القول في أن النبي - صلى الله عليه وآله - بعد أن خصه الله بنبوته كان كاملا يحسن الكتابة |
765
05:50 مساءاً
التاريخ: 3-08-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1298
التاريخ: 10-08-2015
1164
التاريخ: 10-08-2015
1086
التاريخ: 31-3-2017
1150
|
إن الله تعالى لما جعل نبيه (صلى الله عليه واله) جامعا لخصال الكمال كلها وخلال المناقب بأسرها لم تنقصه منزلة بتمامها يصح له الكمال ويجتمع فيه الفضل، و الكتابة فضيلة من منحها فضل ومن حرمها نقص، ومن الدليل على ذلك أن الله تعالى جعل النبي (صلى الله عليه واله) حاكما بين الخلق في جميع ما اختلفوا فيه فلا بد أن يعلمه الحكم في ذلك، وقد ثبت أن أمور الخلق قد يتعلق أكثرها بالكتابة فتثبت بها الحقوق وتبرئ بها الذمم وتقوم بها البينات وتحفظ بها الديون وتحاط بها الأنساب، وأنها فضل تشرف المتحلي به على العاطل منه، وإذا صح أن الله - جل اسمه - قد جعل نبيه بحيث وصفناه من الحكم والفضل ثبت أنه كان عالما بالكتابة محسنا لها.
وشيء آخر وهو أن النبي لو كان لا يحسن الكتابة ولا يعرفها لكان
محتاجا في فهم ما تضمنته الكتب من العقود وغير ذلك إلى بعض رعيته، ولو جاز أن
يحوجه الله في بعض ما كلفه الحكم فيه إلى بعض رعيته لجاز أن يحوجه في جميع ما كلفه
الحكم فيه إلى سواه وذلك مناف لصفاته ومضاد لحكمة باعثه، فثبت أنه (صلى الله عليه
واله) كان يحسن الكتابة.
وشيء آخر وهو قول الله سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي
الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي
ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2] ، ومحال أن يعلمهم الكتاب وهو لا يحسنه كما يستحيل
أن يعلمهم الحكمة وهو لا يعرفها، ولا معنى لقول من قال: (إن الكتاب هو القرآن خاصة)
إذ اللفظ عام والعموم لا ينصرف عنه إلا بدليل، لا سيما على قول المعتزلة وأكثر
أصحاب الحديث.
ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ
قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ
الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48] ، فنفي عنه إحسان الكتابة وخطه قبل النبوة خاصة
فأوجب بذلك إحسانه لها بعد النبوة، ولولا أن ذلك كذلك لما كان لتخصيصه النفي معنى
يعقل ، ولو كان حاله (صلى الله عليه واله) في فقد العلم بالكتابة بعد النبوة كحاله
قبلها لوجب إذا أراد نفي ذلك عنه أن ينفيه بلفظ يفيده لا يتضمن خلافه فيقول له: (
وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذ ذاك، ولا في الحال)، أو يقول:
(لست تحسن الكتابة ولا تأتي بها على كل حال)، كما إنه لما أعدمه قول الشعر ومنعه
منه نفاه عنه بلفظ يعم الأوقات فقال الله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي
لَهُ} [يس: 69] وإذا كان الأمر على ما بيناه ثبت أنه - صلى الله عليه وآله - كان
يحسن الكتابة بعد أن نبأه الله تعالى على ما وصفناه. وهذا مذهب جماعة من الإمامية
ويخالف فيه باقيهم وسائر أهل المذاهب والفرق يدفعونه وينكرونه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|