المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

أنواع الصخور- الصخور النارية
10/12/2022
حديث خفيف
30-4-2020
مراحل حياة الإنسان السبع
8-10-2014
المبادئ العامة لتحصيل النقدية والرقابة الداخلية عليـها
2024-08-02
حكم من انتقل ماءه إلى الذكر ولم يظهر
29-12-2015
الغاء التمايز العنصري في فكر الشيعة
15-8-2016


إثبات المعاد الجسماني  
  
935   06:06 صباحاً   التاريخ: 17-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 207- 213
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / المعاد الجسماني /

إثبات المعاد الجسماني يحتاج إلى بيان مقدمات :

الاولى : ان الوجود في كل شي‏ء هو الأصل في الموجودية و الماهية أمر اعتبارية تبع له كما قرر في الفلسفة.

الثانية : ان تشخص كل شي‏ء وما يتميز به هو عين وجوده الخاص، وأن الوجود والتشخص متحدان ذاتا متغايران مفهوما واسما كما بيّن في محله.

الثالثة: أن طبيعة الوجود قابلة للشدة والضعف بنفس ذاتها البسيطة التي لا تركيب فيها خارجا ولا زمنا ولا اختلاف بين أفرادها بميز ذاتي وبمصنف عرضي أو بمشخص زائد على أصل الطبيعة وإنما تختلف أفرادها وآحادها بالشدة والضعف الذاتي والتقدم والتأخر الذاتين كالنور.

الرابعة: أن الوجود مما يقبل الاشتداد والتضعيف يعني أنه يقبل الحركة الاشتدادية وأن الجوهر في جوهريته أي وجوده الخاص يقبل الاستحالة الذاتية.

الخامسة: أن كل مركب بصورته هو هو لا بمادته فالسرير سرير بصورته لا بمادته و السيف سيف بحدته لا بحديده و الحيوان بنفسه لا بجسده و إنما المادة حاملة قوة الشي‏ء وإمكانه وموضوعه انتقالاته وحركاته حتى لو فرضت صورة المركب قائمة بلا مادة لكان الشي‏ء بتمام حقيقته موجودة وبالجملة نسبة المادة الى الصورة نسبة النقص الى التمام فالنقص يحتاج الى التمام و التمام لا يحتاج الى النقص.

السادسة: أن هوية البدن و تشخصه إنما يكونان بنفسه لا بجرمه فزيد مثلا زيد بنفسه لا بجسده و لأجل ذلك يستمر وجوده و تشخصه ما دامت النفس باقية فيه و إن تبدلت اجزاؤه وتحولت لوازمه من أينه و كمّه و كيفه و وضعه كما في طول عمره وكذا القياس لو تبدلت صورته الطبيعية بصورة مثالية كما في المنام وفي عالم القبر والبرزخ الى يوم البعث أو بصورة اخروية كما في الآخرة فإن الهوية الإنسانية في جميع هذه التحولات والتقلبات واحدة هي هي بعينها لأنها واقعة على سبيل الاتصال الوحداني التدريبي و لا عبرة بخصوصيات جوهرية و حدود وجودية واقعة في طريق هذه الجوهرية و إنما العبرة بما يستمر و يبقى و هي النفس لأنها الصورة التمامية في الإنسان التي هي أصل هويته وذاته وتجمع ماهيته وحقيقته ومنبع قواه وآلاته ومبدأ أبعاضه وأعضائه وحافظها ما دام الكون الطبيعي باقيا ثم نبدلها على التدريج بأعضاء روحانية وهكذا الى أن تصير بسيطة عقلية إذا بلغت الى كمالها العقلي بتقدير رباني وجذبة إلهية فإذا سئل عن بدن زيد مثلا هل هو عند الشباب ما هو عند الطفولة وعند الشيخوخة كان الجواب بطرفي النفي والاثبات صحيحا باعتبارين أحدهما اعتبار كونه جسما بالمعنى الذي هو مادة و هو في نفسه محصل والثاني اعتبار كونه جسما بالمعنى الذي هو جنس و هو أمر مبهم فالجسم بالمعنى الأول جزء من زيد غير محمول عليه متحد معه و أما إذا سئل عن زيد الشباب هل هو الذي كان طفلا وسيصير هو بعينه كهلا و شيخا كان الجواب واحدا و هو نعم لأن تبدل المادة لا يقدح في بقاء المركب بتمامه لأن المادة معتبرة لا على وجه الخصوصية والتعين بل على وجه الجنسية و الابهام.

