه ، والشهر الحرام لا تقاتلوا فيه ، والهدي وهو ما أهدي إلى البيت لا تستحلوه {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة : 196] أي منحره .
__________
1 - أي محل بهذا البلد بمعنى : وأنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة.
2 - ابن دريد : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني البصري الشاعر اللغوي النحوي المتوفى ببغداد في 18 شعبان سنة 321 للهجرة .