أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1185
التاريخ: 3-08-2015
963
التاريخ: 2-12-2018
617
التاريخ: 3-08-2015
1418
|
وهي اكثر من أن تحصى وأجل من ان تستقصى، بل جميع اقواله وأفعاله واخلاقه وعاداته وسجاياه ونعوته وأوصافه معجزات باهرة وآيات ظاهرة تدل على رسالته ونبوته وصدقه وحقيته ، ولقد أحسن وأجاد من قال ونعم ما قال حيث قال «إن من شاهد احوال نبينا وأصغى الى سماع أخباره الدالة على اخلاقه وافعاله واحواله وآدابه وعاداته وسجاياه وسياسته لأصناف الخلق وهدايته الى ضبطهم وتألفه اصناف الخلق وقوده اياهم الى طاعته.
مع ما يحكى من عجائب اجوبته في مضائق الأسئلة وبدائع تدبيراته في مصالح الخلق ومحاسن اشاراته في تفصيل ظاهر الشرع الذي يعجز الفقهاء والعقلاء وفلاسفة العالم عن ادراك اوائل دقائقها في طول اعمار هم لم يبق له ريب ولا شك في أن ذلك لم يكن مكتسبا بحيلة تقوم بها القوة البشرية، بل لا يتصور ذلك الا بالامتداد من تأييد سماوي وقوة إلهية، وان ذلك كله لا يتصور لكذاب ولا لملبس بل كانت شمائله وأحواله شواهد قاطعة مصدقة، حتى أن العربي القح كان يراه فيقول «و اللّه ما هذا وجه كذاب» فكان يشهد له بالصدق بمجرد شمائله فكيف بمن يشاهد أخلاقه ويمارسه في جميع مصادره وموارده، وقد آتاه اللّه جميع ذلك وهو رجل امين لم يمارس العلم ولم يطالع الكتب ولم يسافر قط في طلب العلم ولم يزل بين أظهر الجهال من الأعراب يتيما ضعيفا مستضعفا، فمن أين حصل له ما حصل من محاسن الأخلاق والآداب ومعرفة مصالح الفقه مثلا فقط دون غيره من العلوم، فضلا عن معرفته باللّه وملائكته وكتبه وغير ذلك من خواص النبوة لولا صريح الوحى، ومن أين لبشر الاستقلال بذلك، فلو لم يكن له إلا هذه الأمور الظاهرة لكان فيها كفاية، فكيف وقد ظهر من معجزات آياته ما لا يستريب فيه محصل.
(1) من معجزاته (صلى الله عليه واله) شق القمر، وقد خرق اللّه العادة على يده غير مرة إذ شق له القمر بمكة لما سألته قريش آية.
(2) واطعم النفر الكثير في منزل جابر الانصاري وفي منزل أبي طلحة ويوم الخندق، فمرة اطعم ثمانين رجلا من أربعة أمداد شعير وعناق وهو من أولاد المعز دون العتود، ومرة اكثر من ثمانين بأقراص من شعير حملها انس في يده ومرة أهل الجيش من تمر يسير ساقته بنت بشر في يديها فأكلوا كلهم حتى شبعوا من ذلك وفضل لهم.
(3) ونبع الماء من بين أصابعه فشرب أهل العسكر كلهم وهم عطاشى وتوضأ من قدح صغير ضاق أن يبسط يده ، وأهرق وضوؤه في عين تبوك ولا ماء فيها فجرت بماء كثير، ومرة أخرى في بئر الحديبية فجاشت بالماء فشرب من تبوك أهل الجيش وهم ألوف حتى رووا انه قال لمعاذ «إن طالت بك الحياة فسترى هاهنا قد ملأ خياما» فكان كذلك ، وشرب من بئر حديبية الف وخمسمائة ولم يكن فيها قبل ذلك ماء ، وأمر بعض أصحابه أن يزود أربعمائة راكب من تمر كان في اجتماعه كربضة البعير وهو موضع بروكه فزودهم كلهم منه وبقي يحسبه، ورمى الجيش بقبضة من تراب فعميت عيونهم ونزل بذلك القرآن في قوله تعالى {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] ، وأبطل الكهانة بمبعثه (صلى الله عليه واله) فعدمت وكانت ظاهرة موجودة، وحن الجذع الذي كان يخطب مستندا إليه لما عمل له المنبر حتى سمعه جميع أصحابه مثل صوت الابل فضمه إليه فسكن ودعاء اليهود إلى تمني الموت واخبرهم بأن لا يتمنونه فحيل بينهم وبين النطق بذلك فعجزوا عنه، وهذه الآية مذكورة في سورة يقرأ بها في جميع جوامع أهل الاسلام من شرق الأرض الى غربها يوم الجمعة جهرا تعظيما للآية التي فيها.
واخباره (صلى الله عليه واله) بالغيوب حيث أخبر عمار بأنه ستقتله الفئة الباغية وقتله جيش معاوية، وأن الحسن (عليه السلام) يصلح اللّه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وأخبر عن رجل قاتل في سبيل اللّه تعالى أنه من أهل النار فظهر أن الرجل قتل نفسه.
وهذه أشياء لا تعرف البتة بشيء من وجوه تقدمت المعرفة لا بنجوم ولا بكهانة ولا بكتب ولا بخط ولا بزجر، لكن بإعلام اللّه ووحيه إليه.