إذا علمت هذه المقدمات فاعلم :

أن من تأمل و تدبر في هذه المقدمات لم يبق له شك و ريب في مسالة المعاد وحشر النفوس والأجساد و يعلم يقينا و يحكم بأن هذا البدن بعينه لا بدن آخر متباين له عنصريا كان كما ذهب إليه جمع من فلاسفة الإسلام، أو مثاليا كما ذهب إليه الاشراقيون فهذا هو الاعتقاد الصحيح المطابق للشريعة والملة الموافق للبرهان والحكمة فمن صدّق وآمن بهذا فقد آمن بيوم الجزاء وقد أصبح مؤمنا حقا والنقصان عن هذا الايمان خذلان و قصور عن درجة العرفان.

هكذا قرر صدر الفلاسفة في كتاب أسفاره.

اثبات المعاد الجسماني ببرهان آخر ذكره شيخنا المرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء:

وقال: إن من الواضح المعلوم بل المحسوس لكل ذي حس أن كل شخص من البشر مركب من جزءين : الجزء المحسوس وهو البدن العنصري الذي يشاهد بعين الباصرة و يشغل حيزا من الفضاء وجزء آخر يحسّ بعين البصيرة ولا تراه عين الباصرة ولكن يقطع كل أحد بوجود شي‏ء من الانسان بل و الحيوان غير هذا البدن بل هو المصرّف والمتصرّف في البدن و لولاه لكان هذا البدن جمادا لا حس فيه ولا حركة ولا شعور ولا إرادة، إذا فيلزمنا للوصول إلى الحقيقة والغاية المتوخاة البحث عن هذين الجزءين فإذا عرفناهما حق المعرفة فقد عرفنا كل شي‏ء واندفع كل إشكال إن شاء اللّه.

(وأليك البيان) يشهد العيان و الوجدان وهما فوق كل دليل و برهان، و إليهما يرجع أكثر الأدلة أن هذا البدن المحسوس الحي المتحرك بالإرادة لا يزال يلبس صورة ويخلعها، و تفاض عليه اخرى.

وهكذا لا تزال تعتور عليه الصور منذ كان نطفة فعظاما فجنينا فمولودا فرضيعا فغلاما فشابا فكهلا فشيخا فميتا فترابا. تكونت النطفة من تراب ثم عادت الى التراب. فهو لا يزال بعد أن أنشأه باريه من أمشاج، فجعله سميعا بصيرا إما شاكرا أو كفورا، في خلع ولبس. {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق: 15] يخلع صورة ويلبس اخرى، وينتقل من حال الى حال ومن شكل الى آخر، مريضا تارة وسالما وهزيلا وسمينا، وأبيضا وأسمرا وهكذا تعتوره الحالات المختلفة، والأطوار المتباينة. وفي كل ذلك هو هو لم تتغير ذاته و إن تبدلت أحواله وصفاته، فهو يوم كان رضيعا هو يوم صار شيخا هرما لم تتبدل هويته، ولم تتغير شخصيته. بل هناك أصل محفوظ ليحمل كل تلك الأطوار والصور، وليس عروضها عليه وزوالها عنه من باب الانقلاب فانقلاب الحقائق مستحيل في فطرة العقول، فصورة المنوية لم تنقلب دموية أو علقية. ولكن صورة المني تبدلت بصورة الدم. وهكذا فالصور متعاقبة متبادلة، لا متعاقبة منقلبة. كما قال الفيلسوف السبزواري في المنظومة: (إذ صورة لصورة لا تنقلب وهذه الصور كليا متعاقبة في الزمان لضيق وعائه مجتمعة في وعاء الدهر لسعته، والمتفرقات في وعاء الزمان مجتمعات في وعاء الدهر، ولابد من محل حامل و قابل لتلك الصور المتعاقبة ما شئت فسمه مادة أو هيولى أو الأجزاء الأصلية كما في الخبر الآتي، و كما أن المادة ثابتة لا تزول، فكذلك الصور كلها ثابتة في محلها في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى و لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

ثم إن هذا البدن المحسوس العنصري لا ريب في أنه يتحصل من الغذاء و أن أجزائه تتحلل و تتبدل. فهذا الهيكل الجسماني بقوة الحرارة الغريزة التي فيه‏ المحركة للقوى الحيوانية العاملة في بنائه وحفظه وتخريبه وتجديده كالجاذبة و الهاضمة و الدافعة و الماسكة و غيرها لا يزال في هدم وبناء وإتلاف وتعويض كما قال الشاعر الحكيم في بيته المشهور:

المتلف الشي‏ء ضامنه‏             وقاعدة المتلف ضامن‏ .

