نظّم قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة في العتبتَيْن المقدّستَيْن حفلَه السنويّ الخامس، لتتويج مجموعةٍ من الفتيات البالغات سنَّ التكليف الشرعيّ في محافظة الديوانيّة، وأُقِيم الحفلُ بعد ظهر يوم الجمعة (24 جمادى الآخرة 1443هـ) الموافق لـ(28 كانون الثاني 2022م) على قاعة القصر الثقافيّ في المحافظة، تيمّناً بالذكرى العطرة لولادة سيّدة العفّة والحجاب السيّدة الزهراء(عليها السلام).
حفل التتويج أُقِيم تحت شعار: (الفتياتُ حَسَناتٌ.. الأرضُ تقلّها.. والسماءُ تظلّها)، برعاية العتبة العبّاسية المقدّسة وبالتعاون مع ممثّلية المواكب الحسينيّة في المحافظة، وشهد حضوراً واسعاً لشخصيّاتٍ دينيّة ومجتمعيّة إضافةً إلى الفتيات المُحتفى بهنّ وأولياء أمورهنّ، ويهدف القسم من إقامته هذا النشاط إلى توعية المكلّفات، وإلفات نظر الآباء والأمّهات لأهمّية هذه المرحلة من عمر الفتاة، وهي مرحلة الانتقال من عدم التكليف إلى التكليف وتحمّل المسؤوليّة.
استُهِلَّ الحفل بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة وقوفاً ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، لتعقبها كلمةُ ممثّلية المواكب الحسينيّة في المحافظة ألقاها مسؤولُها الحاج علي مهدي، الذي استهلّها بتقديم شكره وثنائه لقسم المواكب الحسينيّة والعتبة العبّاسية المقدّسة لرعايتها هذا الحفل سنويّاً، والذي يأتي استكمالاً لسلسلة النشاطات المستمرّة التي تُقيمُها وترعاها في هذه المحافظة، ويأتي هذا التكريم حرصاً من العتبة المقدّسة على إشعار وتذكير الفتيات بأهمّية المرحلة الانتقاليّة من سنوات عمرهنّ، ومعرفة مسؤوليّاتهنّ وواجباتهنّ الشرعيّة.
جاءت بعدها كلمةٌ للشيخ رمضان كريم استهلّها بتقديم التهاني بمناسبة ذكرى ولادة السيّدة الزهراء(عليها السلام)، التي ما زلنا نعيش أيّامها العطرة، هذه المرأة المثاليّة في الإسلام والقدوة الصالحة لكلّ امرأةٍ تبحث عن السعادة في الدنيا والآخرة، حتّى قال عنها رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله): (إنّ الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها)، موضّحاً أنّ "الحجاب قانونٌ حكيم يتكفّل بسعادة المرأة ونزاهة الأسرة وطهارة المجتمع، بالإضافة إلى أنّه أمرٌ دينيّ وحُكمٌ شرعيّ قرّره الله تعالى وذكَرَه القرآنُ الكريم، وأكّد عليه النبيّ وأهلُ بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)".
وأضاف "تجمُّعُنا اليوم يأتي تمجيداً للحظةٍ تاريخيّة بهيجة، وهي دخول سنّ البلوغ وعالم وجوب التقيّد بالأحكام السماويّة التي تبيّن علاقة المكلّفة بربّها عزّ وجلّ، وهذا التكليف يجعل الفتيات يشعرن بمرحلة النضج والالتزام بتعاليم أهل البيت(عليهم السلام) وأخلاقهم، كما يبعث في نفوسهنّ مسؤوليّة التمسّك بتعاليم الشريعة الإسلاميّة، والاستعداد لمرحلةٍ جديدة في حياتهنّ".
وشهد الحفل إلقاء كلماتٍ وقصائد تحثّ المكلّفات على الالتزام بالتعاليم الإسلاميّة ومنهاج أهل البيت(عليهم السلام)، فضلاً عن تكريم الفتيات المكلَّفات وعرضٍ مسرحيّ يحمل رسالة أهل البيت(عليهم السلام) في إصلاح المجتمع.