واتبعه (صلى الله عليه واله) سراقة بن جشعم فساخت قدما فرسه في الأرض واتبعه دخان حتى استغاثه فدعا له فانطلقت الفرس، وانذره بأنه سيوضع في ذراعيه سوارى كسرى فكان كذلك، واخبر بموت النجاشي بأرض الحبشة وصلى عليه بالمدينة، واخبر بمقتل الاسود العبسى الكذاب ليلة قتله وهو بصنعاء اليمن واخبر بمن قتله، وخرج على مائة من قريش ينتظرونه فوضع التراب على رءوسهم فلم يرده، وشكا إليه البعير بحضرة اصحابه وتذلل له ، وقال لنفر من اصحابه مجتمعين «احدكم في النار ضرسه مثل أحد» فماتوا كلهم على استقامة وارتد واحد منهم فقتل مرتدا، وقال الآخرين منهم «آخركم موتا في النار» فسقط آخر هم موتا في النار فاحترق فيها فمات، ودعا شجرتين فاتياه فاجتمعتا ثم أمر هما فافترقتا.
ودعا النصارى الى المباهلة فامتنعوا واخبر انهم إن فعلوا ذلك هلكوا فعلموا صحة قوله (صلى الله عليه واله) فامتنعوا ، واتاه عامر بن الطفيل بن مالك واربد بن قيس فارسا العرب وفاتكاه عازمين على قتله فحيل بينهما وبين ذلك ودعا عليهما فهلك عامر بغدة وهلك أربد بصاعقة أحرقته، وأخبر أنه يقتل أبي بن خلف الجمحي فخدشه يوم أحد خدشا لطيفا فكانت منيته، واطعمه طعاما مسموما فمات الذي أكل معه وعاش هو بعده أربع سنين وكلمه الذارع المسموم، واخبر يوم بدر أصحابه بمصارع صناديد قريش واوقفهم على مصارعهم رجلا رجلا فلم يتعد واحد منهم ذلك الموضع، وانذر (صلى الله عليه واله) بأن طوائف من امته يغزون في البحر فكانت كذلك، وزويت له الأرض فأري مشارقها ومغاربها واخبر بأن ملك امته سيبلغ ما وزي له منها فكان كذلك، فقد بلغ ملكهم من أول المشرق من بلاد الترك الى آخر بلاد الغرب من بحر الأندلس وبلاد البربر ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما اخبر سواء بسواء.
واخبر ابنته فاطمة أنها اوّل أهله لحوقا به فكان كذلك واخبر نساءه بأن اطولهن يدا أسرعهن لحوقا به فكانت زينب بنت جحش الأسدية اطولهن يدا بالصدقة واولهن لحوقا به، ومسح (صلى الله عليه واله) ضرع شاة حامل لا لبن فيها فدرت فكان ذلك سبب اسلام ابن مسعود، وفعل ذلك مرة أخرى في خيمة أمّ معبد الخزاعية.
وبدرت عين بعض اصحابه فسقطت فردها بيده فكانت أصح عينيه واحسنهما، وتفل في عين علي (عليه السلام) وهو ارمد يوم خيبر فصح من وقته وبعثه بالبراءة واخبر أنه سيظهر فكان ذلك وكانوا يسمعون تسبيح الطعام في يديه، واصيبت عين رجل من اصحابه فمسحها فبرأت من حينها.
وقل زاد جيش كان معه فدعا بجميع ما بقي فاجتمع شيء يسير جدا فدعا فيه بالبركة ثم أمرهم فاخذوا فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملئ من ذلك.
وحكى الحكم بن أبي العاص مشيه مستهزئا فقال (صلى الله عليه واله) «كذلك فكن» فلم يزل يرتعش حتى مات.
وخطب (صلى الله عليه واله) امرأة فقال ابوها ان بها برصا امتناعا من خطبته واعتذارا ولم يكن بها برص، فقال فلتكن كذلك فبرصت.
اقول : وقد كان في بدنه الشريف معجزات باهرات :
فكان جبينه الشريف يضيء كالقمر المنير وإذا رفع يديه في بعض الأحيان اضاءت اصابعه الشريفة كالشموع.
وكان (صلى الله عليه واله) اذا مر بطريق عبقه من طيب بدنه، وكان عرقه الشريف اطيب عطر، وأتي (صلى الله عليه واله) بدلو فيه ماء فأخذ كفا من الماء وتمضمض به وصبه في الدلو فصار ذلك الماء اطيب من المسك.
وكان (صلى الله عليه واله) إذا قام في الأرض المشرقة من الشمس او القمر لم يظهر له فيها ظل، وهذا يدل على أن له جهتين روحانية وجسمانية.
وكان (صلى الله عليه واله) مع كونه مربوع للقامة لم يظهر لأحد علو قامة عليه إذا مشى معه، وكانت الطيور لا تعلوه ولا يطير على رأسه ولا على بدنه المبارك الذباب والبق، ولم يكن النوم يعطل حواسه، وكان نومه ويقظته سيان، ولا يشم الروائح المنتنة، ويفهم جميع اللغات ويتكلم بها، وكان خاتم النبوة منقوشا على كتفه الشريف يزيد نوره على نور الشمس ، وظهرت في لحيته الشريفة سبعة عشر شعرة بيضاء تلمع كالشمس.
وولد (صلى الله عليه واله) مختونا مقطوع السرة طاهرا من الدم وسائر القذرات ساقطا على رجليه ساجدا إلى الكعبة رافعا يديه ورأسه الى السماء شاهدا بتوحيد اللّه ونبوة نفسه، اضاء من نوره المشرق والمغرب ولم يحتلم قط ولم ير احد بوله ولا غائطه.
ولم يكن احد يعادله في القوة قط، وإذا مشى على الأرض الرخوة لم يؤثر فيها قدمه ، واذا مشى على الأرض الصلبة أثر فيها قدمه وبقى عليها، وكان له مهابة في القلوب مع حسن اخلاقه وبشاشته.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|