وفي بيان أوضح أن علماء (الفزيولوجيا) علم أعضاء الحيوان قد ثبت عندهم تحقيقا أن كل حركة تصدر من الانسان بل ومن الحيوان يلزمها يعني تستوجب احتراق جزء من المادة العضلية و الخلايا الجسمية، و كل فعل إرادي أو عمل فكري لا بدّ  وأن يحصل منه فناء في الأعصاب وإتلاف من خلايا الدماغ بحيث لا يمكن لذرة واحدة من المادة أن تصلح مرتين للحياة. ومهما يبدو من الإنسان بل مطلق الحيوان عمل عضلي أو فكري فالجزء من المادة الحية التي صرفت لصدور هذا العمل تتلاشى تماما ثم تأتي مادة جديدة تأخذ محل التالفة وتقوم مقامها في صدور ذلك العمل مرة ثانية وحفظ ذلك الهيكل من الانهيار والدمار، وهكذا كلما ذهب جزء خلفه آخر خلع ولبس كما قال عز شأنه:

{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق: 15]. ويكون قدر هذا الإتلاف بمقدار قوة الظهورات الحيوية والأعمال البدنية فكما اشتد ظهور الحياة وتكثرت مزاولة الأعمال الحاجية ازداد تلف المادة و تعويضها وتجديدها.

ومن هنا تجد أرباب الأعمال اليدوية كالبنائين والفلاحين وأضرابهم أقوى أجساما وأعظم أبدانا بخلاف ذوي الاعمال الفكرية الذين تقل حركاتهم و تسكن عضلاتهم ثم إن هذا التلف الدائم لا يزال يعتوره التعويض المتصل من المادة الحديثة الداخلة في الدم المتكوّن من ثلاث دعائم من دعائم الحياة واسسها الجوهرية الهواء والماء والغذاء ولو فقد الانسان واحدا منها و لو بمدّة قصيرة هلك و فقدت حياته.

وهذا العمل التجديدي عمل باطني سرّي لا يظهر في الخارج إلا بعد دقة في الفكر و تعمّق في النظر و لكن عوامل الاتلاف ظاهرة للعيان يقال عنها أنها ظواهر الحياة وما هي في الحقيقة إلا عوامل الموت لأنها لا تتم إلا بإتلاف أجزاء انسجتنا البدنية وأليافنا العضوية فنحن في ساعة نموت ونحيا ونقبر وننشر حتى تأتينا الموتة الكبرى ونحيا الحياة الاخرى.

وعليه فإننا في وسط تنازع هذين العاملين عامل الإتلاف والتعويض يفني جسمنا و يتجدّد في مدار الحياة عدّة مرات بمعنى أن جسمنا الذي نعيش به من بدء ولادتنا الى منتهى أجلنا في هذه الحياة تفنى جميع أجزائه في كل برهة و تتحصّل أجزاء يتقوّم بها هذا الهيكل و ليس فيها جزء من الأجزاء السابقة ولا يمكن تقدير هذه البرهة على وجه التحقيق يعني في أي مقدار به تتلاشى تلك الأجزاء جميعا و تجدد غيرها بموضعها.

والمنسوب الى العالم الفسيولوجي (مولينت) أن مدة بقائها ثلاثين يوما ثم تفنى جميعا أما المنقول عن (فلورنس) بأن المدة هي سبع سنين وقد أجرى العلماء المحققون في هذه الأمصار الامتحانات الدقيقة في بعض الحيوانات كالأرانب وغيرها فأثبت لهم البحث و التشريح تجدد كل انسجتها بل وحتى عظامها ذرّة ذرّة في مدة معيّنة.

وإذا ثبت هذا التغير ثبت وجود النفس المجردة بسهولة من قوة التذكر والتفكر فلو كانت قوة التذكر و التفكر مادية قائمة في خلايا الدماغ وأنها الجسد أو جزء من الجسد لكان اللازم أن تضطر في كل سبع سنين الى تجديد كل ما علمنا وتعلمناه سابقا.

والوجدان عندنا أن تجدد المادة المتواصل لم يندثر بسبب التفكر والتذكر منّا ولم يحدث أدنى تغير في ذاكرتنا و لم تخب أي شعلة من علومنا ومعارفنا وهو أقوى دليل على وجود قوة فينا مدركة شاعرة مجردة عن المادة باقية بذاتها مستقلة في وجودها بقيمومية مبدئها محتاجة الى آلاتها في تصرفها متحدة معها في أدنى مراتبها وأن دثور المادة لا يستوجب دثورها ولا دثور شي‏ء من كمالاتها و ملكتها ولا من مدركاتها ولا من معلوماتها كيف لا ولا تزال تخطر على بالنا في وقت الهرم امور وقعت لنا أيام الشباب بل أيام الصبا وما قبلها وكيفما كان فإن من الوضوح بمكان أن كل ما فينا يؤيد ثبات شخصيتنا وعدم تغيرها وتبدل جميع ذرات أجسامنا.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.