أكّدت الوفود المشاركة في المؤتمر العلمي الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، على ضرورة الاقتداء بالمنهج الذي سار عليه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم)، والّذي يُعتَبرُ شريعةً للحياة الإنسانية الحقّةِ. جاء ذلك في كلمة ألقاها بالنيابة عن الوفود المشاركة الدكتور أحمد الصفار، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لدار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، والذي يعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وفي بداية كلمته ثمّن الصفار "كلّ الجهود المثمرة والمتواصلة لتسليط الضوء على السيرة المطهرة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وعرضها خاليةً من التشويه والغموض والإبهام، والإيهام، لأنّ في وضوحها تسهيلًا لتفسير القرآن الكريم، الذي يتلازم معها ما دامت السماوات والأرض، إذْ يَصحُّ القولُ: إِنّ في السيرةِ النّبويّةِ الشّريفةِ فَذلكة لفحوى آيِ القرآن المحكمات، وإخراجًا لها إلى حيّز التفسير". وقال إن "مثل هذه الفعاليات تكون منطلقاً لنا جميعاً للاقتداء بالمنهج الذي سار عليه الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله)، والّذي يُعتَبرُ شريعةً للحياة الإنسانية الحقّةِ بما فيه من القيم الإسلامية السامية، التي ترتقي بالإنسان إلى مصافّ إنسانيّتِهِ التي أرادها الله عزّوجل له، والتي ما فتئ يُوصى بها، والتي انتهجها الخلّص الميامين".
وتابع أن "الموضوع المطروح في مؤتمرنا هذا هو في حقيقته موضوع واسع وله جوانب عديدة وكثيرة، لأنّ الكلام عن السيرة النبويّة وتلازمها مع القرآن الكريم قد شمل كلّ نواحي الحياة، بما يمكن أن يطرأ عليها من مستجدّات". وأكّد الصفار أن "دراسة السيرة النبوية بعناية فائقة لا بدّ من أن تمتدّ إلى مجالات متعدّدة، أبرزها الجانب الرباني الذي كان يتمتّع به الرسول(صلّى الله عليه وآله)، والذي لعب دورًا مهماً في تدعيم قواعد الدين، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في المجتمع والموروثة من الحقب الماضية، ووضع المجتمعات على السمتِ القويم، والعمل على فضح الظلم من خلال كشف السلوكيات والمسالك المُعوَجّة".